مع الله.. القاضي المستشار عمار بلال بلال: العلاقة مع الله هي علاقة مع الذات في كشف أغوار الآنا واجتناب مجاهل الغرور والنرجسية نحو أنوار المعرفة الكونية
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
العلاقة مع الله هي العلاقة مع الذات في كشف أغوار الآنا واجتناب مجاهل الغرور والنرجسية نحو أنوار المعرفة الكونية حيث نجد فيها انعكاسا حقيقياً لبيت الشعر الشهير:
وتزعمُ أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر بهذه الكلمات وصف رئيس مكتب الخبرات القضائية ورئيس إدارة اللجان القضائية في وزارة العدل القاضي المستشار عمار بلال بلال في حديث خاص لصاحبة الجلالة علاقته مع الله .
ويتابع القاضي بلال .. عندما تتأمل هذه الرؤية" العلاقة مع الذات " تبصرُ في الانسانِ انقسامات تتفرع من هذه العلاقة وتتشعب بناءً على نتائجها حيث ينقسمُ الناس إلى شعبتين ناكرٌ و مقر ، وكافر ومؤمن، و وجودي ورباني وفي كلتا الشعبتين درجات ورتب، لكن اذا ما فصلنا في الشعبة الثانية وجدنا أن منهج العبادة يقع على ثلاث أشكال اولهم مرتبط بالخوف من نار الإله ، فيما الشكل الثاني يرتكز على الطمع في جنته، أما القلة الباقية فهي تتخذ من المحبة شكل العبادة الثالث، ومن المؤكد أن من يعبد الله خوفًا من عقابه فهذه عبادة العبيد أما من يعبده طمعاً في جنته فهذه عبادة التجار وأما من يعبده محبة لأنه أهل للمحبة فهذه عبادة الأحرار ..
ويضيف: في الحقيقة وجدت في قوله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }.
بياناً وآيةً على منطق للعبادة تطمئنُ له النفس ويتمتن به عقل الامور وكذلك يستقيم به صراط الافكار حيث يستحيلُ أن يكون الله الكامل بإطلاق الكمال بحاجةٍ لمخلوق ليقدم له وهو الغني عن العالمين، إذاً لم يكن سببُ الخلقِ العبادة، بل سببُ العبادةِ هو الخلق والفيصل الدقيق بين المفهومين يجعل البون شاسع بالفهم ويوضح ما قاله الملائكة حينما أعلمهم الله باستخلافه لخليفة في الارض وكيف اتجه علمهم نحو الافساد وسفك الدماء
ويرى المستشار بلال أن هذا المنطق في الحوار يبين مفهوم العبادة الذي يتضح بنور المعرفة وتعلم الاسماء، انه ينطوي على الاصلاح والتسوية و التحسين لذلك حينما تشق البلدية طريقًا و تتم تسويته وتنتهي عمليات تمهيده نقول عبدت البلدية الطريقَ، و انطلاقًا من هذه القاعدة الجوهرية تتضح جميع العبادات وتبدو أهدافها جليةً في اصلاح النفس وتسويتها وتحسينها فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والزكاة تغالب الجشع وحب الاكتناز وتضبط غريزة التملك، والاستئثار، أما الحج فيغالب الكسل ويعظم المشقة للوصول، ويحبب بذل الجهد للاقتراب من الحبيب ، وانفاق المال في سبيل مانحه وندرك كيف أن الصيام يغل الشهوات ويؤدب السلوك ويشذب الغرائز ويقلم الرغبات فيلجم النفس وينقي البدن ويكظم الغيظ كاشفاً بحسنِ تطبيقهِ جودةَ التعبيد وصلاح التمهيد وكيف تصبحُ الدربُ للعلياءِ صالحةً للعبور، ومناسبة للمرور وسانحةً لفرص السمو ومانحةً لجواز الترقي.
وختم رئيس مكتب الخبرات القضائية بالقول... عسانا أن استفدنا من عدة أيام أكرمنا الله ببلوغها في هذا الشهر الفضيل، وأملنا أن تقبل الله طاعتنا حين جعلنا من العلاقة معه صراطا واسع المحبة عظيم التسوية كبير الإصلاح.