أفران السويداء تعاني من نقص حاد بالعمال وفرن شهبا يستعين بالأهالي
صاحبة الجلالة_ضياء الصحناوي
ينتظر العاملون في الأفران الآلية الوعود الوزارية في حل النقص الحاد في العمالة التي تهرب من العمل لأسباب عديدة أهمها الراتب الذي لا يرقى إلى الحد الأدنى من المعيشة، والذي يصل إلى 15 ألف ليرة سورية فقط.
فقد ظهرت في الفترة الأخيرة مشكلة العمالة في الأفران الآلية بعد عزف العمال المياومين عن العمل نهائياً، وعدم إيجاد البديل بسبب القوانين الظالمة التي تسبب بها مفسري المراسيم في وزارة المالية الذين حرموا هذه الفئة الكبيرة من نصف الراتب تقريباً والمقدر بحوالي 11500 ليرة سورية غير الامتيازات الأخرى التي يحضا بها العامل العادي المسجل بعقود نظامية.
وأكد أحد المسؤولين النقابيين أن ما يتعرض له العامل في الأفران الآلية من ضغط في العمل يصل إلى 12 ساعة وما يتنشقه يومياً من جراء الحرارة المنبعثة والذي يسبب له العديد من الأمراض الصدرية يستحق عليها أعلى راتب يمكن أن يقدم في سورية.
صاحبة الجلالة تابعت تفاصيل عدد من الأيام الليلية في الفرن الآلي لمدينة شهبا الذي يعتبر واحداً من أكبر أفران المحافظة والذي يخدم ما يقارب ربع المحافظة ويحتاج في الوردية الواحدة لاثنان وعشرين عاملاً حتى يخرج الخبز نضراً وقابلاً للأكل، غير أن عدد العمال لا يتجاوز 11 عاملاً مع الإداريين، وفي أحد الليالي كان نائب رئيس المخبز عاملاً عادياً يقوم بنقل الخبز إلى السيارات لكي يخفف الازدحام، ويقف على الطاقة لبيع الخبز إلى الناس.
وقال أحد العمال أننا نشتغل بطاقة كبيرة ولا يمكن أن تكفي، وهذا ما ينعكس على جودة الرغيف، والناس لا ترحمنا ولا تعلم مشكلتنا، فلا أحد من العمال المياومين يمكن أن يصمد في ظل هذه الظروف من أجل 500 ليرة في اليوم غير الأمراض والإرهاق الشديد الذي يتعرض له.
وأضاف أن عدداً من أهالي المدينة والفصائل الرديفة يقومون بمساعدتنا يومي الأربعاء والخميس من أجل أن نستطيع تلبية احتياجات الناس، والمشكلة أن الجميع بات يعلم ما بنا وما نحتاجه ولكن لا أحد يستجيب لنا، وأعتقد أنه على المدى القريب إذا لم يكن هناك حل فسوف تتوقف الأفران عن العمل.
مدير المخبز الآلي في شهبا زيد عامر أوضح لصاحبة الجلالة أن المخبز يعمل بطاقة 130 % من أجل تلبية احتياجات الناس، وأن موقع المخبز على أوتستراد دمشق السويداء يجعله مقصد العابرين من كافة أرجاء المحافظة والعابرين لها. وأضاف أن مشكلة تعويض المعيشة متعلق بوزارة المالية فقط ولا يحل هذه المعضلة سواها.
وقال: أن الناس لا تعرف الواقع، فالعمال يعملون بطاقة كبيرة جداً بسبب النقص، وهذا يؤثر على النوعية، وأدعو الجميع لزيارة المخبز الآلي والاطلاع على سير العمل وتقديم الملاحظات..