كتب زياد غصن: مفاضلات بين أساسيات العيش
ما نُقل عن رئيس مجلس الوزراء، خلال حضوره منذ أيام قليلة الاجتماع الدوري لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، يثير الاستغراب فعلاً.
فرئيس مجلس الوزراء لم يجد ما يبرر به التدهور الحاصل حالياً في الأوضاع المعيشية والخدمية، سوى قيامه بإجراء مفاضلات بين عدة أولويات. وهي مفاضلات غير موفقة، وتعبر عن حالة الضعف التي تعيشها الحكومة الحالية.
رئيس مجلس الوزراء خاطب الحضور العمالي قائلاً: ما الأهم اليوم أن نوفر البنزين والمازوت أم الخبز؟ طبعاً الخبز حسب رأيه. وهل الأولوية في أن التغذية الكهربائية يجب أن تكون موجهة للمنازل أم للمستشفيات؟ أيضاً حسب رأيه الأولوية للمستشفيات.
لن ندخل في جدلية كيف تتوفر المشتقات النفطية في السوق السوداء ولا تتاح للمواطن، وكيف تحظى أحياء ومناطق معينة بالتغذية الكهربائية الدائمة أو على الأقل لها برنامج تقنين خفيف لا يضر بنفسية مواطني تلك المناطق، والمواطن العادي مطالب بشطبها من حياته، وإنما لماذا هذه المفاضلة من أساسه؟
هل المواطن لدينا أقل شأناً من مواطني دول أخرى، حتى نضعه في هذا المقام الذي لا يليق به وبمعاناته طيلة سنوات الحرب؟
مقام يجد المواطن نفسه فيه أمام خيارات مؤلمة، فإما أن يجوع، أو أن يحصل على المازوت والبنزين، وإما أن ينخر البرد عظام جسد أطفاله في الشتاء، أو أن يتمكن من الحصول على خبز لإطعامهم.
من حق المواطن أن يحصل على كل شيء، بما في ذلك ما مُنع استيراده من سلع غذائية بحجة عدم الضغط على سوق القطع الأجنبي، فيما حناجر المطربين العرب تصدح في حفلات خاصة تقام في مناطق مختلفة من البلاد... وسؤالي: بأي عملة تُدفع أجور هؤلاء؟
عندما يصل الأمر بحكومة إلى إجراء مفاضلة بين أساسيات في حياة الفقراء ومحدودي الدخل، فهذا يعني أن وجودها بات كعدمه.
زياد غصن - شام إف إم