د نهلة عيسى تكتب : ارتدينا الابتسامات قناعآ على الوجوه عشر سنوات لئلا يعتقد أحد أنه قد غلبنا
عمر السامعين يطول !؟ .. د٠نهله عيسى ..
كان بودي أن أدعي اليوم أن الجو بديع ،والدنيا ربيع وأن أنثر التهاني بالعيد السعيد ثم أودع الجميع على أمل اللقاء في مقال قادم، لكن .. وفي حياتنا الأن مليون لكن، وضع الخدمات في البلاد (كهرباء،ماء،دواء،غذاء..الخ) لم يعد مقبولآ على الاطلاق وهو ثقب واسع في ثوب عيشنا المهلل والمرقع بابتسامات كل عام وأنتم بخير، رغم أننا لسنا بخير !؟.
وأرجو ألا يتنطح أحد ليذكرني بالحصار وتبعاته، والحرب والآثار الجانبية، وأن الغد غير الامس، رغم أني لا أعرف في قولهم هذا عدا الهراء على ماذا يستندون!؟، كما أرجو ألا يحدثني أحد عن الصمود والوطنية، لأنني مع معظم هذا الشعب الحزين، ماركة مسجلة لمعنى الوطنية الحقة، فقد أرتدينا الابتسامات قناعآ على الوجوه عشر سنوات لئلا يعتقد أحد أنه قد غلبنا، وصرخنا عندما كان الصراخ واجبآ، ووقفنا على كل الجبهات، وتحدينا، محتملين الظلمة والعطش والجوع والموت، وودعنا أحبة القلوب الى قبورهم بالزغاريد، وفي بيوتنا جميعاً شهيد، لأن ذلك كان شرطآ لازمآ لانتصار الوطن، ولم نطلب من أحد وسامآ ولا حتى سلامآ، لأننانظن أننا الوطن والوطن نحن، ولا أحد ينتظر شكرآ من الاخرين على حماية نفسه.
لكن بالتأكيد، رغم أننا على عهدنا للوطن وفيه باقون، لايمكن أيضآ ونحن الذين حاصرنا الحصار أن نسكت على حصار سوء الأداء، ونضب المخيلة، والهروب من صوت جوع الناس الى عقد المؤتمرات، وتدبيج الخطابات، وسن مراسيم الجبايات، ورمي كل الهوان الذي نعيش فيه على ظهر “قيصر”!، رغم أن بيننا ألف قيصر وقيصر، وهم بسوء أدائهم، واستهانتهم بكراماتنا أشد وطأة علينا وعلى الوطن من كل قياصرةالكون!؟.
لهذا ليس هناك عذر لأحد فيما نحن فيه، والحكومة “الظل” التي تدير شؤوننا لا أظنها قادرة على فعل غير ماتفعله، لأن المسالة ناهيك عن العجز الشخصي، ليست مرتبطة بالأسماء بل بالسياسات والاستراتيجيات وطرائق التفكير العقيمة، مالم تتغير العقول، ولذلك نحن في انتظار “غودو” أي في انتظار شبه المستحيل، ويطول عمرنا وعمركم الرب، وعيد أرجوه للجميع سعيداً رغم كل الوجع.