نظمي عبد العزيز: بوجود الرقابة الفاعلة في تقديم الكلمة الغنائيّة نبني الحضارة
«إذا أردنا أن نتعرف إلى حضارة شعب؛ فعلينا أن نستمع إلى أغانيه وموسيقاه» كانت هذه هي الجملة التي بدأ بها حوارنا مع شاعر الأغنية السوريّة الفنان نظمي عبد العزيز، الذي أثرى الأغنية بأشعاره المميزة، وحمل على أكتافه مسؤوليّة أن يكون للأغنية السورية هويّتها الخاصّة ووجودها بوضوح في الساحة الغنائيّة العربيّة. وهو أحد رواد هذه الأغنية فقد غنى له الكثير من الأسماء الكبيرة من الفنانين منهم: صباح فخري، والياس كرم، وسمير حلمي، ونجيب السراج، ومها الجابري، ووداد، وغيرهم من أبناء الجيل الجديد. وما يميّز الفنان نظمي عبد العزيز أيضاً إضافة إلى مسيرته الحافلة بالذكريات والتجارب الغنيّة، أنه كتب قصائده بالفصحى واللهجة المحكيّة، وكتب في ألوانها العاطفيّة والدينيّة والوطنية والاسكتشات وغيرها. واليوم لديه ديوان مطبوع من تلك الأغنيات والقصائد التي كتبها يحمل عنوان: «عنوان كلّ قصائدي عيناك» كما أنه يحضر مجموعة قصائد جديدة لتصدر في ديوانٍ جديد آخر. وفي العود إلى مجموعة من الذكريات التي قدمها لنا في علاقته مع المطربين الذين غنوا له والمطربين الذين التقاهم مثل صباح فخري والياس كرم وميادة الحناوي والسيدة فيروز وأم كلثوم وغيرهم. كما تطرقنا في الحوار إلى شعراء الأغنية الجدد والمتسلقين منهم، وإلى قصته مع القدود الحلبيّة، وإلى رغبته في إرساء قواعد الأغنية السوريّة، وعلاقته مع الإعلام والصحافة، وكثير من النقاط المهمّة واللافتة في مسيرة حياته وتجربته في هذا المجال.
ما العوامل الأولى التي جعلتك قادراً على اقتحام عالم الكتابة في القصيدة والأغنية؟
هي عوامل كثيرة فإضافة إلى مهنة التدريس في اللغة العربية مدّة 30 عاماً، كانت القراءة العامل المهم والواضح في تجربة الكتابة، فقد كنت في الصفوف الأولى من الدراسة أجمع خرجيتي لأستأجر الكتب والروايات مثل روايات الجيب وكتب الهلال في فترة الخمسينيات، وكذلك في متابعة أفلام السينما. وقد قرأت شوقيات الشاعر الكبير أحمد شوقي في مرحلة الطفولة، لأكتب فيما بعد تجربتي الشعريّة الأولى التي أطلقت عليها اسم «النظميّات» تشبهاً بالشوقيّات، ضمن تحدي الطفل وأفكاره، لكنها كانت خطوة مهمّة في 6 قصائد. في تلك الفترة أيضاً كتبت قصيدة وأرسلتها إلى مجلة الدنيا، وكانت تصدر في دمشق، وكان رئيس تحريرها الأديب عبد الغني العطري، ونشرتُ حينها بأسماء غير حقيقية مثل: «منير صادق»، وغيره.
أيضاً أحببت المسرح وعملت فيه إخراجاً وتأليفاً وتمثيلاً في مرحلة مبكرة من حياتي عندما كنت في مدينة إدلب، وأذكر أيضاً أن وزير الثقافة سابقاً فوزي كيالي، كان مدير الإعدادية التي كنت أدرس فيها في حلب، هو من اجتذبني للمسرح لأقدم عدداً من المسرحيات من جديد في حلب، ما زاد في اهتمامي بالمسرح من جديد، وكنت قد كتبت 20 مسرحية.
ومن العوامل أيضاً العمل في إذاعة حلب الذي بدأ في العام 1961 وقدمت فيها برامج إذاعية، وعوامل كثيرة يمكن التحدث فيها، فالشاعر حكاية لا تنتهي.
ما الذي يبقى في ذهن المتلقي أكثر؟ هل القصيدة المكتوبة باللهجة المحكية أم القصيدة الفصحى؟
القصيدة الجميلة هي التي تبقى وتسكن قلوب الناس وتعايشهم، فعندما يشعر المتلقي بأن هذه القصيدة مكتوبة له، وتروي حكايته، عندها سيرددها بنفسه وكأنها شيء يخصّه، فأغنية «شوب يصعب عليي» التي غنتها الفنانة الراحلة مها الجابري، والتي كتبتُ كلماتها، بقيت حيّة في بال كلّ محبّ منذ 54 عاماً إلى اليوم، وستبقى.
مدّعو الشعر والكتابة في الأغنية كُثر، هم يؤلفون كلاماً من دون أن يشعروا فيه، وهذا عيب وتسلّق. عندما أكتب قصيدة غنائيّة أجدها تأتي إليّ، وربما أكون في الطريق أو في فترة تناولي الغداء أو في زيارة، فلا موعد لقدومها، فأترك كلّ شيء وأهمّ بكتابتها. لأن الشعر موهبة يجب العناية بها، وما من أغنية كتبتها إلا ولها حكاية لدي، فلم أكتب شيئاً لمجرد رغبة الكتابة، بل هناك ما يستدعي كتابتها.
ألا يزعجك أن يُكرس الكاتب كجندي مجهول في صناعة الأغنية؟
منذ البدء يتمّ تجاهل اسم كاتب الأغنية والملحن، وقد ناضلت كثيراً في إذاعة حلب حتى نغيّر هذا الطابع، وفعلاً كان هناك تجاوب، فتمّ ذكر اسم الأغنية، ومن كتبها، ومن لحنها، إلى جانب اسم المطرب، لكن في إذاعة دمشق لم يتجاوبوا مع هذا المطلب أبداً، لكن مع مرور الوقت كُسر هذا الحاجز، وبدأت إذاعة دمشق الاهتمام بهذا الموضوع كما في إذاعة حلب.
ماذا عن شعراء الأغنية الجدد؟
أفاجأ اليوم ببروز أسماء من كتاب الأغنية، تحت مسمى الشاعر الكبير فلان! وهذا دودٌ ينخر في أدبنا، ولاسيما النثر، فأقرأ اليوم كثيراً من النصوص لا علاقة لها بالفنّ والإحساس، وأفكارها غير مفهومة مطلقاً.
الشاعر جورج جرداق الذي كتب أغنية (هذه ليلتي) وغنتها السيدة أم كلثوم، قال في الشعر المنثور: يجب أن نكتب عليه بأنه شعر، حتى نعرف بأنه كذلك، وحتى لا نخلط بينه وبين شركة تصنيع الأحذية «باتا».
وبدوري أنصح هؤلاء الشباب المقبلين على الكتابة أن يُتقنوا كتابة القصيدة الكلاسيكيّة الموّزونة ببحورها جيداً، ثم ينتقلوا إلى كتابة ألوان الشعر الأخرى.
والحلّ لن يكون بنصيحة بل سيكون من خلال الرقابة، وأن تكون هذه الرقابة فاعلة. فتراقب النصوص وتتم مناقشة الكاتب قبل النشر، وقبل القيام بأي شيء. فالكلمة هي غذاء الروح، ولا بدّ من مراقبة هذا الغذاء، وإلا انتشرت الطفيليّات. وبوجود الرقابة نبني الحضارة، وبغير ذلك مستحيل.
المحطة الأولى كانت مع الفنان سمير حلمي في العام 1961 الذي غنى من كلماتك، فماذا تذكر لنا من هذه البداية؟
تعرفتُ إلى الفنان سمير حلمي والفنان إبراهيم جودت قبل زيارة الإذاعة، وفي أثناء هذا اللقاء طلبا مني «سمير وإبراهيم» أن أُسمعهما شيئاً مما أكتب، فألقيت قصيدة جديدة كنت قد أنجزتها حديثاً في تلك الفترة، وهي أغنية «لو ضاع عمري». وقد لحنها فيما بعد إبراهيم جودت وغناها سمير حلمي، وبهذه المناسبة أدعو نقابة الفنانين في سورية إلى تكريم الفنان والملحن الكبير إبراهيم جودت، فهو من أهم الفنانين في بلدنا إذا لم يكن في صدارتهم. فقد كرّمت النقابة عدداً مهماً من الملحنين في سورية أمثال عدنان أبو الشامات، وعبد الفتاح سكر، وغيرهما، وذلك بإصدار طوابع خاصة بهم، وأرجو أن يتكرر ذلك مع هذا الاسم المهمّ جداً في تاريخ الأغنية السوريّة.
ما قصة القدود الحلبيّة، وكيف كتبت وألفت فيها؟
كانت القدود في الأصل أغاني دينيّة، وفيما بعد تمّت كتابة كلام على قدّ الوزن في الأغنية الدينيّة، ولذلك سُميت قدوداً، أي على القدّ نفسه، مثل الأغنية الدينيّة المعروفة «يا إمام الرسل يا سندي» والتي كتب على الوزن نفسه «قدّك الميال يا عمري»، وكان هناك كلام سخيف وغير مفضّل للسماع، فاستدعاني رئيس الدائرة الموسيقيّة «ممدوح الجابري» وهو من أرسى قواعد الفنّ في حلب، وهو من أطلق صباح فخري، وحمام خيري، وسمير حلمي، وغيرهم. وقد استدعاني من أجل كتابة كلام مناسب للقدود الحلبيّة، فصلّحت عدداً كبيراً منها، وغنى لي الكبير صباح فخري عدداً من هذه القدود، وفيما بعد غنى لي موشحات كتبتها أيضاً. وامتدت صداقة قوية بيننا، فكنت عريف حفلاته لوقتٍ زاد على أربع سنوات، وكنت دائماً موجوداً في نوادي حلب التي حملت أجمل أجواء الغناء الراقي، وكنت في كلّ حفلة أقدّم تعريفاً للقدود، وللأغنيات التي يقدمها الفنان صباح، وكان ذلك بطلبٍ منه.
لنتحدث في ذكرياتك مع مها الجابري وكروان ووداد وغيرهن من المطربات اللواتي غنين من كلماتك؟
كان لي صديقة مقربة جداً هي الفنانة سحر، أمّا الفنانة مها الجابري فكانت زميلة تواصلت معها لدى زيارتي دمشق، وكان هناك لقاءاتٍ مُتكررةٍ بيننا مع مجموعة من الأصدقاء، منهم الملحن عدنان أبو الشامات. لكن القرب الحميمي كان مع الفنانة سحر، والفنانة كروان، وأيضاً جميلة سمعان، وبسمة، وأسماء كثيرة غيرهن.
جمعتني صداقة وعشرة مع كلّ من غنى من كلماتي، والكلمات التي كتبتها كانت من روحي، ولا يمكن أن أمنحها لأي كان، بل كانت تتناسب مع أشخاص تعاملت معهم، فكانوا يشبهونني بصفاتهم وأخلاقهم وإنسانيتهم.
ومن لبنان غنى من كلماتي الفنانات: دلال الشمالي، وأغاريد، ومي بيروني، ونزهة يونس، ووداد صاحبة الصوت المهم جداً، والذي لم يتكرر في تاريخ الأغنية العربيّة، وعلى الرغم من ذلك لا يعرفها الكثيرون، وهي زوجة الموسيقي توفيق الباشا. كان عبد الوهاب يزورها من مصر ليتفق معها على الغناء من ألحانه ولاسيما التي غنتها السيدة أم كلثوم. وتعلّق الناس بصوتها في تلك الفترة، وقد تتلمذ الفنان سمير حلمي على صوتها أيضاً. وقد جاءتني إلى حلب وسجلت مجموعة كبيرة من كلماتي. أمّا من مصر فلم أتعامل مع مطربيها، فقط كان هناك تعامل مع الفنانة فايزة إبراهيم التي زارتنا في حلب وسجلنا لها مجموعة من الأغنيات في الإذاعة.
غنى الفنان إلياس كرم من قصائدك، وحققتما نجاحاً كبيراً ولاسيما أغنية «تيهي صباً وتألقي». فماذا تحدثنا عن علاقتك به؟
الفنان إلياس كرم صديقٌ مقرّب، وأحبّ صوته، وألحانه، بل يسحرني صوته. وقد سجلت له سهراته التي جمعتنا في حلب كلّها في 23 تسجيلاً، لكن في الفترة الأخيرة خفّ نشاطه لظروفه الخاصّة، ثم انتقل إلى بيروت، ومنها إلى أميركا، وبعدها انقطعت العلاقة، لكني أحفظ في الذاكرة كثيراً من المواقف والذكريات الجميلة معه. كنت أتمنى لو بقي على نشاطه، فمنذ العام 1987 لمع نجمه في ساحة الغناء عربيّاً. وقد أخذ من كلماتي 10 أغنيات، منها تيهي صباً وتألقي، ويا أروع ما خلق الله، وأحاور اللـه في عينيك مبتسماً.
ماذا عن التجربة مع مطربة الجيل الفنانة ميادة الحناوي؟
عرفت الفنانة ميادة الحناوي قبل أن تدخل عالم الفنّ، وكان عمرها 14 عاماً، ثم سافرت إلى مصر، وعادت إلى سورية، وبقيت العلاقة بيننا، وهي صديقة مقرّبة من المطربة وداد، التي ذكرتها سابقاً. ارتباط هذه الفنانة الكبيرة بشركة عالم الفنّ في مصر لم يساعدني في إنجاح التعاون بيني وبينها، وقد اختارت من كلماتي أغنيتين لحنهما عدنان أبو الشامات، الأولى كانت: بكلّ الحبّ ألقاهُ، والثانية بعنوان: لا سواك في فؤادي، وتدرّبتْ عليهما فترة من الزمن، لكن لم تتم الموافقة من شركة عالم الفن ومديرها مُحسن جابر، لذلك لم ينجح هذا التعاون، وبقيت الأغنيتان مدّة 20 عاماً، فغنت إحداهما الفنانة فاتن مصطفى، وأخذت عليها الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية السوريّة 2003 وحملت الأغنية عنوان: لقاء الشوق.
التقيت السيدة فيروز، وكانت ذكرى خاصة جداً، حدثنا عنها؟
التقيت السيدة فيروز في العام 1966 بعد أن تعرفت إلى شاب موهوب صاحب صوت جميل يدعى سعيد، وقد زارني في حلب وكان مطرباً في إذاعة دمشق، وغنى من كلماتي، ثم سافر إلى اليونان، وقدّم نفسه لفرقة الرحابنة وعمل معهم واستقر في لبنان. وكنت في زيارة إلى لبنان في العام 1966 فأخذني «سعيد»، وعرفني على المرحومين عاصي ومنصور الرحباني، ثم التقيت السيدة فيروز، وأذكر حينها أنني أصبت بالسكوت وعدم المقدرة على الحديث، على الرغم من أن هذه ليست طبيعتي أبداً، وأمامها لم أنطق سوى جملة: هل تعلمين يا ست فيروز أن أغنية «لا إنتَ حبيبي» كانت من أجمل الأغنيات إلى قلبي، فاحمرّ وجهها، وحاولت أن تردّ علي، لكنها لم تستطع، وأصبنا بحالة من الصمت أنا وهي، وبقينا كذلك حتى نهاية الجلسة.
واليوم أقول إذا تجلت السماء علينا فهي فيروز، وإذا أقبل موج العطر علينا فهو فيروز. فيروز هي الاختلاف وهي الصلاة النقيّة في حياتنا.
كتبتَ أغنية للسيدة أم كلثوم، فكيف حصل ذلك؟
كان وزير الثقافة الأسبق في سورية، فوزي كيالي، عاشقاً للسيدة أم كلثوم، وقد زارها في بيتها أثناء سفره إلى مصر. وطلب منها أن تقيم حفلة في سورية. وعندما جاءت سورية في العام 1955 طلب مني الوزير فوزي كيالي، وهو صديقٌ لي، أن أكتب أغنية خاصّة لأمّ كلثوم، وفعلاً كان ذلك، وقد نشرتها في ديواني الأوّل، وكلماتها:
وأنت أمامي
بعينيك شيئاً يثير اهتمامي
وأبحث عبر دروب الحكايا
أدق الحنايا
أغطي شرودي بطيف ابتسامي
وأذكر أني عرفتك يوماً
لقيتك يوماً
ولكن كوجهٍ بقلب الزحام
وتمّ إهداؤها الأغنية، لكن توفيت ولم تغنها. فيما بعد أخذ الأغنية الفنان نجيب السراج، ولحنها، وغناها وسجلها في إذاعة حلب.
ماذا عن الفنانة نجاة الصغيرة؟
كان من الممكن أن تغني الفنانة نجاة الصغيرة من كلماتي أيضاً، وذلك من خلال صديقي الصحفي عبد الرحمن فرفور، الذي أطلعها على قصيدة لي، وأعجبت بها كثيراً، لكن لم أعلم لماذا لم يتم غناؤها فيما بعد.
هل من عتب على الصحافة والإعلام؟
في رصيدي الكثير من المقابلات الصحفية المكتوبة، والمصوّرة، والإذاعيّة، ولكن اليوم بعد أن ألقي نظرة على كلّ ما قدّمته أعتب على الإعلام، فهو لم ينصفني كما يجب.
في بداية انطلاق الأغنية كان المعتاد والسائد لونين فقط المصري واللبناني، وجميع المطربين السوريين وكتاب الأغنية يغنون ويكتبون باللهجة المصريّة، وأنا من أوائل الأشخاص الذين ناضلوا باتجاه وجود أغنية سورية بهويّة خاصّة واضحة، وما كتبته كان باللهجة السورية فقط، ولم أكتب بغيرها أبداً، فأنا واحد من رواد هذه الأغنية وأعتز بذلك، وقد قاتلت لأجل ذلك مع صديقي أنطوان المبيض لثبيت وإرساء قواعد الأغنية السورية.
في أحد المنابر (مجلة فنون) كتبت عن مهرجان الأغنية السوريّة، بأنه فكرة مهمّة لدعم هويّة الأغنية السوريّة، ولكن للأسف تحوّل إلى مهرجان احتفالي فقط، وفي كلّ يوم منه يغني عدد كبير من المطربين نحو 30 أغنية، فيأتون بلحن من هنا ولحن من هناك، بين عربي وغربي، وبالتالي أصبح الطقس احتفالياً، ولا علاقة له بالأغنية السوريّة.
أعتبر أن لي رسالة كبيرة في مجال الأغنية السورية، فكتبت فيها، وناضلت لإرساء قواعدها، ولوجودها، على حين انكفأ غيري وتراجع وذهب ليبحث عن مصلحته.
أمّا ضمن الأزمة فلا يمكن أن ألوم أحداً بل ساهمتُ بكتابة أغنياتٍ وطنيّة غناها بعض المطربين الشباب ومن بينهم أغنية كتبتها لابنتي سمر عبد العزيز، وللفنانة سهام إبراهيم، وللفنان باسل خلف.
عائلتك مؤلفة من أفراد يُعنون بالفنّ، كيف تصف لنا أجواء بيتك؟
كتب المرحوم جان ألكسان مرّة في العام 1980: من زار حلب ولم يزر بيت الفنان نظمي عبد العزيز فكأنه لم يزر حلب. أحبّ هذه العبارة كثيراً فقد كان بيتي في حلب مقصداً لكلّ الفنانين من سورية وخارجها، فأجواء البيت مزيج من الشعر الذي أقدمه ومن الموسيقا التي يعزفها أخو زوجتي نزار موره لي، ودائماً الأصدقاء يجتمعون في بيتي في جلسات كثيرة جميلة، وقد تأثر أولادي بهذه الأجواء وأنا فسحت لهم المجال، فابنتي سمر إضافة إلى صوتها الجميل تكتب الأغاني، وريم اهتمت بعالم التمثيل والإخراج، ولكن كل ذلك جاء بعد أن أتمّوا دراستهم في الجامعة، وكان هذا هو شرطي عليهم قبل أن يطرقوا باب الفنّ، وهو ما حصل فعلاً.
نصيحة للأجيال الجديدة التي ترغب في ارتياد عالم الفنّ؟
كونوا صادقين مع أنفسكم، ففي الفنّ الكذب لا يمكن أن يعيش.
نظمي عبد العزيز في سطور
عمل في النشاط المسرحي بين تأليف وتمثيل وإخراج منذ العام 1952 في مدينة إدلب.
ألف فرقة «الشعلة» المسرحية التي قدمت مسرحيات عديدة منها: طبيب على الرغم من نفسه، فجر الحرية، البخيل.
ألف فرقة للاستعراضات الغنائية والتراثية مع الفنان عدنان أبو الشامات في حلب عام 1962.
قدم عدداً من البرامج في إذاعة حلب خلال 1970 – 1972 ومنها: نسمة من بلادي، لحظات مرحة.
كتب في زاوية «حديث عابر» في جريدة الجماهير بين عامي 1988– 1992 وهي زاوية نقديّة فنيّة.
شارك في عدد من المسلسلات السوريّة منها: الثريا، الحقد الأبيض، خان الحرير، قلوب خضراء.
صدر له ديوان شعري «عنوان كل قصائدي عيناك» في العام 2001. ويحضر الآن لإصدار الثاني.
في رصيده شهادات تكريم كثيرة، من مديرية التربية في حلب ونقابة الفنانين في دمشق ومعهد حلب للموسيقا والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وصوت الشباب وغيرها.
من أعماله نذكر: أوبريت أعياد الثورة 1969، أوبريت أعياد الوحدة 1960، اسكتش عيد الجلاء 1960، اسكتش عرس ابن المختار 1962، اسكتش الحطابين 1970، اسكتش الصيادين 1975.
في رصيده 3000 أغنية موزعة بين قصائد الشعر وأغنيات عاطفية ووطنية ودينية، مسجلة في إذاعات حلب ودمشق وبغداد وصوت العرب والأردن وبي بي سي وتونس والمغرب والجزائر وليبيا.
من المطربين الذين غنوا من أشعاره نذكر: صباح فخري، نجيب السراج، الياس كرم، شادي جميل، صفوان العابد، فهد يكن، سمارة السمارة، برهان فهمي، حمزة شكور، عمر سرميني، نبيل ناجي وغيرهم.
ومن المطربات: مها الجابري، ربا الجمال، كروان، سهام إبراهيم، كنانة القصير، سمر عبد العزيز، نوال سمعان، أمل عرفة، ميراي مصطفى، شام الكردي، فايزة إبراهيم، دلال الشمالي، وداد، أغاريد، نهاوند، وغيرهن.
من الملحنين الذين لحنوا كلماته نذكر: إبراهيم جودت، نجيب السراج، عدنان أبو الشامات، سمير حلمي، عبد الفتاح سكر، سهيل عرفة، أمين خياط، نزار موره لي، صديق دمشقي، عازار حبيب، نعيم حمدي، أسعد خوري، وغيرهم.
الوطن