خالد عبود يكتب هل اقتنعنا الآن.. بحقيقة "ربيعنا العربيّ"؟!!..
-الآن يبدو "الربيع العربيّ" واضحاً وجليّاً، وتبدو أهدافه وأبعاده واضحةً وجليّةً أيضاً، في ظلّ ما يحصل على مستوى المنطقة!!!..
-إذاً.. الأمر لا يتعلّق بحقوق أبناء الدول العربيّة، ولا يتعلّق بحريّتهم، ولا يتعلّق أيضاً بمستقبلهم أو مستقبل أبنائهم، ولا يتعلّق بما قيل حول أنظمة مستبدة أو حكّام طغاة، أو حتى أنظمة طائفيّة أو أنظمة حزبيّة، الأمر كلّه لم يكن كذلك!!..
-الآن بدا واضحاً وجليّاً لكثيرٍ من أبناء هذه الأمّة، حقيقة ما سُمّي "ربيعاً عربيّاً"، وكلّ يومٍ يمضي تتوضّح الأمور أكثر وأكثر، نتيجة ما تعرّضت وتتعرّض له أمّتنا، ونتيجة المشهد الذي يحدّد اصطفافاته الجديدة، وهي ليست جديدة، لكنّها علاقات تتكشّف، وتصبح فوق الطاولة، إنّها اصطفافات بعض الأنظمة العربيّة مع "إsرائيل"!!..
-كثيرون هم الذين لم يكونوا على قناعة بذلك، وكثيرون هم الذين كانوا يظنّون غير ذلك، حيث أن الأمر لا يقتصر على العامّة من أبناء هذه الأمّة، وإنّما تعدّى ذلك وصولاً إلى نخبها ومثقفيها، الذين ركبوا موجة الفوضى، ولم يكونوا على مستوى فهم الأحداث أو تفسيرها، بعيداً عمّا قام به البعض من دورٍ خيانيٍّ هنا ودورٍ خيانيٍّ هناك..
-إنّ الفوضى التي مرّت تحت مسمّى "الربيع العربيّ"، طحنت أحلامنا وطموحاتنا وشرّدتنا ونكّلت بنا، وقتلت مئات الآلاف من أبنائنا وأهلنا، ورمت بنا عشرات السنوات إلى الخلف، وشوّهتنا ومزّقتنا وجوّعتنا وشرّدتنا!!..
-حصل كلّ ذلك، خلال سنوات قليلة، تحت عناوين خدّاعة وبرّاقة، وقع بها كثيرٌ وكثيرّ منّا، نتيجة أنّنا لم نكن قادرين على القراءة، وأنّنا لم نكن قادرين على الفهم، ونتيجة أنّنا لم نكن بمستوى التحديات، أو بمستوى ما كان يخطّط ويدبّر لهذه الأمّة!!..
-لا نريد أن يظنّ أحدٌ أنّنا نتحدّث عن سوريّة فقط، باعتبارها الوحيدة التي التهم أحشاءها الزلزال، لا يا أصدقائيّ، سوريّة لم تكن وحيدة بذلك، وربّما تكون الوحيدة التي حافظت على رأسها معافى، رغم ما حصل لها وبها من مآسي وويلات، حين حافظت على القدرة في أن تقول: "لا"، فهناك غيرها أقطارٌ عديدة، ابتلعها الزلزال وأجهز عليها!!..
-لا يظنّنّ أحدٌ منكم أنّ قطراً عربيّاً واحداً، كان بعيداً عن خطّ الزلزال الكبير الذي اجتاح الوطن العربيّ، أبداً يا أصدقائي، جميع أقطار هذه الأمّة إمّا دُمّرت وشُرّدت، أو أنّها سُرقت ونُهبت وسُلبت، ومنها دول النفط والغاز والرمال التي يعتقد البعض منّا أنّه تمّ تحييدها، أو أنّها كانت صاحبة مشروعٍ وحسابات وطنيّة دافعت عنها!!..
-لا يا أصدقائي..
مثلما دُمّرتْ سوريّة وليبيا واليمن، سُرقتْ ونُهبتْ كلّ ولايات الخليج العربيّ، من كان يظنّ غير ذلك، فهو واهمٌ جدّاً، وهو مشْتبهٌ تماماً!!..
-صحيحٌ أنّ دولاً عربيّةً تمّ تدميرها وتشريد أهلها، لكنّ كلّ ذلك، تمّ على حساب دولٍ وكياناتٍ عربيّةٍ أخرى، مع التركيز على أنّ هذه الدول التي موّلت هذا التدمير والتنكيل والتشريد، لم تحصد شيئاً نتيجة هذا الدور، وعلى العكس تماماً، فإنّ نتائج هذا الدور الذي لعبته، سوف تتأخر قليلاً، حتى تتوضّح أكثر فأكثر، وإن بدت الأمور المخادعة الآن عكس ذلك!!..