كتب زياد غصن: خليكم بالشأن المحلي!
سلامات
أن يصدر المصرف المركزي تقارير موجزة يقدم فيها رؤيته لبعض الملفات والموضوعات الاقتصادية الراهنة، فكرة جيدة وتستحق التقدير، لكن شريطة أن تكون موضوعية وشفافة من جهة، وأن تجيب عن تساؤلات الشارع من جهة ثانية.
وفيما يلي محاولة لتوضيح الشرطين المشار إليهما...
فمثلاً عندما يؤكد المصرف المركزي أن سجل البلاد خالٍ من الديون الخارجية، فهذا استغباء علني وفجّ للمواطنين، فالجميع يعلم أن هناك مجموعة من القروض الائتمانية حصلت عليها البلاد من إيران وروسيا خلال السنوات القليلة الماضية، ويتوجب عليها تسديدها وفقاً لبنود الاتفاقيات الموقعة، إلا إذا كان المصرف المركزي لا يعتبر تلك القروض ديوناً خارجية!
كان يمكن للمركزي أن يكون موضوعياً، ويقدم مقارنة بين ديون سوريا الخارجية التي تعاني من كارثة 12 عاماً من الحرب، وبين ديون بعض الدول العربية والأجنبية، التي تنعم باستقرار امني وسياسي، ومع ذلك فإن ديونها الخارجية تتراكم سنوياً.
ثم إن محدودية الديون الخارجية في ظل فشل السياسات الاقتصادية أمر يدفع ضريبته المواطن من لقمة عيشه ومستقبله.
أما المثال الثاني والمتعلق بالإجابة على تساؤلات الشارع، فإن المصرف المركزي مجبر على مخاطبة الناس وشرح ما يمكنه من نقاط هي مثار نقاش شعبي. فمثلاً عوضاً عن الحديث عن معدلات التضخم العالمي وتوجهات الأسواق الدولية خلال الفترة القادمة، فقد كان من الأفضل له نشر معدلات التضخم الشهرية محلياً وتحديثها باستمرار، إذ إن آخر رقم للتضخم منشور من قبل المكتب المركزي يعود إلى العام 2020، فكيف يمكن أن نصدق ما يقوله المصرف المركزي في تلك التقارير؟
والأهم أن يقول لنا المصرف... ما هي الحلول الضرورية في مثل هذا الوضع، وما هي سياساته خلال الفترة القادمة.
لذلك، إما أن تكون بادرة المصرف المركزي جادة وموضوعية وتجيب عن هواجس الشارع، أو ليتم إلغاؤها أو ليتم توزيعُها على المؤسسات الحكومية المعنية، التي وبكل تأكيد لن تقرأها.
شام اف ام