ماذا تعني إشارة عقد الأصابع؟ وهل تجلب الحظ فعلاً؟ الأمر يعود إلى المسيحيين الأوائل!
تعد إشارة عقد الأصابع (fingers crossed) إحدى أشهر إشارت اليد المنتشرة بين الشباب والشابات. قد لا تكون عادةً أصيلةً لدى العرب، إلا أنها بدأت تجد طريقها إلى مجتمعهم في السنوات الأخيرة بحكم الانفتاح على الثقافة الغربية والتعرّض لها بشكلٍ يومي. هل سألت نفسك: لماذا نعقد الإصبعين السبابة والوسطى، في إشارة إلى تمني الحظ السعيد؟ لإشارة عقد الأصابع (fingers crossed) جذورٌ مسيحية؛ فقبل صدور مرسوم ميلان الذي أتاح لسكّان الإمبراطورية الرومانية حرية العبادة في العام 313، كان المسيحيون مضطهدين. وبحسب صحيفة El Pais الإسبانية، فإن معتنقي الديانة المسيحية الأوائل كانوا يستخدمون هذه الإشارة لتبرئة أنفسهم من الأكاذيب التي أُجبروا على قولها لجلاديهم. وهذا هو السبب وراء عقد السبابة والوسطى خلف الظهر عند الكذب أو الوعد بما لا يمكن تحقيقه، هرباً من الاضطهاد الديني. وفي الأوقات الصعبة، كان المسيحيون يعقدون أصابعهم ظناً منهم أن ذلك سيساعد في استحضار بركة المسيح، وكانت كذلك تحية سرية يستخدمونها بين بعضهم. مع مرور الزمن، لم تختف هذه الإشارة، بل اكتسبت أكثر من معنى وفقاً لسياق الموقف، ما جعلها إحدى أشهر إشارت اليد في العالم – سيما في أوروبا وأميركا الشمالية. فاستخدمت كذلك رمزاً للإكتيتوس أو الإكثيس (سمكة المسيح)، و ΙΧΘΥΣ تعني في اليونانية القديمة (سمكة). وكانت كذلك اختصار لـ «Ἰησοῦς Χριστὸς Θεοῦ Υἱὸς Σωτήρ» أي «يسوع المسيح، ابن الله، المخلص». ومؤخراً أثبتت دراسة أُجريت في معهد علم الأعصاب الإدراكي التابع جامعة لندن، أن عقد الأصابع يمكن أن يفعل أكثر من جلب الحظ السعيد؛ إذ أن من شأنه أن يخفف من ألم الأصابع إلى الحد الذي يجعله يختفي. يقول الباحثون البريطانيون أيضاً، إن عقد السبابة والوسطى يخلط بين الطريقة التي يعالج بها العقل أحاسيس الحرارة والبرودة والألم. أخيراً، لا بد من التنبيه إلى أن إشارة عقد الأصابع (fingers crossed) وغيرها من إشارت اليد، قد تحمل معانٍ تختلف من ثقافة إلى أخرى؛ إذ تعد هذه الإشارة تحديداً مهينةً في جنوب شرق آسيا إلى درجة قد توقع صاحبها في مشاكل. عربي بوست