متى يبدأ السوريون " حربا " على الكراهية ؟
صاحبة الجلالة _ خاص
كما تعملون أعلن جهاد مقدسي أعتزاله العمل السياسي .. و كما تعملون أيضا توفي العماد مصطفى طلاس ...
لا أريد أن أعلق على الموقف الرسمي من الخبرين...
فالطبيعي ألا يكون هناك أي تعليق رسمي على خبر جهاد مقدسي فالرجل يعرف هو قبل غيره حجم دوره و تأثيره و ما قرار الاعتزال إلا تعبير عن عدم الجدوى .. وكذلك الصمت الرسمي عن وفاة مصطفى طلاس فالرجل رغم كل ما قيل و ما هو فعلا موجود في نزواته الشخصيه و طبيعته الخاصة إلا أنه تولى من المناصب في سورية ما يستدعي نعوة على الأقل و خاصة أنه لم يستطع الرجل التأثير على ولديه لكنه لم يصلنا منه موقف لا يغتفر في لحظة
موت ..
دعونا نخرج من المواقف الرسمية .. هنا أود الحديث عن المجتمع السوري وكيف تعامل مع الخبرين ..
في خبر اعتزال مقدسي صادفنا نوعين من التعليقات و ردود الفعل ... من حوله امتدحوه و طالبوا أن يتراجع عن قراره و قسم منه تمنى أن يكون قرارا مؤقتا .. هذا القسم من التعليقات كانت في مجملها تتعاطف مع جهاد مقدسي وهي من الناحية العملية لم تقرأ في خبر الاعتزال أو في تصريح جهاد مقدسي إلا لحظة ضعف بشري أو لحظة يأس سياسي .. و في مسار ضعيف أن جهاد مقدسي لم يستطع أن يتكيف مع و ساخة العمل السياسي المعارض .
لم يتحدث أحد عن الظروف العائلية و عن عائلة بدمشق يحتاج الرجل أن يلقى والديه
بالمقابل في الجانب الثاني كانت التعليقات و ردورد الفعل على اعتزال جهاد مقدسي تتمحور حول خيبة جهاد مقدسي و عن انكساره و المآل الذي وصل إليه .. و قد ترافق خبر مقدسي مع كوكائين أصالة نصري فتم الربط بين الحالتين كما لو كانتا حالة واحدة .
مايشبه ذلك حدث مع خبر وفاة العماد مصطفى طلاس ..
قسم ركز على نزوات طلاس مع النساء و عن موقف ولديه المعارض و قسم آخر تناول الجانب الثاني بشكل ايجابي أو من جوانب ايجابية .
السؤال هل سلوك المجتمع في الحالتين يخدم سورية ؟
هل استمرار الاصطفاف و الاستقطاب يساعدنا و هل يسهل مهمة إعادة سورية على الأقل كما كانت ؟
علينا أن نبدأ بالتسامح و باتخاذ المواقف المتسامحة و التي تضع ضمادات على جروحنا ..؟
إذا كنا نجلس سياسيا مع الذين نعتبرهم و نسميه ارهابيين فلماذا لا نتحدث بلغة فيها ما يساعد على اعادة من ذهبوا باتجاهات اقل صخبا و لم يشاركوا في الحفلة العالمية لإزهاق سورية .
أعلم أن ثمة من لن يروق له هذا الحديث و أعلم أن ثمة جراحا عند كثير من السوريين لا زالت طازجة و لا زالت مفتوحة على آلامها لكن جزء من العمل لصالح سورية أن نعول على المصالحات و أن نصلح بعض من بييننا .. إننا بحاجة لقلوب متسامحة و مثلما لدينا حرب على الإرهاب لدينا حرب على الكراهية .