إصدار.. «حرب، ورقة، مقصّ».. نصوص شعرية من رحم الواقع
صدر حديثا عن دار التكوين بدمشق الديوان الأول لـ رامه عرفات بعنوان «حرب، ورقة، مقصّ»، وقد حصل على «جائزة التكوين للديوان الأول 2016» مناصفة مع «الأسود الذي لا ترينه» للمغربي محمد يويو.
ورامه عرفات مواليد سورية عام 1987 نرى أن نصوصها لاتتكئ لعناوين محددة لكنها متسلسلة في قالب اجتماعي وإنساني وواقعي.
فمثلاً تقول: ماذا لو انحنى موعدنا الأول ووقعت كلمة أحبك في ذكرى حرب ما, مرت قبلتنا الأولى بجانبنا كأننا النسيان فقدنا الصدى, ماعدت أنت اسمي ولااسمك أنا.
كهذه العبارات تأخذنا رامه إلى الواقع المعاش, والواضح أن نفسا انثويا يخرق الأبيات فيجعل مفرداتها عذبة ولطيفة (حمامات النساء اصمتوا لنا أسرار هناك.. سرّ صداقة عميقة بين الغيرة وفساتين الأخريات.. ليس سرّاً يخرجْن من هناك كالفراشات في جيوبهنّ ألم على وجوههنّ ابتسامات).
وجاء في مسوغات منحها الجائزة: نموذج طيب, وإن كان قاسياً, لراهن المشهد الشعري في اللحظة السورية الحرجة, فهو شعر من باطن المآساة, لكنه لايفتقر إلى الرؤية الواضحة وسط الدخان, قصائد يتجلى فيها الصوت الانثوي في الحرب «برهافة الالتقاط والحنو على ماهو مؤلم, دون أن تجعل تلك الأنوثة مأزقاً شخصياً أمام الذكورة» وبهذا، فقد نجت قصيدتها إلى حد معقول من الندب الآنثوي والتفجع النفعي الذي اعتدناه مؤخراً في النصوص التي تقارب الحالة السورية وهي تخبرنا عما نعرفه لكن بطريقة تجعلنا نتعرف على مانشعر به.
بيد أن الصوت الأنثوي ليس مهيمناً بشكل تام على المناخ العام للمجموعة إذ تستعير أحياناً صوت المذكر، ليس في الضمير المجرد بل وأحياناً بالهوية الفنية لخلق تماه فني مع الموضوع.
تتموج في شعرها الصور الحادة الخاطفة وإن كانت تتبعثر أحياناً وتهرب من نول النسيج بعشرة تبدو أحياناً, ترجيعاً للقوة الاهتزاز وفداحته في المشهد من حولها.
«الأشجار كمنجات لايمكنها أن تضحك في أيدي النجارين»
«ترابٌ يجيءُ ويذهب.. كما لو أنَّ وردةً تَلِدُ على خاصرتي»
ومن أجواء المجموعة نقتطف: أذكر أنك قلت لي.. أعربي كلمة «الشتاء» دون ماقبلها أو مابعدها.. الشتاء ليس فصلاً, الشتاء يوم مشاغب في آب يشبهك تماماً يختفي فجأة وفجأة يعود ليبلل فراش الفصول.
أيضاً نقرأ: أخاف مني حين فجأة أصبح أمي, فأدعو لك وللعصافير التي سجنتها, أدعو بالشمس لشعر المشردين, بالغنى لقمامة الجيران, أدعو لمن مروا أمام باب بيتنا المفتوح, وماألقوا السلام وعلى عكس أمي.
الثورة