كتب زياد غصن: المهارة... وليست الشهادة
سلامات
قبل أيامٍ قليلة، قالتِ الأمينةُ التنفيذية للجنةِ الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، الدكتورة رولا دشتي، إن الشهادةَ لم تَعُدْ مدخلاً لسوقِ العمل في معظم دول العالم، فالمهارةُ باتتْ هي العاملَ الحاسمَ في ذلك.
ربما يكون لتراجعِ وضعِ العمالة السورية في الخارج خلال الفترةِ الماضية، له علاقةٌ بهذا التغييرِ البنيوي في سوقِ العملِ، والذي للأسف لم يحظَ بما يستحقُّ من اهتمام لدى المؤسساتِ المعنيةِ في سوريا.
لكنَّ الملاحظَ في هذا الجانب، أننا عندما نتحدثُ عن متغيراتِ سوقِ العملِ عالمياً، فإننا تلقائياً نعكسُ ذلك على وضعِ عمالتنا في الخارج، وننسى تماماً الداخلَ، الذي يعيشُ سوقُ العملِ فيه حالةً من الضياع، تنعكسُ تأثيراتُه السلبيةُ على الأداء في جميع القطاعات الأساسية.
إذ لا تزال الشهادةُ هي المعيارُ الأساسُ في قبول العاملين في القطاعين العامِّ والخاصِّ، فيما لا يتم الأخذُ بالمهارةِ حتى كمعيار ثانوي، باستثناء بعض الجهات في القطاع الخاص.
وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لتخلفِ قطاعاتِنا إدارياً ومهنياً وتقنياً، ضعفِ المبادراتِ والحلولِ الإبداعية، وتدني مستوى مخرجاتِ العملِ.
ولا يبدو أن سوقَ العملِ لدينا، سيكون قادراً على الاستجابة لمتغيراتِ ما يحدثُ عالمياً، بالنظر إلى أن عمليةَ التدريب على اكتسابِ المهارات لا تزال عمليةً مؤجلةً، وما تقومُ به بعض المبادرات والجمعيات الأهلية على أهميته، يبقى مجردَ جهدٍ محدودٍ. فنحن نتحدث عن سوقٍ، قوةُ عمله تزيد على 4 ملايين شخص قادرٍ على العمل. وتالياً نحن بحاجة إلى مشروعٍ وطني يجعلُ من عمليةِ اكتساب المهارة مرادفةً تماماً لأهميةِ وجودِ الشهادةِ.
زياد غصن - شام إف إم