زياد غصن يكتب عن: تعثر المجالس المحلية
على هامش الانتخابات المحلية، فإنه من الضروري أن تكون هناك مكاشفة ومصارحة حول أسبابِ تعثرِ تطبيقِ تجربة الإدارةِ المحلية في سوريا.
والمقصود بكلمة تعثر ليس نسف التجربة من أساسها أو النيل من ضرورتها، وإنما مقاربة النتائج إلى الأهداف المراد تحقيقها ورضا الناس عن عمل المجالس المحلية.
لنتفق بداية أن كل هياكل الإدارة المحلية في بلادنا لم ترق بعد إلى مستوى المأسسة، والتي تعني ببساطة توفر أمرين اثنين: اعتماد هياكل إدارية وتنظيمية مرنة قادرة على إنجاز المهام بما يلبي طموحات المواطنين، والأمر الثاني ممارسة المجالس الإدارية لصلاحياتها ومسؤولياتها المحددة بالقانون من دون أي تدخل حكومي مخالف للقانون.
ومن هنا فإن الخطوة الأولى على صعيد مأسسة الإدارة المحلية تكمن في مساعدة الوحدات الإدارية على التحول إلى جهاز إداري وتنفيذي رشيق يكون قادراً على خدمة المجتمعات المحلية بعيداً عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة، مع وضع معايير دقيقة لتقييم أداء المجالس المحلية ومحاسبة الفاسد منها، وإلا كيف إقناع الناس بجدوى هذه المجالس وأنها وجدت لخدمتهم، وليس لخدمة مصالح معينة؟
أما الخطوة الثانية فهي تكمن في الحد من التدخل الحكومي في عمل هذه المجالس، إذ يلاحظ أن هناك ميلاً متزايداً لسحب مزيد من صلاحياتها، أو ربط قراراتها وإجراءاتها بموافقات حكومية مسبقة، وهذا ما حولها مع الزمن إلى مجرد جهة محلية تنفيذية وأحياناً مجرد علبة بريد.
ورغم كل ذلك، فإن نجاح بعض التجارب على امتداد الجغرافيا السورية هو دليل على أن إنجاح هذه التجربة وفق ما يتمناه المواطن، أمر ممكن ومتاح إذا ما توفرت الإرادة والشخص المناسب.
زياد غصن - شام إف إم