كتب زياد غصن: دعوة للتمويل بالعجز!
من المستغرب حقاً أن هناك من لايزال يعتقد أنه يمكن الإستمرار بمعالجة عجز الموازنة العامة للدولة عبر بوابة التمويل بالعجز.
الجديد في الأمر ما نشر مؤخراً على لسان أكاديمي دائم الظهور إعلامياً...
ربما لا يعرف هؤلاء أن السبب الجوهري للأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد يكمن في لجوء الحكومات المتعاقبة إلى الإستدانة من المصرف المركزي لتمويل إنفاقها غير الإنتاجي، والمصرف كان يقوم بدوره بطباعة ما يحتاجه لتلبية طلب الحكومة.
وهذا بالطبع ما تسبب بحدوث خلل كبير في السوق المحلية بين حجم المعروض النقدي من جهة، وبين حجم المعروض السلعي من الإنتاج الوطني من جهة ثانية، لتكون النتيجة مزيداً من التراجع في سعر صرف الليرة، وارتفاع معدل التضخم.
ليس هناك من مخرج من الأزمة الإقتصادية التي أصبحت تهدد بحق بنية المجتمع والدولة إلا بزيادة حقيقية في معدلات الإنتاج، وبتكاليف مقبولة وموضوعية.
والحكومة حالياً لم تفشل فقط في هذا المسعى، وإنما أضافت بسياساتها وإجراءاتها عقبات جديدة أمام جهود الصناعيين والمنتجين الساعين إلى تحسين واقع عملهم وزيادة إنتاجيتهم من السلع والمواد، والدليل على الفشل الحكومي هو تزايد حالة التدهور الإقتصادي منذ تسلم هذه الحكومة مهامها.
لذلك علينا أن نسأل أنفسنا.... لماذا فشلنا في زيادة الإنتاج؟
والأهم أن نجاوب على ذلك بكثير من الصراحة والشفافية، لأن مستقبل اقتصاد البلاد بات عملياً مهدداً بالأسوأ...
علينا أن نعترف...
إن بيئة العمل المرتهنة للإحتكار والإستغلال ومراكز القوى، والفاقدة لضمانات حقيقية وعملية هي أحد الأسباب.
وأن تعدد المرجعيات وإجراءات التضييق من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية هو سبب ثان..
وأن غياب الإستقرار في البنية التشريعية والإجرائية وسعر الصرف وغيرها من مقومات الجذب الإستثماري سبب ثالث..
لكن يبدو أن تعمق المشكلة واستعصاء حلها تحول إلى ما يشبه السهل الممتنع....
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم