الإعلامي محمدالبيرق يكتب :
الله يجيرنا من المازوت ..!؟
قصة ارتفاع سعر البنزين ذكّرتني بحكاية الرجل الذي حكم عليه بالإعدام.. ففي الطريق وخلال نقله من زنزانته إلى مكان تنفيذ الإعدام كان يردد بصوت عال ( الله يجيرنا من الأعظم) .. فقال له سجّانه، يا هذا أنت محكوم عليك بالإعدام فهل هناك أعظم من هذا ..!؟
فرد عليه السجين بكل هدوء الله يجيرنا من الأعظم.. وما إن وصل إلى مكان تنفيذ الحكم حتى تبين أن إعدامه سيتم عن طريق ( الخازوق ) ..!!
فقال المحكوم عليه للسجان: ألم أقل لك الله يجيرنا من الأعظم ..!!
تلقى الناس مساء أمس خبر ارتفاع سعر ليتر البنزين بشيء من الرضا وكثيرٍ من الحمد لكونهم كانوا مستعدين نفسياً لتلقي هذا الخبر ..!
ردة فعل الناس رافقها سؤال: وهل زاد سعر المازوت أيضاً..؟ ليبلع السائل ريقه ويقول الحمد لله ..
كثر من هم يعتقدون أن تأثير زيادة سعر البنزين ليس بمستوى تأثير زيادة سعر المازوت مع العلم أن هذا الكلام ليس دقيقاً!!
البعض كان مرتاحاً للخبر وعبّر عنه قائلاً من الجيد أن الزيادة رافقها انخفاض في سعر الأوكتان عالي الجودة ..!
الأجمل من هذا وذاك أن البعض عدّ نفسه محظوظاً لكون الرسالة قد وصلته قبل القرار وملأ خزان سيارته ..!
صدور قرارات الزيادة عادة تكون سرية ولا يعرف بها حتى المنجّمون .. مع العلم لم يعد هناك (شي مخبا).. أقصد بيننا وبين الحكومة ..
الصحفيون متهمون بأنهم يعرفون بالخبر وهو ما زال بالمطبخ .. وحتى أُثبت هذا الاتهام سمعت بأن الحكومة تحضّر لرفع سعر المازوت .. اللّهم اشهد .. اللهم إني بلغت ..
ومع ذلك نناشد الحكومة ألّا يحصل معنا كما حصل مع صاحبنا المحكوم عليه بالإعدام.. وإذا كان هو يردد(الله يجيرنا من الأعظم).. فنحن نقول: الله يجيرنا من المازوت ..!!