الدكتورة رشا سيروب: القرارات الحكومية لا تبنى على أرقامٍ وبيانات..وتجربة «توجيه الدعم لمستحقيه» نموذجاً
قالت الباحثة الدكتورة رشا سيروب إن الرقم الإحصائي في سورية مشكلة وليس حلاً، لكونه يعاني من عدم الكفاية والشمول وغياب المشاركة والشفافية، وهذا ما يمكن لحظه في تصريحات المسؤولين – في حال تم ذكر رقم ما- حيث إنها غالباً ما تكون أرقاماً غير متطابقة.
وترى سيروب أن انخفاض جودة البيانات وعدم توافرها بالوقت المناسب يعني وضع سياسات وسيناريوهات خاطئة وغير منطقية وبالتالي فإن توافر البيانات ودقتها وحداثتها يسهم في ضمان توفير المؤشرات الإحصائية اللازمة لرسم السياسات وصنع القرار وتقييم الأداء الحكومي في أي دولة.
قرارات الحكومة لا تبنى على أرقام
وأشارت سيروب إلى أن غياب الرقم الإحصائي «المصدَّر وطنيّاً» يؤدي إلى انتشار بيانات ومعلومات صادرة عن جهاتٍ خارجية يقول عنها بعض المسؤولين إنها «ذات أغراض سياسية»، وقد تلقى قبولاً شعبياً حتى وإن كانت غير صحيحة، معتبرة أن المكتب شريك في الأخطاء الناتجة عن عدم صوابية القرارات الحكومية التي يفترض أن تستند إلى أرقام ومعطيات إحصائية، على اعتباره الجهة المسؤولة عن إعداد وإصدار الرقم الإحصائي.
وفي هذا السياق، ترى سيروب أنه من الواضح أن القرارات الحكومية لا تبنى على أرقامٍ وبيانات، وهذا الأمر يظهر جليّاً في الموازنات الحكومية التي لا تذكر أي معدلات مستهدفة للمؤشرات الاقتصادية، وبالتالي يشعر المواطن أنه حقل تجارب عند إصدار أي قرار.
بعض التجارب الحكومية
وتابعت: «وهذا ما برز مؤخراً أيضاً عند تطبيق ما يسمى «توجيه الدعم لمستحقيه» وقبل ذلك عند عدم نجاح سياسة «منحة المتعطلين» في آذار 2020، حيث أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حينها «عدم توافر البيانات الكافية والشاملة لدى الوزارة لواقع التشغيل في سورية»، هذه الأمور خلقت نوعاً من التذمر الشعبي والفوضى في الحياة اليومية، وبذلك لا يمكن لوم المكتب المركزي للإحصاء فقط على هذه الأخطاء علماً أنه الذراع الإحصائية لرئاسة مجلس الوزراء».
وأشارت إلى أنه خلال سنوات الحرب كان دور المكتب شبه مجمّد ولم يضطلع بمهامه المنصوص عليها قانوناً، وهنا لا نتحدث عن عدم التطابق والشمول في البيانات بل عن غيابها عدة سنوات متتالية (2012-2018)، لتعود وتصدر لكن بشكل منقوص وغير دقيق، وهذا ما تم لحظه عند إجراء أبحاث عن الاقتصاد السوري حيث تم اختصار عدد كبير من الجداول والبيانات التي كانت تصدر في المجموعات الإحصائية ما قبل الحرب.
الوطن