تهدئة بين الحكومة والمواطن
سألني أمس الزميل "غدير حبيب" ساخراً: هل يمكن أن تحصل تهدئة لدينا؟
نظرت إليه باستغراب وضحكت: تهدئة شو؟ وبين مين ومين؟
قال لي: بين الحكومة وبين المواطنين. بحيث تعدل الحكومة بموجب هذه التهدئة عن بعض قراراتها الأخيرة، مقابل تعهد المواطنين بالكف عن الشكوى والتذمر.
ربما يكون ما قاله الزميل "غدير" فيه بعض السخرية، لكن عملياً نحن بحاجة اليوم إلى تهدئة من نوع خاص في ظل الوضع الاقتصادي المشحون، فالحكومة مصرة من جانبها على المضي قدماً في تطبيق إجراءات يرى فيها الشارع الشعبي مساً بمعيشته، التي تشهد منذ ثلاث سنوات تدهوراً متسارعاً.
والمواطن يرفض أي تغيير أو تعديل يطرأ على دور الدولة المطالبة من قبله بتوفير كل شيء، وأياً كانت الظروف والإمكانيات.
في مثل هذا الوضع هناك حاجة إلى فترة تهدئة لالتقاط الأنفاس، مراجعة المواقف، ودراسة الحلول الممكنة منعاً لتأزم العلاقة أكثر، وانهيار ما تبقى من ثقة بين المواطن وبين الحكومة.
كما أنه لا يمكن أن نتحدث عن حوار ناجح بين الحكومة والمواطنين حيال الملفات الأساسية، وكل منهما يرفض الاستماع إلى الآخر، أو ينظر كل منهما للأخر على أنه جزء من المشكلة لا شريك في البحث عن حل أفضل.
وعليه فإن المقترح هنا هو أن توقف الحكومة سياساتها لفترة من الزمن مقابل أن يوقف المواطنون شكوكهم المثارة حيال إمكانيات هذه الحكومة وقدرتها على إدارة الشأن الاقتصادي.
عندما سألت "غدير" عمن يفترض أن يراقب التهدئة، قال: يفترض... وسائل الإعلام المحلية.
فما رأيكم بذلك؟
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم