محلات تغلق أبوابها ...والزيت والسمنة يباع "بالكاسة" في السويداء مستودعات التجار الكبار أُفرغت فجأة.. وأغلب الدكاكين والمحال أغلقت
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
أغلق عدد كبير من تجار السمانة الصغار أبواب محلاتهم صباح الجمعة مستغلين يوم العطلة؛ بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث المتسارعة نتيجة ارتفاع الأسعار "الساعية" وسط ذهول المواطنين وقلة حيلتهم، وعجزهم عن تفسير ما يحدث في وضع اقتصادي هش يهمين عليه الفساد وتنكالب على مقدراته دول العالم.
المستودعات العملاقة لتجار المواد الغذائية الكبار أُفرغت فجأة، وأخفيت السلع عن الأعين بحجة عدم وجود بضاعة، هذا ما تناقله الناس صباح أمس على لسان موزعي الجملة؛ مؤكدين أن الزيوت والسمون لا وجود لها في السويداء؛ ما ينذر بخطر حقيقي يهدد قوت الفقراء على الرغم من أن غالبيتهم لا قدرة شرائية لهم على مجاراة الغلاء الفاحش حتى على مستوى ليتر زيت صناعي لا يصلح للطبخ.
وذكر أحد سكان قرى جنوب السويداء لصاحبة الجلالة أن محلات القرية بدأت تبيع الزيت والسمنة النباتية بالكأس لتلبية حاجة الأسر من أجل إتمام طبخة صغيرة للعائلات الفقيرة، وهو ناتج عن نقص في الكمية وعن عدم قدرة الفقراء على شراء عبوات كاملة.
وكان الحدث الذي شغل أهالي المحافظة مساء الخميس لجوء عائلة منكوبة إلى الملعب البلدي كمأوى لها بعد أن تقطعت بها السبل؛ بعد قيام صاحب المنزل المؤجر بطردهم منه نتيجة عدم قدرة المعيل على تسديد الأجرة.. وهي حادثة كبيرة لم تحدث من قبل، وتؤسس لمرحلة خطيرة لآلاف العوائل وسط عجز الجميع عن إيجاد الحلول الحقيقية وليس الحلول المسكنة الآنية.
القصة انتهت عندما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بقيام عدد كبير من أصحاب العقارات للتبرع بإيواء هذه العائلة مجاناً، وكان الحل بإصرار الكنيسة على أخذ هذه المبادرة على عاتقها، لكن السؤال بقي معلقاً في عقول الجميع عما هو قادم، فلا أصحاب الملك قادرين على الصمود، ولا المستأجرين قادرين على الدفع، ولا الحكومة قادرة على فعل شيء يمكن أن يعطي أملاً صغيراً بالحل.
من ناحية أخرى؛ اشتكى عدد كبير من سكان المحافظة الذين لجأوا إلى سيارات السورية للتجارة للحصول على مخصصاتهم الشهرية من رداءة أكياس النايلون التي تحتوي على السكر والرز، وفقد العديد منهم هذه المواد بشكل مباشر عند استلامها من الموزع، متسائلين عن السر وراء استهتار وزارة التموين بحقوقهم، وإلى متى يستمر هذا الوضع الكارثي للاستهتار والاستغباء والفساد.