كتب الصحفي زياد غصن: حجارة الحكومة الكبيرة
لم يتح لي أمس تسجيل حلقة الصفحة الأخيرة في استوديو الإذاعة كما يحبذ الصديق سامر يوسف؛ فقمت بتسجيل الحلقة على مسجل الصوت في منزلي، وحاولت إرسال التسجيل إلى الصديق قصي في الإخراج. لكن على مدار أكثر من ساعة كاملة من الانتظار لم أتمكن من إرسال التسجيل بسبب جودة خدمة الإنترنت.
إذا كنت كمواطن غير قادر على إرسال تسجيل مدته دقيقتان، فكيف سوف تنجز الحكومة مشروعاً للتحول الرقمي وشبكة للدفع الإلكتروني اعتماداً على هذه البنية التحتية؟
أنا هنا لا أنتقد ضعف خدمة الإنترنت، فهناك على الأقل عدة أسباب موضوعية تبرر واقعها وتراجع جودتها، لكن سؤالي لماذا تصر الحكومة على تكبير حجارة مشروعاتها، وهي تعلم حق المعرفة أن البنية التحتية للبلاد غير قادرة على تحمل مثل هذه المشروعات، ومعظم مستلزمات نجاحها غير متوفرة، والأهم أن هناك تفاصيل صغيرة فشلت الحكومة في معالجتها.
فمثلاً أن تعالج الحكومة مشكلة الصرافات الآلية، التي كرَّهت موظفي الدولة بكل ما يمت إلى التقانة بصلة، هو أمر أجدى وأنفع من المؤتمرات والورش التي تعقدها بحجة الدخول في عالم التحول الرقمي.
وأن يتم حل مشكلة انقطاع الشبكة لدى المصارف العامة وسائر مؤسسات الدولة، هو أفضل من تسعة عصافير ترسمها خطط واستراتيجيات المؤسسات للسنوات القادمة.
في حالات كثيرة، لم تجد الحكومة خياراً للهروب من مواجهة الواقع، سوى طرحها لمشروعات ذات بعد استراتيجي، وهكذا وجدت نفسها تحمل إثمين... هروبها من الاعتراف بمآسي الحاضر، ودخولها في متاهة مشروعات لا تتوفر لها اليوم أبسط مقومات نجاحها...
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم