تأثير الرفض والقبول
ال YES/NO والفيزيولوجيا
YES/NO and Physiology
إشراف
الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد
Prof. Dr. Rashad Murad
تقديم باحث الماجستير الصيدلاني
علي حسن حسين
تأثير ال Noعلى الفيزيولوجيا:
إنّ كلمة ال) No الرّفض (Rejection تسبب ألم للشخص المتلقي، وقد وجد أنّ الألم الناتج عن الرّفض لا يختلف عن ألم الإصابة الجسدية، ومن الممكن أن يسبب مضاعفات خطيرة أحياناً للحالة النفسية للشخص وللمجتمع أحياناً.
يمكن أن يؤثر الرّفض الاجتماعي (مثلاً) على المشاعر العاطفية، الإدراك، والصحة الجسدية والنفسية، وفي بعض الأحيان الأشخاص المرفوضين يصبحون عدوانيين ويلجؤون للعنف.
ولفهم آثار الرّفض فقد تم قياس الفعالية الدماغية للأشخاص المتلقين لكلمة ال No عبر التصوير الرنيني المغناطيسي الوظيفي fMRI، وقد أظهر نشاط زائد في منطقتين، حيث المنطقة الأولى هي القشرة الحزاميّة الأماميّة الظهرية Dorsal anterior cingulate والتي لها دور في صنع القرار، الانتباه، توقّع المكافأة، والتحكم في الاندفاع والعاطفة (مراقبة الأداء واكتشاف الأخطاء)، والثانية هي الجزيرة الأمامية Anterior Insula الموجودة في الثلم الجانبي الدماغي والتي لها دور في المشاعر العاطفية مثل المشاعر الرومانسية، الغضب، الخوف، الكره، الظلم، الحزن والسعادة.
وقد تمّ إجراء اختبار لمعالجة الألم الناتج عن الرّفض باستخدام دواء الأسيت أمينوفين، فوجد أنّ الأشخاص الذين تناولوا الدواء أظهروا نشاط أقل في مناطق الدماغ المتعلقة بالألم.
الآثار النفسية للرّفض:
- يسبب صدمة Traumaتؤدي لتطوير خوف من الرّفض في المستقبل.
- يمكن أن يساهم في تطوّر الاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
- يمكن أن يساهم في زيادة حالات الشّدة والقلق الموجودة مسبقاً لدى الشخص.
رسم توضيحي 1 الاستجابة الدماغية للألم الاجتماعي والفيزيائي.
العملية الفيزيولوجية والديناميكية للرفض
عندما يتلقى الشخص الرّفض فهو يكتشف Detection، ويقيّم Appraise، وينظّم التأثير المكره للرّفض Regulation، فمثلاً في المجال الاجتماعي (حيث يعتبر الاستبعاد أو الرّفض الاجتماعي أحد أنماط الرّفض)، بدايةً يتم اكتشاف الحدث الذي يهدّد العلاقة، ثمّ يتم تقييم كم هو مؤلم التعرّض لهذا الحدث، وكلا النظامين السابقين الاكتشاف والتقييم مرتبطين مع نشاط القشرة الحزامية الأمامية الظهرية (DACC) والجزيرة الأمامية Anterior Insula، كما توجد منطقة أخرى في الدماغ تدعى قشرة الفص الجبهي البطني الجانبي Ventrolateral Prefrontal Cortex (VLPFC) ، والتي لها دور في إنقاص الألم الاجتماعي عن طريق تنظيمه مع الوقت.
أمّا المرحلة الرابعة من عملية الرفض الاجتماعي هي نظام المراقبة الاجتماعيSocial Monitoring System (SMS)، وهو نظام يعزز الاستجابات المعرفية والإدراكية للإشارات والمعلومات الاجتماعية (مثل التعابير الوجهية، النبرة الصوتية)، ويعتبر نظام تكيّفي يساعد الأشخاص المرفوضين على التنقل في البيئة الاجتماعية بنجاح.
أهم المناطق الدماغية المتعلقة بنظام SMSتتضمن القشرة الجبهية الظهرية الأنسية، dorsomedial prefrontal cortex (dmPFC)، الاتصال الصدغي الجداري Temporoparietal Junction (TPJ)، التلفيف أمام المركزي .Precentral Gyrus (PG)
لا يؤدّي الرّفض الاجتماعي لتغيير الاستجابة المعرفية للشخص فحسب، إنما يغيّر سلوكه أيضاً في محاولة لاستعادة القبول الاجتماعي، أو تجنّب المزيد من الرّفض.
رسم توضيحي 2 نموذج العلمية الديناميكية للرفض أو الاستبعاد الاجتماعي
وبناءً على النموذج السابق نجد أنّه إذا كانت هناك إشارات لقبول اجتماعي، أي فرصة أخرى لبناء علاقة جديدة، فإنّ الشخص المرفوض يتصرّف بإيجابية عبر اتّباع سلوك يدعى Prosocial behavior، فمثلاً يكون الشخص ميّالاً لمساعدة الآخرين، حيث إنّ هذا التصرّف يساعد في تخيف الألم الناتج عن الرّفض عبر جعل الشخص يشعر بالاتصال مع الآخرين.
ولكن قد يمثل الرّفض بالنسبة لبعض الأشخاص تهديد اجتماعي social threat، وهنا يميل
الشخص المرفوض إلى التّصرّف بعدوانية aggressivelyلحماية نفسه من الرّفض مرة أخرى،
ويدعى.Antisocial behavior
بينما وجدت الدراسات أ ّن هنالك أشخاص قادرون على التعافي من التأثير المؤلم للرّفض عبر القدرة الذاتية في استعادة احترام ال ّذات، السّيطرة، والانتماء، ويدعى هذا السلوك بنظام ال ّشفاء الذّاتي Self-Recovery، وإحدى الآليات المحتملة لهذا النّظام هي القدرة على الاستذكار أو التمثيل الداخلي inner representation لأشياء مفضّلة للشخص (ذكريات سعيدة، برامج تلفزيونية مفضلة، وشخصيات من الرّوايات).
تأثير ال YESأو القبول :Acceptance
هي عكس الرّفض وتمتلك تأثيرات مفيدة على الصحة، وأكثر المناطق في الدماغ استجابة لها هي القشرة الجبهية، ولقد وجد أ ّن الكلمات الإيجابية مثل كلمة YES، Peace، وLove تؤدي لتحرر مواد كيميائية في الدماغ تدعى الإندورفينات، والتي تؤدّي للشعور الجيّد، وتساعد الوظيفة العقلية لتبقى صحيّة ودقيقة.
تمتلك كلمة YES تأثير محفّز للمناطق التحفيزية في الدماغ، مما يدفع الشخص للعمل باجتهاد أكثر، كما أنّها تستطيع أن تبدّل التعبير الجيني وتقوّي الاتصالات العصبية في بعض المناطق في القشرة الجبهة الدماغية، مما يؤدّي لتعزيز الوظيفة المعرفية على عكس الكلمة السلبية التي تؤثر على اللوزة الدماغية (مركز الخوف)، وتحرّر هرمونات ال ّشدة التي تعيق الوظيفة المعرفية.
أهم فرق بين ال YESوال NO هو أ ّن كلمة ال YES لا تحمل معنى التهديد للشخص لذلك فإنّ الدّماغ لا يحتاج إلى السرعة العالية في الاستجابة لها كما يفعل عند سماع كلمة الNO.