كتب زياد غصن: مليارات تختزل بـ"حنفية"!
مشروع بمليارات الليرات ويخدم آلاف المواطنين تم اختزاله عند التدشين بـ "حنفية".
لا أعني بذلك وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، بل الحكومة نفسها صاحبة الصورة، التي لم يكن هناك أي مبرر إعلامي لنشرها أو توثيقها.
مشكلة من هم في الإدارة الحكومية أنهم لا يتعظون من التجارب السابقة، ولا يقرؤون مسبقاً احتمالات التعاطي الإعلامي والجماهيري مع كل خطوة وقرار يتخذ.
ألم يفكر مخرج مشهد "الحنفية" أن وسائل التواصل الإجتماعي ستنسى أن هناك مشروعاً كلف خزينة الدولة مليارات الليرات، وتركز اهتمامها على مشهد "الحنفية".
ثم ما هي الرسالة التي كان يُخطط لإيصالها إلى الناس من خلال مشهد فتح "الحنفية"؟
هل كان يراد القول: إن المياه وصلت فعلاً عبر الشبكة إلى القرى المستهدفة؟ أم هو مجرد مشهد عالق في ذاكرة مخرج التدشينات الحكومية؟
في هذه المرحلة يجب أن تدرس الحكومة بجميع وزاراتها ومؤسساتها كل كلمة تريد قولها وتوجيهها للرأي العام، فتقلب احتمالات تلقيها والتعاطي معها من قبل مختلف فئات المجتمع، وتوقف على ايجابيات وسلبيات ذلك.
هذه المهمة ليست سهلة، ولا يمكن أن يقوم بها إلا جهة على تماس يومي مع أوجاع الناس، معاناتهم، مواقفهم، آرائهم، ووسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية التي يتابعونها.
فالعبرة ليست في ضخ الأخبار، حجمها الكبير، عدد الوسائل التي تنشرها، وإنما في الأثر الحقيقي الذي أحدثته في عقول الناس ومواقفهم. وهذه مهمة باتت صعبة جداً في ضوء الصورة الذهنية المتشكلة، والتي تحتاج إلى سنوات حتى تتغير..
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم