كتب الصحفي زياد غصن: "كأنو" الشغلة مقصودة
ما حدث قبل يومين باختصار... هو أن مياه الأمطار جرفت معها مئات الملايين من الليرات، التي صرفت بحجة معالجة مشكلة المصارف المطرية.
لاحظوا معي أن الأمكنة نفسها هي التي تواجه سنوياً مشكلة في تصريف مياه الأمطار، رغم كل المشروعات التي يقال إنها نُفذت وعمليات التعزيل التي تجري مسبقاً.
هل يعقل أن كل هؤلاء المهندسين العاملين في مختلف الوحدات الإدارية عجزوا عن معالجة مشكلة تصريف الأمطار في نفق هنا و تقاطع سكة هناك؟
هل يعقل أن تتحول الأمطار إلى نقمة على المشاة وأصحاب السيارات، لمجرد أن الوحدات الإدارية تخذلنا كل عام في معالجة مشكلة تصريف المياه؟
ثم ما ذنب العمال المساكين في أن يقضوا ساعات الليل وهم يغوصون في المياه، وكلنا نعرف ماذا تؤمن لهم الوحدات الإدارية من مستلزمات عمل ووقاية، وقيمة المكافآت التي تمنح لهم، هذا طبعاً إذا كانت هناك مكافآت أصلاً؟
أنا أصبحت على قناعة بأن عدم إيجاد حل نهائي لتصريف مياه الأمطار، أمر مقصود لزوم الجولات الميدانية وما يتبعها من تغطيات إعلامية و"طقطقة" صور وتوجيهات؟
ما دامت هناك أموال أنفقت، ومشروعات نفذت، فإن الملف يفترض أن يتحول إلى بعثة تفتيشية تتقصى أوجه ذلك الإنفاق، وجدواه، ونتائجه على الأرض، وإلا فإن مياه الأمطار ستبقى سنوياً خيرة على فلاحينا، وكذلك على متعهدي الوحدات الإدارية.
اشكروا الله على أن السيول والبحيرات التي تشكلت خلال دقائق، لم تتسبب بحوادث مؤلمة، ولم تتسرب إلى منازل مواطنين... إذ ليست في كل مرة تسلم الجرة.
زياد غصن - شام إف إم