«زهرية» جان فان هيوسام تعود إلى إيطاليا
الثلاثاء 03-09-2019
- نشر 5 سنة
- 1712 قراءة
عادت أخيراً لوحة «زهرية الزهور»، التي سرقها الجنود الألمان من إيطاليا ،خلال انسحابهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى موطنها الأصلي إيطاليا، وهذه اللوحة قد رسمها الفنان جان فان هيوسام في القرن الثامن عشر.
وفي حفل خاص بالمناسبة، أزاح وزير الثقافة الإيطالي ونظيره الألماني مؤخراً الستار الأحمر عن الصورة التاريخية بعد عودتها إلى قصر «بيتي» في فلورنسا.
وخلال الفعالية، قام أيك شميدت مدير متاحف ومعارض أوفيزي بحمل اللوحة التاريخية النادرة، وحملها عبر المتحف بين يدين مغلفتين بالقفازات، قبل أن يضعها في مكانها النهائي خلف نافذة زجاجية لحمايتها. وقال شميدت: «اليوم تأخذ عدالة التاريخ مجراها».
عودة لوحة جان فان هيوسام هو انتصار للتعاون الدولي وقمة وذروة حملة استمرت أشهراً قام بها المسؤول الألماني نيابة عن كل إيطاليا. وقد كان استرداد اللوحة بالنسبة لشميدت لحظة تتويج لجهود استمرت أربعة أعوام باعتباره مديراً لأكثر متاحف إيطاليا شعبية، والذي يضم أعمالاً خالدة منذ عصر النهضة الأوروبية، مثل: ميلاد فينوس- من إبداع بوتشيلي، فينوس اوربينو- من إنتاج تيتان، والوجوه التي رسمها بيرو ديلا فرانسيسكو لدوق ودوقة اوربينو.
وقد يكون ما تم إنجازه هو آخر عمل هام يقوم به شميدت مدير متحف أوفيزي الشهير، حيث من المتوقع أن يتقاعد من منصبه في أكتوبر المقبل.
وقد جاء شميدت إلى فلورنسا في عام 2015 في إطار إصلاح شامل كان يهدف إلى إزالة الغبار عن نظام المتاحف الوطنية في البلاد. وتم تعيين 20 مديراً جديداً لمتاحف إيطالية، وأطلق لهم العنان في ما يخص الميزانيات وإعادة ترتيب المتاحف، والاتفاق على قروض دولية، وهي صلاحيات لم تكن متاحة من قبل للمسؤولين عن الفن في إيطاليا.
وكان هناك نقطة أخرى ضمن الإصلاح، فقد كان مديرو المتاحف يأتون من مناصب إدارية حكومية فقط، لكنه بعد الإصلاح تم فتح الباب لمن هم من خارج الحكومة، لأول مرة في تاريخ إيطاليا. كما تم السماح للأجانب بالتقدم بطلبات شغل الوظيفة، وكان شميدت من بينهم، وكان يشغل قبل ذلك منصب أمين متحف في معهد منيا بوليس للفنون.
والتراث الفني الإيطالي ربما يكون أهم الأصول في القوة الناعمة الإيطالية، حيث تحتضن البلاد أكبر عدد في العالم من المواقع التي تعتبرها منظمة اليونيسكو العالمية مواقع تراثية ( 50 موقعاً) غير أن تراث إيطاليا الفني وإدارته تعد من أشد المفارقات في البلاد. المجال يعاني من البطالة والتراجع الاقتصادي والدولة غير قادرة على توفير المال لرعاية التراث الفني لها. ومارست الحكومات المتعاقبة البيروقراطية بحذافيرها على 500 متحف وطني، ما خلق شبكة من المصالح متداخلة مع نسيج التراث الثقافي الإيطالي.
البيان