كتب الصحفي زياد غصن: لكل زمان.. تفوقه!
تعقيباً على الاحتفال المبالغ به بالطفلة شام البكور، ومن باب الفكاهة الساخرة، تروي زميلة إعلامية، وهي إحدى رائدات الإعلام العربي، أنه عندما علمت بتخرجها من الجامعة قبل سنوات طويلة، هرعت إلى والديها لتعلمهما أنها حصلت على المرتبة الأولى على كليتها، فكان رد والديها المفاجئ: "لا تخبري حدا الله يخليك... بيكفينا حسد وضيقة عين".
احترمت الشابة المتفوقة رغبةَ والديها، ولم تقم حفلة تخرج تدعو إليها زميلاتها، ولم تخرج حتى في سهرة خاصة مع عائلتها،
كل ذلك لم يزعجها، فجلُ اهتمامها كان منصباً على متابعة تحصيلها العلمي، ولذلك فقد انتظرت بشغف شديد إعلان مسابقة البعثات العلمية لتقدم أوراقها لها.
وكان من الطبيعي آنذاك أن تحصل الشابة بكل يسر على منحة حكومية لمتابعة دراستها العليا في إحدى الدول الغربية. المفارقة المضحكة أن أسماء الناجحين آنذاك كانت تنشر في الصحف المحلية، وهكذا علم الأقارب والجيران بتفوق الشابة و نيلها منحة خارجية... فماذا كان رد والديها؟
تطلق الزميلة ضحكة طويلة، وتقول: عندما قرأ والديّ اسمي في الجريدة، نظرا الي بحزن وقالا: "هيك طيلعتينا كذابين قدم الجيران والناس".
هذه الحادثة الطريفة أرويها لكم لأقول: إن التفوق كان موجوداً في كل وقت ولم يغادر أي جيل، لكن طريقة استثماره كانت تختلف بين مرحلة وأخرى لاعتبارات اجتماعية، مؤسساتية، علمية. فالتفوق كان فيما مضى من سنوات بمنزلة ظاهرة مجتمعية، واليوم تحول نتيجة لأسباب كثيرة آخرها شبكات التواصل الإجتماعي إلى ظاهرة فردية...
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم