موسم مهنة الخط هذا العام قحط ... الانتخابات على الأبواب و الفيس حائط المرشحين الأسعار والتقانة يجففان مصادر مهنة "مفاتيح الرزق"..!
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار
بينما ينهمك في تحضير اللوحات الانتخابية لأحد المرشحين، يبدي خطاط شهير في دمشق، لم يرغب ذكر اسمه، أسفا على زمن مضى كانت تكلفة المتر المربع الواحد من هذه اللوحات (فلكس فيس) لا تتجاوز المئتي ليرة سورية، فيما كانت للوحات القماشية أقل من ذلك بكثير، وفي بعض الأحيان لم تكن تحتسب بالمتر، بل "شلفة"، كما يقول..
اليوم، باتت الأسعار تشكل أهم التحديات التي تواجه مهنة عريقة، وصفها الإمام علي بن أبي طالب ذات يوم بـ"مفاتيح الرزق" (عليكم بحسن الخط، فإنه من مفاتيح الرزق)، لأن سعر المتر الواحد للـ(فلكس فيس)، وصل إلى 6000 ليرة سورية، وللقماش إلى 4000 ليرة، علما بأن الأسعار، كانت قبل موجة الغلاء الحالية، بحدود 4000 للأول، و2000 للثاني، وفقا لما بين هذا الخطاط.
ويشكل تطور التقانة الحديثة، ودخولها الواسع في عالم الخط واللوحات الإعلانية، منافسا قويا لعمل زاوله الخطاطون لعقود خلت، وإن احتفظ هؤلاء بلمسة إبداعية بشرية، يصعب على مثل هذه التقانة في كثير من الأحيان محاكاتها..
وتحركت سوق الخط بالتزامن مع الحملات الانتخابية لعضوية مجلس الشعب، خاصة مع وجود أربعة قوائم تمثل قطاع رجال الأعمال، القادر على الإنفاق على مثل هذه الحملات وتمويلها، في وقت تترواح فيه تكلفة لوحات وملصقات لحملة عادية بين 18-20 مليون ليرة، وفقا لأسعار قاربتها "صاحبة الجلالة" مع ما هو رائج في السوق.
ودرج المرشحون، خلال العقود الأخيرة، على التركيز في حملاتهم على اللوحات الجدارية مقاس 1م×3م، وعلى الملصقات "بوسترات" مقاس 50سم×70سم، ثم بنسب أقل على وسائل الإعلام التقليدية المقروءة والمتلفزة والمذاعة، بيد أن العقد الأخير غير كثيرا في هذه "التوليفة"، بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي- فيس بوك تحديدا- هي الأكثر جذبا وقدرة على التواصل مع الجمهور المستهدف سواء للمرشحين أم غيرهم، وذلك بالنظر لسرعة انتشارها وتأثيرها، والأهم من ذلك كله ما توفره من قياس مباشر وسريع لتفاعل هذا الجمهور مع الرسالة الانتخابية عبر الإعجابات والتعليقات ومعدلات الوصول.