كتب زياد غصن: نجوم الحكومة
مع كل حكومةٍ تتسلمُ مَهامَها، يبرز تأثير شخص ما في عمل هذه الحكومة. أحياناً بشكل علني ومباشر، وأحياناً أخرى يبقى في الخفاء، لكن تأثيره ونفوذه في صنع القرار معروفان من قبل الإدارات الحكومية.
ليس بالضرورة أن يكون ذلك نتيجة خلل في التعاطي الرسمي مع المناصب التنفيذية ومهامها وصلاحياتها، ففي كثير من الحالات الشخص نفسه هو الذي يصنع ذلك التأثير، وهو الذي يحول منصبه إلى مركز استقطاب، وهو الذي يجعل الآخرين يحسبون له ألف حساب. أياً كانت وسيلته أو غايته.
لكن هذه حالات قليلة، ليبقى ما يحصل عليه هذا المسؤول أو ذاك من دفع معنوي، وصلاحيات جديدة، هو السائد بدليل أنه عندما يجري تغير الشخص المدعوم يختفي حضور المنصب، وتطوى صفحةً من طغيان تأثير هذا المسؤول أو ذاك في صناعة القرار الحكومي.
وإذا ما استرجع كل منا ذاكرته، وقام بمراجعة بسيطة لأجواء العمل مع كل حكومة تعاقبت على مهامها خلال السنوات السابقة، سيجد أن هناك أسماءٌ كان لها وزنُها وثقلُها أكثر من غيرها، وبعضُها وصل به الأمر إلى حد التدخل في شؤون وزارات أخرى، أو التأثير في اختيار شاغلي بعض المناصب الحكومية، أو العمل من دون أدنى التنسيق مع الوزارات الأخرى.
من دون شك هذه ليست حالة صحية في علم الإدارة، فالصلاحياتُ يجب أن تعطى للمنصب وليس للشخص، واستمراريةُ التأثير يبقى رهناً بتنفيذ مشروع حقيقي، والإنجاز لا يحكي عنه سوى رضا الناس، والنفوذ الحقيقي للمسؤول هو عندما يكون اختياره صائباً.
زياد غصن - شام إف إم