أفكار مستعملة بقلم: عبد الفتاح عوض
ما يزيد قسوة الأزمات هو الصمت الرسمي عن الإجابة عن سؤال يطرحه معظم الناس.. إلى متى؟!
ما التفسير المنطقي لصمت المسؤولين عندما تزداد آلام الأزمات؟
إما أن يكون لديهم معلومات لا يمكن الإفصاح عنها.. وإما أن تكون التبريرات غير مقنعة أو تحملّهم المسؤولية بشكل مباشر.. أو أنهم لا يستطيعون التعبير عما يجري.. أو أنهم لا يملكون جواباً.. أو لا يملكون معلومات!
الصمت عن المشاكل يزيدها سوءاً ويفتح أبواباً للشياطين ليس لبث شائعات فقط بل تفتح أبواب شياطين الفساد والاستغلال في سوق رائج ومناخ ملائم.
ثمة اقتراح قديم جداً نحاول تجديده، فالأفكار أيضاً أصبحت «مستعملة»، إنها أشبه بـ«بالة» أفكار.
الاقتراح يقوم على تعيين ناطق رسمي باسم الحكومة يمتلك مؤهلات وقدرات مخاطبة الرأي العام ويجيد التعامل مع الإعلام.
المسؤولون كما نلاحظ لديهم الكثير من «المشاغل» والاجتماعات والمسؤوليات بحيث لا يكون هناك قدرة على الأقل من ناحية الوقت للرد على الإعلاميين.
كما أن المسؤول لا يكاد يجيب عن التساؤلات عن قطاعه هو ولا يتابع ما يشغل الناس إلا بمقدار مساحة مسؤوليته.
ثم إن بعض المسؤولين ليس لديه ملكة الحضور ولا الفصاحة اللازمة للتعبير بأفضل الطرق عن تساؤلات الإعلاميين والناس.. والبعض من هؤلاء حديثهم يضر أكثر من صمتهم!
أقول «فكرة الناطق الرسمي» هذه معتمدة في معظم دول العالم وخاصة تلك التي تعتقد أن من واجباتها الإجابة عن أسئلة الناس وطمأنتهم في الأوقات العصيبة، وغالباً يكون الجواب مفيداً في وقته وعندما يتأخر يفقد قيمته.
رغم كل وسائل التواصل التي أصبحت متاحة بين البشر إلا أن الطرق ما زالت مقطوعة بين المسؤولين والناس، ولا يوجد تبرير لذلك إلا عدم قدرة المسؤولين على تقديم إجابات عن هموم المواطنين.
ومن باب الموضوعية علينا أن نذكر أن بين الحين والآخر يقدم الوزراء لقاءات إعلامية لكن معظم هذه اللقاءات تتمحور حول تبرير المشكلة وليس تقديم الحل أو تقديم الوعد بالحل بحيث لا تصنع جواباً يكون بمنزلة رؤية الضوء في نهاية النفق.
كذلك ثمة معلومات إن تم نشرها تضر وقد لا يكون من المفيد الإفصاح عنها، وذلك نتيجة ترقب الغرب وملاحقتهم لأي معلومة قد يستفيدون منها من أجل فرض مزيد من العقوبات أو منع وصول ناقلات النفط وترصدها وحجزها كما حصل أكثر من مرة.
والغاية أن يكون بالنتيجة لدينا خطاب طمأنة وخطاب أمل يفيد ولا يضر.
المعروف بدهياً أن واجب الحكومات إيجاد الحلول، أما أن يتحول المسؤولون إلى طالبي حلول من الشعب فهذا تغيير في الأدوار، وحتى إن كان ذلك مطلوباً كمشاركة مجتمعية في إيجاد الحلول فيجب أن يتم بطريقة عملية سواء من خلال حوارات مع مختصين أو من خلال ورشات عمل تجمع الخبراء وتستمع إليهم، وخاصة أن الحلول التي يتم طرحها هنا وهناك تفتقر إلى المعلومة وتكاد تقدم أفكاراً «مستعملة»! تم طرحها في أزمات سابقة لا تشبه هذه السنوات العجاف.
أسوأ ما يمكن أن نعيشه أننا لا نملك إجابات عن أسئلة اللحظة.. السؤال الأصعب: إلى متى؟
أقوال:
– «نصف الحقيقة كذبة كاملة».
– «الصدق هو الفصل الأول في كتاب الحكمة».
– «كل كذبة هي كذبتان، الكذبة التي نقولها للآخرين والكذبة التي نقولها لأنفسنا لتبريرها.
– النزاهة هي قول الحقيقة لنفسي. والصدق هو قول الحقيقة للآخرين.
الوطن