كتب الصحفي زياد غصن: الجدوى التنموية.. لا الاقتصادية
في مبادرته الأهلية التي أطلقها مؤخراً، ولاقت تفاعلاً كبيراً بين المهتمين بالشأن الزراعي، يعتقد الخبير الزراعي أكرم عفيف أن الأولوية اليوم هي للجدوى التنموية للمشروعات، وليس للجدوى الاقتصادية. وهو محق تماماً في ذلك.
وقد عملت الدولة لسنوات طويلة على هذا المبدأ، خاصة في بعده الجغرافي، قبل أن تغزونا السياسات الليبرالية، ويتحول جل الاهتمام الحكومي إلى ما يمكن جنيه من غلة مالية من هذا المشروع أو ذاك.
معمل السكر لم تكن له جدوى اقتصادية بالمعنى المالي، وإنما كانت له جدوى تنموية لا يمكن إنكارها في مرحلة ما، كذلك الأمر بالنسبة إلى شركات الكونسروة والسجاد والبصل والعنب وما إلى ذلك.
واليوم نحن بحاجة إلى تغليب الفكر التنموي على الفكر المالي، أو كما يقول الباحث المميز رفعت حجازي أن تكون السياسة المالية في خدمة السياسة التنموية لا العكس.
وعلى ذلك، فإن مشروع العصائر في الساحل يجب مقاربته حكومياً من زاوية تنموية وليس فقط من باب الخسائر والأرباح، كذلك الأمر بالنسبة إلى الكثير من المشروعات التي تحتاجها مناطق عدة في البلاد لتنهض وتنمو من جديد.
ومهمة الحكومة في مثل هذه الظروف أن تفتح الطريق أمام الاستثمارات الخاصة، ليس بالاجتماعات والتشريعات، وإنما بالخطوات الفعلية التي من بين أهم أهدافها نقل العدوى إلى الجهود والاستثمارات الأهلية والخاصة..
وللتنويه هنا: عندما نتحدث عن أولوية الجدوى التنموية، فهذا لا يعني التخطيط للخسارة والفساد والهدر والبطالة المقنعة وغيرها من المشكلات المعتادة في قطاعنا العام، إذ إن المشروع الناجح تنموياً سيكون غالباً ناجحاً اقتصادياً..
دمتم بخير