موجة الحر تداهم السوريين في موسم الأعياد وتلزمهم بيوتهم
صاحبة الجلالة_ خاص
أرخى الطقس درجات حرارته اللاهبة على أول أيام العيد مسجلا 5-6 درجات فوق المعدل لهذه الفترة من السنة.. ما دفع الناس لإعادة النظر في ترتيب أولويات الواجبات الاجتماعية وحتى الترفيهية التي تتناسب عادة مع العطلة..
فمقاهي العاصمة دمشق التي عادة ما تفتح أبوابها في ساعات الصباح الباكر في فترة العيد تكاد تكون شبه خالية من روادها وخاصة (الشباب اللي بأول طلعتون) الذين ينفقوا خرجية العيد على الأراكيل وبعض الوجبات السريعة والسندويش والحلويات التي يحرص أصحاب المقاهي على توفيرها في فترة العيد لجذب أكبر عدد ممكن من هؤلاء لتحقيق مكاسب إضافية.
لكن يبدو أن درجات الحرارة بارتفاعها ذاك أحبت الدخول في ما يسمى "نظرية المؤامرة" .. فتأمرت على هؤلاء الشباب الصغار للعدول عن الفكرة باتجاه بعض المسابح ..حيث تجمهر عدد غير قليل منهم عند مواقف السرافيس ومعهم عتاد السباحة الكامل ليقللهم في خط سره إلى المسبح المنشود..
صاحبة الجلالة رصدت خلال تجوالها في شوراع دمشق عدد من الشباب وهم في جلسة حوار مع سائق سرفيس لأخذهم إلى أحد المسابح لكن جولة المفاوضات انتهت"بفشل ذريع" إثر طلب صاحب السرفيس مبلغ 4000 ليرة فيما المشوار كما أخبرنا أحدهم لا يكلف أكثر من 1700 ليرة...
أما الأسر من ذوي الدخل "المهدود" فقد لزموا بيوتهم بعد حسابات الورقة والقلم مستفيدين من "عطاءات الحكومة" بعدم قطع التيار الكهربائي فتحلقوا حول التلفاز متابعين برامج العيد تحت المراوح والمكيفات التي تخفف عنهم وطأة الحر بنشرها الهواء المنعش لساعات طويلة وهو أمر قد لا يتكرر كثيراً ويعتبر من الظواهر النادرة في سورية خلال فترة الأزمة..
ولوحظ في شوراع العاصمة حركة قليلة جداً فكانت شبه خالية حتى من السيارات باستثناء البرامكة ونقاط تجمع السرافيس...
وطبعا تجارنا الشطار اعتبروا كما العادة ارتفاع درجات الحرارة فرصة لزيادة المبيعات والارباح حيث فرشوا الأرصفة أمام المحلات بعبوات المياه المعدنية ومن جميع القياسات اضافة الى العصائر والمشروبات الغازية ..ولسان حالهم يقول " نبتهل الى الله استمرار موجة الحر حتى نفاذ بضاعتنا من العصائر والماء القراح"..
خيارات عديدة وأفكار يمكن القول عنها بأنها مبتكرة وجدها السوريون فرصة للتغلب على موجة الحر التي يأمل الجميع بألا تطول وأن تتغير(بالنزول) وألا تكون كموجة ارتفاع الأسعار التي داهمتهم قبل سنوات وأبت أن تتغير رغم تغير الحكومة عدة مرات .