الحاكم الاسبق للمصرف المركزي: هل يجوز لفترة التقاعد أن تساوي فترة العمل ؟
كتب الدكتور دريد درغام الحاكم الاسبق للمصرف المركزي :
هل يجوز لفترة التقاعد أن تساوي فترة العمل ؟
3. في الوقت الذي اعتمد فيه الغرب على تضخم منخفض لتثبيت القدرة الشرائية اعتمد العديد من دول العالم النامي على رواتب ضعيفة ودعم كبير لأسعار السلع الأساسية. ولكن التطورات المشروحة في الأجزاء أعلاه تجعل التشكيك واجباً في إمكانية استمرار مسلمات أمان الفرد والأسرة والمجتمع.
4. كان الإنسان يعمل خلال حياته حوالي 30-35 عاماً (ليحصل على سقف الراتب التقاعدي). ويتقاعد عادة بسنة ال60 سنة ليمضي وسطياً 10 أو 15سنة قبل الوفاة (فترة إنتاجه المدفوع مالياً أكبر بكثير من مدة التقاعد المتوقع؛ بالتالي يصبح تمويل استهلاكه ورعايته خلال تلك المدة متاحاً من اشتراكات المنتسبين لأنظمة التقاعد و\أو من توظيف رساميلها). مع التقدم الطبي والحفاظ على صحة الإنسان المعمر وقدرته على المزيد من الاستهلاك وثبات سن التقاعد أصبحت فترة التقاعد تساوي فترة إنتاجه الفعلي. وتفاقمت المشكلة مع زيادة عدد المعمرين.
5. عموماً، تعتمد معظم أنظمة التقاعد على كثرة العاملين المشتركين مقارنة بالمتقاعدين. ولكن التطور التقني مع تغير توزيع الشرائح العمرية سيجعل عدد المتقاعدين في بعض الدول أكبر من عدد العاملين كما سيجعل إمكانية تمويل تقاعدهم شديدة الصعوبة.
6. ويستمر تفاقم معاناة الدول النامية من البطالة مع تزايد أعداد المعمرين في تكوين مصدر قلق جدي لها و"لغيرها".....يتبع