شهدا يرد على غصن طلاق بين الفكر الحكومي و غير الحكومي

عشرة اشخاص لحضور نقاش حول الاقتصاد السياسي؟

الصديق الاعلامي زياد غصن المحترم : اسمح لي ان اعلق على ما كتبته. بعد عرضه .

كتب زياد غصن: بين الراقصة والاقتصادي

مؤخراً دعت جمعية العلوم الاقتصادية المهتمين إلى حضور حلقة نقاشية حول الاقتصاد السياسي للأزمة السورية، للاقتصادي المعروف الدكتور منير الحمش.ما حدث كان صادماً إلى أبعد حد.

(فالحضور اقتصر على عشرة أشخاص فقط لا غير، من بينهم ثلاثة صحفيين، وطالبتا دراسات عليا!)

نسأل عن سبب غياب الاقتصاديين من أساتذة جامعات، مسؤولين، إدارات، أخشى ما أخشاه أن كل هؤلاء فقدوا الأمل بجدوى النقاش والاصلاح .

انتهى الاقتباس . التعليق

بداية كل الاحترام والتقدير للدكتور منير الحمش ذات التاريخ الطويل والخبرة العاليه في الاقتصاد وبالذات الاقتصاد السوري .

يا سيدي لا حاجه لان يكون الامر صادما فمسببات ما حدث يمكن عرضه بالتالي .

اولا : ان تراجع الحضور بهذا الشكل بات مؤشر ان هناك تعاظم في احترام النفس بين الكثير من الاقتصاديين . فعندما يتم طرح فكر او حل دون ان يجدى من يحاور ويناقش . حتى دون الشعور بان هناك من يهتم . فقلة الاهتمام بالناس سيؤدي الى احترام الناس لانفسها وعدم المشاركه بهكذا نقاشات لانها يأست من ان تجد آذان صاغيه .

ثانيا : تراجع اهتمام وحضور الاقتصاديين مرده عجز اصحاب القرار من احتضان ما يصدر عن هؤلاء الاقتصاديين من حلول . واعتماد اسلوب تعاطي معهم غير منطقي . من باب نحن صفوة الفكر فلن نفتح مجال لاحد لاختراق ما نفكر به او لينتصر على فكرنا .

ثالثا : عندما نعزوا طرح الافكار لصراعات دون النظر للمصلحة العامه .ودون الالتفات لشعبوية السياسات الاقتصادية والماليه والنقدية . فالنتيجة متوقعه وهي حدوث الطلاق بين الفكر الحكومي والفكر المطروح خارج الدائرة الحكومية . وبالذات عندما يتم نعت من يطرح الفكر بالوصوليه والبحث عن منصب . حتى وان كان طرحه ذات جدوى عامه اكثر من طرحهم .

رابعا : ان عمليات التغييب للخبرات والكفاءات وعدم اعطائهم الفرصه لطرح ما لديهم من افكار لا بل ومحاربتهم عن طريق الاتهامات الواهيه والشبيهه تماما بقصة حريق حاول اطفائي مخضرم ان يطفئه الا ان هذا الاطفائي ليس محسوبا على احد ومكروه بسبب شفافيته واشارته للاخطاء مما جعل من هم مؤثرين على اصحاب القرار ان يلفقوا تهمة له ويطلبوا استبعاده عن عملية الاطفاء . فاليأكل الحريق ما يأكل المهم ان يتم استبعاد هذا الاطفائي فهو غير مرغوب به على المستوى الشخصي . وبالتالي فالاعتماد عليه سيؤثر على المنظومة المحيطه فهو يملك الخبره الكافيه والفكر ليحجم من هم ضمن المنظومه ووقتها ستفقد هذه المنظومة امتيازاتها . اعتقد امام ذلك لا حاجه للاستغراب مما حدث .

خامسا : المزاجيه والانتقائية التي ضيقت دائرة الاشتراك في الحوار والنقاش وتم دعمها بصم الآذان لسماع اصوات تختلف عن نغمة الصوت التقليدي . قتلت فرصة طرح الافكار المبدعه والاراء الصائبة . ودفعت اصحاب الفكر للبحث عن فرص خارج حدود البلاد . فهناك من يهتم اكثر بافكارهم ومهاراتهم وتصبح ذات قيمه فكرية وماديه . فيكفي ان تقرأ ما وصل اليه القطاع الصحي بسورية ليعطيك صورة واضحه عن كافة القطاعات في المجتمع السوري .

سادسا : التفرد ونمطية التفكير التقليديه التي باتت لا تتناغم مع نمطيات التفكير المنفتحه والتي تدرك عدم فائدة طرح فكر منفتح لفكر تقليدي مما يؤدي لحدوث صدام وتغييب الحوار والنقاش . فدائما التقليديين يحاولون الحفاظ على تراثهم معتقدين ان التنازل عن هذا التراث سيؤدي الى الغائهم وهذا الامر خط احمر بالنسبه لهم فلا تستغرب احجام اصحاب الفكر الاقتصادي من الاشتراك بمثل هذا النقاش الهام . لقد باتوا يبحثون عن امل خارج حدود المكان المعنيين بايجاد الحلول لمشاكله .

انا ما حدث هو تتمه لما نشر بخصوص احتمال انقراض اختصاصات طبيه في السوق السورية كالتخدير وجراحة الاوعية . فكان الحل بطرح فكرة استيراد اطباء وسينسحب ذلك على استيراد اقتصاديين لحل مشكلات البلد الاقتصادية

عامر الياس شهدا