بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

د عصام تكروري و تجربة تستحق الاحياء مجددا درس ديانة موحد ... ======= الصـفــعة التــي آلـــمـت المســـــيح وأخــــوتــه =======

الأربعاء 27-12-2023 - نشر 7 شهر - 3513 قراءة

حدثَ ذلك حينما كنت أتابع تعليمي الثانوي في مدرسة العناية الرسمية ـ التي أصبحت اليوم الجناح الجنوبي لكنيسة الزيتون في باب شرقي ـ مدرسةٌ تصل إليها من طريقين: الأول رئيسي عبر بوابة كنيسة الزيتون، والثاني مُرتجل عبر بوابة حديدية أشبه بقضبان السجن، حرية الاختيار هذه تعود إلى أن المدرسة كانت تجمع أبناء الديانات الثلاثة حيث كان صفي يضم خمسة موسويين وسبعة مسلمين و حوالي إثنين وعشرين مسيحيا، كنّا نتلقى التعليم ذاته باستثناء مادتين : مادة التربية العسكرية ومادة التربية الدينية، فقط في هاتين المادتين كان كل واحد منّا يتذكر انه مسلم أو مسيحي أو يهودي.

في مادة التربية العسكرية كان طلاب صفي ينقسمون إلى قسمين: أصدقائنا الموسويين يغادرون المدرسة كونهم لا يخضعون للخدمة الإلزامية، بينما يبقى فيها المسلمون والمسيحيون، أما في مادة التربية الدينية فكنّا نتفرق شيعاً ثلاثة : الموسويون يغادرون بيوتهم، المسلمون إلى غرفة صغيرة في زاوية الدرج، أما المسيحيون فيبقون في الصف كونهم العدد الأكبر. هذه "التفرقة" كانت المُنغص الوحيد الذي كنا نشعر بوطأته جميعا إلى أن جاء يوم واتفقنا على أن نطلب من أساتذة التربية الدينية (المسيحية والإسلامية) بأن يضعوا حدا لهذه التفرقة، وأبدينا استعدادنا جميعا (مسيحيين ومسلمين وموسويين) لحضور درس التربية الدينية أي كان، وبالتناوب بين درس الديانة المسيحية والديانة الإسلامية، وللأمانة كانت استجابة مدرس مادة التربية الإسلامية هي الأسرع إذ رحب بأصدقائنا الموسويين والمسيحيين لتصبح حصة التربية (التي كان يتخللها أحيانا وجبة فول من عند "أبو عاطف ") تضم خمسة مسلمين ومن يرغب بالحضور من الموسويين والمسيحيين. أجمل ما في الأمر أنَّ مدرس مادة التربية الإسلامية لم يتقيد بالمنهاج لتصبح حصة الديانة فرصة للتركيز على القيم الإنسانية الجامعة، وليصل عدد الحضور في الأسبوع الرابع إلى حوالي العشرين طالبا وذلك قبل أن يتدخل موجه المدرسة ويضع حدا لتلك التجربة (والتي أسميها اليوم ب "سوريا المُنيرة") بدءا من مدرس مادة التربية الإسلامية الذي ناله ما ناله من توبيخ و"خلافه"، وانتهاءا بنا كطلاب حيث تم اختيار خمسة من بيننا (مسلمين ومسيحيين فقط ) لمقابلة الموجه الذي أمرنا بالاصطفاف برتل أحادي، ومن ثم بدأ يبين لنا فداحة الذنب الذي ارتكبناه بجمل هادئة تنتهي كل منها بعبارة " ممنوع النقاش"، وما أن أطمئن إلى أننا أصبحنا مغلوبين على أمرنا حتى بادر كل منا بصفعة هي من "فرق الوالدين" قبس، صفعة شعر بها المسيح وأخوته الأنبياء، صفعة أعادت كل واحد منّا إلى دينه المؤسساتي فمنّا من اكتفى بها، ومنّا سعى للتعرف على الله من خلال المنتج العقلي لخلقه والموجود في فلسفات الإلحاد والوجودية بتلوناتها المتعددة ليعود بعدها مفعما بقناعة وحيدة تقول أنّ الحياة أرحب بكثير من أن تقف عند نص وتفسير، وأنّ العقل هو النعيم وهو مناط الحكم على الأشياء، أنّ الايديولوجيا التي تُفرّق بين البشر هي جهنم يصطلي بها ابتاعها وتلحق بالأرض العذاب.

أصدقاء مدرسة العناية الرسمية : عبده سكاف ، عمار لويس Amar Louis، خليل جنيدي Khalil Jnaide ، ماهر شلش Maher Shalash

، رزق الله زهر Rezk Zaher، احمد دلول Ahmad Dalul

، أحمد عينية ، رحباني سعيد ، عمار باكير، خلدون رضا ... سلاما.


أخبار ذات صلة

عبد الفتاح العوض يكتب : قانون الرأي بالرأي!!

عبد الفتاح العوض يكتب : قانون الرأي بالرأي!!

هل يصلح أن نقول الرأي بالرأي مثلما هو قانون العين بالعين؟!

صناع النجوم ..!

صناع النجوم ..!

محمد البيرق يكتب لصاحبة الجلالة

كتب عبد الفتاح العوض  المصلحة أولاً

كتب عبد الفتاح العوض المصلحة أولاً

لماذا ينجح أصحاب المصالح ويفشل ذوو المبادئ؟!