الصحفيون مجرد رواة
كتب الاستاذ رشاد كامل :
مجالسة الملوك لايجعل منك ملكاً
ومجالسة القادة العسكرين لايجعل منك عسكريا
ومجالسة التجار لايصنع منك تاجرا
لكن ان كنت راويا جيدا فستكون الشاهد على مرحلة من وجهة نظر مُجالس لا فاعل.
لذلك يختلف احترام الناس للسرديات الصحفية مقابل مذكرات اصحاب القرار ولو كان رئيس بلدية.. فهو من فعل وهو من فاوض وهو من ربما خالف وافسد..و روايته لصاحب القرار ايضا حمالة اوجه، فمن الممكن ان تكون تبريرية ومن الممكن ان تكون لحرف وجهة نظر التاريخ الى اتجاه يعمي عما حصل فعلاً، ومن الممكن انه يريد ان يخرج من ماعنده من مخزون..
اعظم صحفي لايمكنه الا ان يسمع وان يستمع وان او ان يتم تلقينه وان يهمس له او ان يؤمر بما يراد منه كتابته، وهذا دوره.. ومهنته... ان لم يتركها الى مهن حكومية او في القطاع الخاص متسلحاً بخبراته الإدارية وقدرته على التواصل ولكن .. لا كاعلامي او اعلامية ..
بعض الاعلامين خرجوا علينا من مكاتب صحفية لرؤساء وملوك وامطرونا باخبار وتحليلات و تقييمات لما خزونه من تصورهم من ان وجودهم مع القادة احيانا ظلم لقدراتهم، ومهاراتهم، فيخروجها كتباً وتحليلات واحيانا حرف التاريخ لتحقيق رغبات لم يتمكنوا منها وهم على رأس عملهم كمرافقين اعلاميين...
لاشك ان الاستماع لقصص الغرف المغلفة امر مثير .. مع ذلك عندما تطرح الوثائق السرية لأي من تلك المفاوضات وتصبح علنية ومتاحة وفي المكتبات العامة في الدول الغربية ففي الغالب تهمل .. ولا تظرس الا لماما ..ولايهتم بها نفس ذاك الصحفي او الصحفية من امطرونا بكتب ومقالات وتحليلات عن نفس الموضوع سابقا.
مثل كل المهن، هناك مشاهير فيها
ولكن مشاهير مهنة الصحافة هم رواة عصرهم، لا اكثر ولا اقل .. وهذا رائع .. وليس بقليل .. لكن هم لا يقبلون فيه...
هم ذاقوا سلطة الرأي العام ، ولكنهم ايضاً اصبحوا فريسته.. فلتصل الى الرأي العام تحتاج الى وسائط، والوسائط بيد القادة ...
يخرج علينا عشرات المفكرين والاعلاميين والمنظريين يومياً ونستمع .. ونحاول من خلالهم فهم ... مايريده يلي فوق... لا كايعتقدونه هم..
او ما يتمنونه من سلطة شهصية على الرأي العام يبادلونها سلطه على السلطة.. وهذا امر لم يحدث.. واظنه لن يحدث في بلادنا ...فاللعبة مكشوفة، وهناك من القادة من يهندس ابطاله في الاعلام عبر مؤسساته، و لن يمنحها الا لأكثرهم موهبة وطاعة... والهيط بيده ، يقصر او يطول..
لليوم الكثير من العرب يتداولون مواقف مصورة لصدام حسين و يترحمون على ايامه ولا احد يستعيد وزير اعلامه الصحاف وعلوجه ..
مات الرجال بحسرته، حتى امريكا لم تعتقله..
اخوتي في الاعلام...
كبروا صورة لهذا الرجل الصحاف .. وتذكروه كلما اخذكم الحال ...
هي مهنة .. لكن الافضل فيها لا اكثر ولا اقل ..
او افتح مؤسسة اعلامية .. وانتمي الى المؤثرين .. ان استطعت الى ذلك ... سبيلاً.
رشاد انور كامل