كتب زياد غصن: دجاجتان.. وديك حكومي
سلامات
بجردةِ حسابٍ بسيطةٍ للأداء المؤسساتي الحكومي، يمكنُ أن نخلصَ اليوم إلى نتيجةٍ مفادها أن هناك حاجةً لقرارات إصلاحيةٍ، قد يصلُ بعضُها إلى حدِّ الاستغناءِ عن بعضِ المؤسسات أو دمج وزارات مع أخرى.
أعرفُ أن مثلَ هذا الطرحِ يستفز البعضَ ممن تقتضي مصالحهم بقاء الحال على ما هو عليه.
طبعاً هذه المصالحُ ليست دوماً ماديةً أو مرتبطةً بمزايا معينةٍ، فالمقاومةُ الأساسيةُ للتغيير تأتي من شريحة العمال الذين يخافون من تداعيات الوضعِ الجديدِ، والالتزاماتِ التي قد يفرضها عليهم.
لذلك لا مناصَ، مع أي توجهٍ إداري جديدٍ، من كسب ثقةِ العمالِ وطمأنتهم أن التغيير القادم هو لمصلحتهم مادياً ومهنياً فعلاً، وليس مجردَ قولٍ عابرٍ في خطاب أو خطة، إذ يكفي ما جرى إطلاقه من شعاراتٍ ووعودٍ خلبيةٍ خلال السنوات السابقة.
فمثلاً، هناك وزاراتٌ باتت متشابهةً في مهامها ومكملةً لبعضها البعض في خدماتها، لكنها للأسف تفتقد فيما بينها للتنسيق ويسود علاقاتها البينية التنافسُ والاتهاماتُ. فما المانعُ من دمجها مع بعضها البعض وفقَ هيكليةٍ إداريةٍ جديدةٍ، كما هو الحالُ في دولٍ عربيةٍ مجاورةٍ.
هناك مؤسساتٌ وشركاتٌ لم يعدْ لعملها أي جدوى اقتصادية أو اجتماعية، فلماذا لا يتم إلغاؤها أو استبدالُ نشاطها بآخر تحتاجه البلاد؟
إذا كان فشلُ تجاربٍ سابقةٍ في عملية الدمج، هو السبب الذي يعيق طرحَ مثل هذا الموضوعِ للنقاش، فإن الفشلَ كان نتيجةَ عمليةِ القصِّ واللصقِ التي تمَّ بها ذلك الدمجُ.
قبل سنواتٍ طويلةٍ كتب الزميل عبد الفتاح العوض عبارةً قال فيها: دمجُ دجاجتين لا يصنعُ ديكاً. وأنا أقول اليوم: إنه مع بعض التغييرات الوراثية، يمكن تحويلُ الدجاجةِ الواحدةِ إلى ديك... وأي ديك.
زياد غصن - شام إف إم