«أبو صياح» شخصية صاحبة النخوة والمهابة والشهامة والقوة والفروسية
ارتبط بالشعب والفن الشعبي، وهذا أتى من المونولوج الذي برع فيه، والهيئة التي ظهر فيها بزيه الشعبي ولهجته الشامية، والخال ذي الشعيرات الذي كان يضعه على خده، رمزاً للرجولة وكان القبضاي الذي يمثل القيم المجتمعية والقوة والفروسية، ولذلك أطلق عليه القائد الخالد حافظ الأسد لقب «فنان الشعب» في ثمانينيات القرن الماضي.
إذاً رحل الفنان الكبير رفيق سبيعي عن عمر ناهز 86 تاركاً وراءه أعمالاً طبعت في ذاكرتنا، ومشاهد سكنت في مخيلتنا ليلحق برفاق دربه نهاد قلعي وناجي جبر وياسين بقوش وعمر حجو الذين سبقوه إلى دنيا الحق، ومودعاً شريكه دريد لحام، بعد أن أثرى الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما بأعمال لا تنسى تعلق بها الناس، وحفظتها الأجيال.
سبيعي شارك بعمر صغير في نوادي الكشافة حيث أظهر مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل، وتعود بداياته إلى أواخر أربعينيات القرن العشرين عندما بدأ بتقديم مقاطع كوميدية مرتجلة على مسارح دمشق، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في الفرق الفنية وساهم بتأسيس عدد من الفرق المسرحية الأولى بعد الاستقلال.
«أبو صياح»
صنع سبيعي شخصية «أبو صياح» الشهيرة صاحبة النخوة والمهابة والشهامة، بعد ظهوره في التلفزيون عبر مسلسل «مطعم السعادة» حيث استقى مفرداتها من المحيط الذي نشأ فيه بحي «البزورية» الدمشقي، فهو لم يؤدها يوماً «على سبيل التمثيل»، وإنما عاشها، ورنين لهجتها كان يتردد في ذهنه منذ الصغر.
وبدأت قصته مع «أبو صياح» كما يروي في إحدى مقابلاته: «أول مرة قدمتها عن طريق المصادفة، حين أراد الفنان أنور المرابط أن يتغيب عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتّال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي. كنت أعمل وقتها ملقماً في مسرحه، لم أنم ليلتها من الفرحة، واعتبرت هذا الدور نوعاً من الامتحان يمهد لي الطريق كممثل، استعرت الشروال وباقي الإكسسورات، ففوجئ بي فتحي عندما رآني على المسرح، وجسدت الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة. وقتها، شاهد أدائي المرحوم حكمت محسن، وتنبأ لي بالنجومية منذ ذلك الحين».
كان ذلك أواخر خمسينيات القرن الماضي، في عمل مسرحي مقتبس عن مسرحية مصرية للكاتب أبو السعود الإبياري نقلها عبد اللطيف فتحي إلى الشامية، قدمت على أحد مسارح دمشق، وحضرها وقتها صباح قباني أول مدير للتلفزيون السوري، وبقيت في باله. وعندما تأسس التلفزيون عرفه إلى نهاد قلعي، والفنّان دريد لحام، وبدأت مسيرة «أبو صياح» التلفزيونية مع «غوار الطوشة» و«حسني البورظان».
على الخشبة
تعود بداياته كممثل ومغن ومونولجيست إلى أواخر أربعينيات القرن العشرين عندما بدأ بتقديم مقاطع كوميدية مرتجلة على مسارح دمشق، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في الفرق الفنية، ومنها فرق علي العريس، وسعد الدين بقدونس، وعبد اللطيف فتحي، والبيروتي، ومحمد علي عبدو، وساهم بتأسيس عدد من الفرق المسرحية الأولى بعد الاستقلال، وبرز في شخصية القبضاي الدمشقي أبو صياح التي قدمها لأول مرة في عام 1953.
بعد سنوات قليلة على بداية عمله المسرحي أواخر الأربعينيات وتقديمه عدداً من الأدوار المرتجلة، لشخصيتي «أبو جميل» و«أبو رمزي»، كانت النقلة الفنية في عام 1956 مع تأسيس المسرح الحر الذي عمل فيه معظم رواد الحركة المسرحية السورية، حيث بدأ بتقديم مسرحيات كاملة إلى جانب فقرات غنائية اعتادت الفرق المسرحية تقديمها في ذلك الزمان، ومن المسرحيات الأولى التي شارك فيها: «بالمقلوب»، و«مرتي قمر صناعي»، و«طاسة الرعبة»، وشارك في مسرحية نالت شهرة ملحوظة في أواخر الخمسينيات هي مسرحية «صابر أفندي» 1958م من تأليف الراحل حكمت محسن.
كما كان سبيعي من بين الفنانين السوريين المؤسسين للمسرح القومي في عام 1960، ومن أهم المسرحيات التي شارك فيها مع المسرح القومي «أبطال بلدنا» 1960، و«البورجوازي النبيل» 1962، و«الأشباح» 1962، «مدرسة الفضائح» 1963، و«الإخوة كارامازوف»، و«الاستثناء والقاعدة» 1964.
وبعد غياب سنوات عاد سبيعي إلى المسرح عام 1996 ليشارك في مسرحية «مات ثلاث مرات» بتوقيع المخرج حاتم علي، ثم في عام 2001 شارك في مسرحية «شو هالحكي» من إعداد وإخراج كل من سيف الدين السبيعي ونضال سيجري وجلال شموط عن نص لزكريا تامر.
حكواتي الفن
إذاعياً، بدأ الراحل عمله الإذاعي في خمسينيات القرن الماضي، وقدم خلال مسيرته الطويلة كممثل ومخرج مئات البرامج والمسلسلات الإذاعية، وكان أحد أبرز الأصوات الحاضرة في مسلسلات إذاعة دمشق، وبرامجها.
وسيبقى في الذاكرة طويلاً برنامجه الشهير «حكواتي الفن»، الذي روى فيه لأكثر من 12 عاماً بعضاً من أسرار الفن السوري والعربي وكواليسه وذكرياته.. وجملته الشهيرة فيه «أحبابي ونور عيوني» كان يرددها كل حلقة في مخاطبته لجمهوره.
وهو أول من قدم كتاب «حوادث دمشق اليومية» لـ«البديري الحلاق» الذي يؤرخ لأواخر فترة الاحتلال العثماني لبلاد الشام، ولفت أنظار الدراميين له فاستوحوا منه فيما بعد قصص العديد مما عرف لاحقاً بأعمال البيئة الشامية.
الشاشة الصغيرة
أعمال رفيق سبيعي في التلفزيون بدأت رسمياً مع مسلسل «مطعم السعادة» مع نهاد قلعي ودريد لحام، ثم في «مقالب غوار» و«حمام الهنا»، وكانت شخصية «أبو صياح» أيضاً صاحب الحمام الذي يعمل فيه غوار وتدور فيه القصص والحكايات، وهو مسلسل تلفزيوني سوري بسيط أنتج في عام 1968 عن رواية بعنوان «الكراسي الاثنا عشر» للكاتبين الروسيين ايلف وبتروف.
وبما يملكه من كاريزما «الزكرت الشامي» كان دور «الزعيم» في مسلسل «أيام شامية» عام 1992، فاتحة لتصدر أدوار الزعامة في معظم المسلسلات التي تنتمي إلى هذا النوع من الأعمال.
تواصلت أعماله فتألق في مسلسلات حفرت عميقاً في الذاكرة، منها «الخشخاش» 1991، و«دمشق يا بسمة الحزن» 1993، و«العبابيد» 1996، و«مبروك» 2001، و«صقر قريش» 2002»، و«مرزوق على جميع الجبهات» 2004، و«ليالي الصالحية» 2004، و«الحصرم الشامي» 2007، و«أهل الراية» 2008.
واستمرت مسيرته مع الدراما التلفزيونية، سنوات طويلة، قدم خلالها عشرات الأدوار، كان آخرها مشاركته بمسلسل «حرائر» عام 2015، تحت إدارة المخرج باسل الخطيب (تأليف عنود خالد).
ولطالما حاول الراحل تقديم أدوار يؤكد فيها حضوره كممثل بعيداً عن صورة «أبو صياح»، وتمكن من ذلك بنجاح عبر تقديمه شخصية «طوطح» اليهودي في مسلسل «طالع الفضة» من إخراج نجله سيف الدين الذي اعتبر أن والده أعاد اكتشاف نفسه من خلالها على مشارف الثمانين عاماً، وبدا الأب متفقاً مع ابنه في وجهة نظره، حينما قال عن هذه الشخصية في تصريح صحفي: «(طوطح) أبرز طاقة بداخلي ربما لم تكن مرئية للجمهور، وأثبت للمشاهدين أن لدي قدرات كممثل تفوق ما شاهدوه في أدائي من قبل، ولطالما كان هذا هدفي طوال حياتي.
الفن السابع
سينمائياً، قدم سبيعي ما يزيد على الخمسين فيلماً، أحدثها «سوريون» عام 2015، ويحمل أيضاً توقيع المخرج باسل الخطيب، حيث عاد إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب 29 عاماً، وقدم فيه دور «أبو يوسف» الإنسان المرتبط بوطنه الذي يقف حائراً أمام الحال التي وصلت إليها البلد، ويسعى جاهداً لمساعدة من حوله على التخلص من المأساة التي حلت على الجميع لكن الظروف العامة تحول دون ذلك لتحوله إلى ضحية أخرى من ضحايا الوطن.
ومن أبرز مشاركاته السينمائية، دوراه في فيلمي السيدة فيروز الشهيرين «سفربرلك» و«بنت الحارس» عامي 1966 و1971.
ومن أفلامه أيضاً «غرام في اسطنبول» 1967، و«جسر الأشرار»، و«رحلة حب» 1972، و«النصابين الخمسة» 1972، و«شروال وميني جوب» 1973، و«هاوي مشاكل» 1973، و«نساء للشتاء» 1974، و«غرام المهرج» 1976، و«القادمون من البحار» 1977، و«زواج على الطريقة المحلية» 1977، و«شيطان الجزيرة» 1979، و«أحلام المدينة» 1983، و«الشمس في يوم غائم» 1985، و«الليل» 1992، و«صندوق الدنيا» 2002، و«الليل الطويل» 2009.
المونولوج
يقول الناقد الموسيقي أحمد بوبس: «رفيق سبيعي هو بحق رائد الأغنية الناقدة في النصف الثاني من القرن العشرين. وهو بذلك امتداد للفنان سلامة الأغواني، مع فرق جلي وهو أن الأخير كان يقدم أغنياته في قالب المونولوج، أما الفنان سبيعي فقد اختار قالب الطقطوقة واللون الشعبي لأغنياته.. وقدمها بشخصية «أبو صياح» التي تمثل السلوك القويم».
في عام 1962 ظهر سبيعي في برنامج «نهوند» التمثيلي بشخصية شعبية «سعدو حنّي كفك»، وقدم أغنية بعنوان «حبك بقلبي دوم ساكن مطرحو»، كما شارك عبر أثير إذاعة دمشق في برنامج للأغاني الضاحكة بشخصية «أبو صياح» ليقدم أغنية «داعيكم أبو صياح معدل ع التمام».
في عام 1963 قدّم أغنيته الشهيرة «يا ولد لفلك شال» في برنامج «7×7» ثم توالت الأغنيات التي نالت حظها من الشهرة مثل « تمام تمام هدا الكلام»، و«شروال أبو صياح»، و«لا تدور ع المال»، و«حبوباتي التلموذات»، و«شيش بيش»، و«قعود تحبك»، و«الحب تلت لوان»، و«الخنافس» وغيرها.
ولم يتخل سبيعي طوال الوقت عن فن المونولوج الذي واكب من خلاله تطورات حياة الناس، ودخول الأزياء والموضات إلى يوميات الشبان والشابات، وكانت الكلمات الساخرة هي المفتاح كما في أغنية «شرم برم كعب الفنجان» التي تناول فيها الشباب. تقول كلمات الأغنية: «شرم برم كعب الفنجان/ يا حبمبم ملا شبان/ مدري شباب مدري نسوان/ شرم برم كعب الفنجان/ ليكوكه لك ليكوكه/ يا سعدية ليكوكه/ سعفص لابس باروكه/ بيحكي فرنسي وترّوكة/ شرّف سيدي/ جنتل ليدي/ شورت وميني/ ماكسي وميدي/ وشرم برم كعب الفنجان/ عالبطاطا وعالبوظة/ وعالشاي وعالكازوزه/ وهالأغاني المحظوظه/ بأي طريقه ملفوظه/ ويلي عالمزمزيلات/ لك لبسوا آخر موديلات/ محاهن بالماكسيات/ عاريات ومكسيات/ بكرا مطرح ما بتفوت/ بتلاقي الرزق ببلاش/ ويمكن يغلى ورق التوت/ وتسكّر مصانع القماش/ وشرم برم كعب الفنجان».
ومن الأغنيات التي أداها بشكل خاص للسينما أغنية «ليش هيك صار معنا» في فيلم «شروال وميني جوب»، وأغنية «الأوتو ستوب» في فيلم «نساء للشتاء».
مع «الوطن»
منذ تأسيس صحيفة «الوطن» كان الراحل الكبير ضيفاً دائماً على صحفتها، كان آخرها لقاء مطولاً أجراه مع الزميلة سوسن صيداوي قبل نحو أربعة أشهر.
يقول في هذا اللقاء عن تنوع مواهبه «رغم تعددية ما يقدمه الفنان ورغم ما يمكن أن يعرضه هذا إلى ضغوط إلا أنه إذا كان للفنان قدرة عالية في التركيز على كل ما يقدمه سواء أكان في السينما أم المسرح أم الإذاعة أم التلفزيون، وعندما يتوجه بأعماقه كلّه إلى أعماله التي يقوم بها فهذا أمر لن يؤثر حسب اعتقادي وانطلاقاً من تجربتي وخبرتي، لأنني كنت أهب نفسي في فترة محددة لعدة أعمال وأشارك وأؤدي الشخصية الموكلة إليّ بكل التزام وصدق، فهذا الأمر هو الذي يمكن الفنان من الاستمرار من دون أن يواجه أياً من العقبات».
ورداً على سؤال: على أي أساس كنت تختار وتفاضل بين الأعمال المعروضة عليك؟ أجاب: «دائماً وقتي هو الذي يحكمني فمثلاً عندما كنت أريد أن أقدم عملاً مسرحياً، وفي الوقت نفسه كان لدي التزام في إذاعة دمشق، كنت أرتب وقتي وأنظمه بطريقة أنهي فيها العمل الإذاعي خلال ساعات النهار وقبل الساعة التاسعة مساء، لأني في التاسعة مساء أكون في المسرح، وكانت العملية بسيطة حيث لا يتداخل أمر على أمر آخر أو أن يكون شيء على حساب شيء آخر».
وتحدث فنان الشعب عن أعمال البيئة الشامية التي أنتجت مؤخراً فقال: « للأسف الشديد صاروا يقومون بتشويه شخصية البيئة أو الشخصية الشامية، وأنا في الوقت الذي مثلت فيه الشخصية الشامية جعلتها تحمل المُثل، ولكن هم استعملوا الشخصية بقصد السخرية والاستهزاء بدافع إضحاك الناس بأمور من المعيب الاستهانة بها، وأنا أحزن كثيراً عندما أرى أن الشخصية الشامية أصبحت مشوهة وليست كما أردت أنا أن تكون أو المفروض أن تكون».
وعلق على دخول ابنه سيف مجال الفن قائلاً: « ابني سيف بالذات… كان دخل جامعة دمشق في قسم التجارة والاقتصاد، وكان درس سنتين إلا أنه جاء إلي وقال لي «أبي أريد أن أكون فناناً، ثم ماذا سأفعل بشهادتي لا أريد أن أعلقها على الحائط، أنا أريد أن أفعل شيئاً تتذكرني الناس من خلاله»، وبالفعل أخلص سيف في عمله كما لاحظت أثناء مسيرته، والحمد لله استطاع أن يُوجد لنفسه مكاناً على الساحة الفنية». مضيفاً: «حب سيف لفنه هو الشيء الوحيد الذي دفعه للعطاء والإخلاص من دون أن يعتمد على اسمي، وبالنسبة له هو يريد أن يبني شخصية خاصة به بعيدة عن الشخصية التي كونتها أنا والده في مشواري الفني، والحمد لله استطاع أن يبني لنفسه ذلك وخاصة كمخرج تلفزيوني».
وباعتباره من الفنانين المؤسسين ماذا يقول للناهضين: «أقول لهم أن ينتبهوا ويقوموا بالاهتمام بالفن بجد كبير، لأن الفن ليس وسيلة لكسب المال أو هو أمر يُستهان به، فالفن أمر معقد رغم جماليته، وبالنهاية سيشوه سمعة الفنان نفسه إذا كانت خياراته خاطئة، فمثلا شخصية أبو صياح اشتهرت لأن عطاءها متميز وغير محدود والتميّز هو الذي مكّنها من النجاح، في حين ما يقدم اليوم فيه استسهال للأمور وفيه تشويه للأصالة وبالتالي سيؤدي إلى تشويه فكر الناس بطريقة سيئة».
وفي حديثه عن الشام ورغم الأزمة أكد أن «الشام تبقى الشام، ودمشق أو بالأحرى بلاد الشام، لها تاريخ عريق وهذا التاريخ لا يمكن لأحد أن يغيره أو أن يمحوه، لذلك تبقى الشام عريقة باعتبارها من أول البلدان التي فيها نشأت الحضارات والأبجدية، لذلك مهما حاولوا أن يشوهوا صورتها فهي لن تتشوه وعراقتها لا تسمح لها بذلك».
وفي اللقاء نفسه تحدث عن تأثره ببيئته: «تأثري بالبيئة الشامية واضح من خلال شخصية أبو صياح، فعندما أمثل هذه الشخصية لا أشعر أنني أمثل، فهي من نفسي ومن بيئتي التي تربيت فيها، وكل الذين كانوا حولي هم يمثلون شخصية أبو صياح، ومنطقة البزورية هي منطقة تجارية وعريقة، وإنها من عمق الشام وطبعاً قصر العظم بقربها وأيضاً منطقة الشاغور، يعني هي قريبة من كل الأماكن التي تُظهر عراقة الشام وأنا كنت أسكن فيها وهذا بطبيعة الحال دفعني للتأثر بهذه الشخصية».
ولم ينس الراحل الحديث عن خشبة المسرح، فقال: «المسرح هو بيت الممثل، والإنسان بلا بيت لا يمكنه العيش، وعندما يوجد المسرح، فهذا دلالة قوية على أن الفنان بأمان وسيكون بخير، وبالنسبة لنا نحن استمررنا بتقديم عروض مسرحية حتى تأسست وزارة الثقافة، وأصبح هناك مسرح قومي، وأصبح المسرح موظفاً في الدولة، وهذا أمر إيجابي لأنه يدل على أن الدولة تعترف بالمسرح، وبالتالي الدولة تعترف بالفن، وقبل تأسيس وزارة الثقافة كنا قلقين، ولكن بعدها قامت مديرة الفنون بضم كل أنواع الفن والمسارح ما جعلنا نشعر بالانتماء وبأن الدولة مسؤولة تُجاه فنانيها.
الوطن