الصحفي جمال ظريفة يكتب.. حرائق ووعود زائفة احترقت أشجارنا ونارنا ما زالت موقدة ..
صاحبة_الجلالة_ متابعة
نشر الزميل الصحفي جمال ظريفة على صفحته الشخصية على الفيسبوك ذكراه الموجعة عن الحرائق التي التهمت العام الماضي معظم أراضي قريته ووصلت إلى المنازل والوعود التي أطلقت آنذاك وتبخرت في الهواء حيث قال:
كانت الساعة تقارب الخامسة فجرا من يوم الجمعة في مثل هذا اليوم من العام الماضي استيقظت على رنة هاتفي.. وقال محدثي من الطرف الآخر .. أشجار الزيتون والبرتقال والليمون والرمان وكل ما تملك ونملك أصبحت هباء منثورا .. صارت في مهب الرياح .. لم أدرك ما يقول لكن التوقيت زاد الأدرينالين والخبر مفجع إلى حد البكاء .. انتابني الذهول للحظة ..ذهب تعبي وجهدي وجهد أبي أدراج الرياح .
لفت الحرائق قريتنا وضمت في أحضانها منازلنا ولطف الله بخلقه حال دون وقوع الكارثة .. نادينا وحاولنا بكل السبل لكن الكارثة والمصاب كان كبيرا .. ليس اكبر من ندائنا لكن اقل من أن يسمعه أحد .
خربت بيوت ..وشقاء العمر احترق وبعد حين تشكلت لجان التعويض فقلنا لا يضيع لنا حق .. وبعد عام أقول ضاعت حقوقنا جميعا .. في قريتي يا سادة لم توزع غرسة زيتون واحدة رغم أن الخسارة فاقت ثلاثة آلاف شجرة ولا برتقالة واحدة ولا ليمونة ولا رمانة حتى ريحانتي احترقت واحترق معها الكثير من الأحلام .
وعود ووعود ثم وعود ووعود وكان كلام النهار يمحوه الليل .. لم تشق الطرقات ولم تبعد المتهالكة منذ عشرات السنين ..
في طرقات قريتي " الجديدة " ناحية كلماخو يا سادة حفر أكثر من حفر حرستا وباب عمر التي طالها الإرهاب
في قريتي يا سادة العطش يلف الفقراء رغم وجود نبع ماء بل نهر على بعد عشرات الأمتار ..
في قريتي لا يوجد نقل ولا هاتف ارضي ولا نت ولا نقل وأرضنا مشاع منذ آخر إحصاء للاحتلال الفرنسي عام 1930 . وبعدنا عن البحر لا يتجاوز 7 كلم .
في قريتي يا سادة كتب على الورق أن المعونات للفقراء تتدفق انهارا انهار.. لكن ما يتدفق هو الهراء والكذب والوعود تلو الوعود وكأننا في حلم ..
احترقت أشجارنا ونارنا ما زالت موقدة ..