بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

العبقري الذي كَرِه النساء …لماذا؟ النساء حيواناتٌ ذوات شعورٍ طويلة وأفكار قصيرة،

الأربعاء 16-06-2021 - نشر 3 سنة - 3268 قراءة

صاحبة الجلالة - متابعة

بقلم : سامي كليب

هل يُعقل أن يكتب رجلٌ عاقل ما يلي؟: ” إن النساء (بطبيعتهن) مؤهلات وقادرات على أن يكنّ مربيات وحاضنات طفولتنا الأولى، وذلك لأمرٍ بديهيّ بسيط يكمُن في كونِهن صبيانيات تافهات، وخرقاوات جهولات قصيرات النظر ضيّقات الأفق، وبكلمة واحدة، إنهن يلبثن طوال حياتهن طفلات كبيرات”

لا رجل عاقل ولا أخرق يُمكن أن يجمع كل هذا الحقد حيال نصفنا الآخر والأجمل، بمقطع واحد. لكن فيلسوفا عبقريا كبيرا إسمه آرثر شوبنهاور كتبه وبقي يدافع عنه طيلة حياته.

حين نَصِفُه بالعبقري، لا نغالي أبداً رغم سوء ما قاله عن المرأة. فهذا الفيلسوف المولود في دانتزغ، المدينة البولندية المستلقية عند ضفة بحر البلطيق في العام 1788 ، أصدر مؤلفه الفلسفي الأول وهو في الخامسة والعشرين ربيعا، ونال شهادة الدكتوراه قبل ذلك بعام، وهذا، كان بحد ذاته شيئا استثنائيا في زمن كانت الشهادات الجامعية شبه نادرة. ورغم أن شهرته الفلسفية والأكاديمية تأخرت حتى العام 1850، أي الى ما قبل وفاته بعشر سنوات فقط، الا أنه احتل وما زال أحد أبرز عروش الفلسفة العالمية، فتأثر به عددٌ كبير من كبار الفلاسفة والأدباء وعلماء النفس والإجتماع مثل: نيتشه وفرويد وهايدغر وفاغنر وفيتغنشتاين وتولستوي وتشيخوف وزولا وهاردي وغيرهم.

لكن شوبنهاور كان غريب الأطوار على غرار معظم العباقرة، وكان طائرا يغرّد خارج سُربه، وكان حزين الروح سوداويا متشائما، ربما لأنه أدرك هشاشة الحياة القصيرة، أو لأنه توصّل الى تفسيرٍ خاص للوجود،أو على الارجح لأنه كان ضحية طفولة معذّبة بسبب أهله.

نقرأ في الكتيّب الجميل الذي ترجم على نحو جيد ومُبسَّط كتابَ شوبنهاور ” ميتافيزيقيا الحُبّ” بقلم المُترجم المغربي الممتاز جلال العاطي ربي: ” ان وضوح وذكاء (شوبنهاور) وأسلوبه المُباشر، كل ذلك جعل أفكاره، لا سيما تلك التي بسطها في مقالاته المتأخرة ميسورة الاستيعاب قياسا بأعمال باقي الفلاسفة الالمان في القرن التاسع عشر وخاصة هيغل، ألد أعدائه” وأن شوبنهاور :” كرّس حياته لما سمّاه ” عبقريته الفلسفية”، كما وصف نفسه داعية للحقيقة ونذر كل حياته لخدمة العرق الإنساني، وكان أكبر خوفه وأشد هواجسه، ان تحول الحوائل، كالفقر والحرب والنزوح والزواج بينه وبين مواصلة مشروعه الفلسفي” .

أمثلة على كره المرأة

يقول شوبنهاور في مقالته عن النساء :” وحده الرجل الذي على بصره غشاوة أو مَن كان ذكاؤه معتماً بسبب دافعه الجنسي هو من سيخطر على باله أن يطلق على هذا الجنس القَزَمي ( المرأة) غير مكتمل النمو، ضيّق المنكبين، واسع الوركين، قصير الساقين، اسم الجنس اللطيف” ….

ويضيف في موضع آخر :” كما أن النملةَ الأنثى، بعد اتصالها بشريكها الذكر، تفقد جناحيها اللذين يُمسيان غيرَ ضرورين وخطرين على بقائها حيّة حتى في مرحلة الحضانة، فإن جمال المرأة كذلك غالبا ما يضوي ونضارتها غالبا ما تذوي بعد نفسين أو ثلاثة ( ولادتين أو ثلاث)، والأرجح لذات السبب، ومن هنا نصل الى أن الفتيات اليافعات ينظرن، بوجه عام، الى أعباء البيت ومشاغله أو الى واجبات وضعهن، على أنها مجرّد أشياء تافهة حقيرة لا تستحق حتى الذكر، أما في أمور الحب، وغزواتهن في الإغواء، وكل ما له صلة بها كالزينة والتبرّج والرقص وما الى ذلك، فيعتبرنها شغلهن الشاغل وموهبتهن الفريدة”

كان شوبنهاور يربط الحب بالجنس الذي يرى فيه ” ارادة مُطلقة للحياة” ويقول : ” ليس لعاطفة الحبّ، في جوهرها، هدفٌ غير إنجاب طفل بما يميزه من صفات ومزايا، وفي هذا الهدف بالذات تكمن نواتها.. وإن حبّ الرجل سرعان ما يخمد ويستحيل رماداً، بمجرد أن ينطفيء ضرامُ شهوته، وينجذب الى كل النساء أو يكاد ما عدا تلك التي في ملك يمينه، إنه دائما مما يمنّي النفس بالتغيير ويتوق الى الجديد” .

يقول أيضا عن المرأة :” ما على المرء الاّ أن يتطلع مليّاً الى هيئة الأنثى، ليشهد بأم عينه أن المرأة ليست منذورة لأجَلِّ الأعمال، أو لعظيم المآثر، فهي غير مهيأة أصلا لأعمال الفكر، ولا الطبيعة عركتها لأشق الأعمال البدنية”

ويضيف :” إن النساء حيواناتٌ ذوات شعورٍ طويلة وأفكار قصيرة، والنساء ينقسمن بين خادعاتٍ أو مخدوعات”.

لعل المقاطع أعلاه هي اقل ما قاله شوبنهاور ضد النساء. فهنّ بالنسبة له مجرد مجنونات شهوة، وخائنات وحاقدات، ومصدرُ الشر، ومقرّ الرغبات الجنسية والإنجاب.

لماذا كرِه شوبنهاور النساء ؟

معظم الكتّاب وعلماء النفس الذين تناولوا سيرة هذا الفيلسوف العبقري الكاره للنساء والذي أبدع في تفسير الكون والحياة ، ربطوا ذلك بحياته العائلية، فهو وحيدٌ لأهله، كان أبوه المريض قد مات مُنتحرا ولم يكن الفتى قد تعدى عامه السابع عشر، وأمه عاشت حياة المجون والبحث عن المُتعة على نحو أناني وطردته من البيت، فكان طبيعيا أن يرى في النساء جميعا صورة أمه الخائنة الأنانية الماجنة الاستغلالية .

ثم إن شوبنهاور عاش عُقدة المرأة في حياته الخاصة، فلم يتعلّق بأي انثى ولا تزوّج ويقال إنه لم يقم أي علاقة جنسية، فهل كان يعاني من عجز أو خلل جسدي ما ؟ أم تمحور الأمر فقط حول هذا البُعد النفسي والنظرة المأساوية للحياة ومحاولة البحث عن سبيل لجعلها أقل وطأة على البشرية؟

كذلك فإن شهرته تأخرت كثيرا، والإعتراف بفلسفته ونظرته الى الحياة لم تحظَ بكبيرِ إهتمام رغم ظهور عبقريته في ربيع العمر، ففشل في الحصول على إعترافٍ به ولم ينجح في جذب الطلاب خلال محاولاته التدريس، ولم تعرف مؤلفاته الشهرة والانتشار الاّ في سنواته الأخيرة

ربما كل هذه الاسباب مجتمعة جعلته يكره الرجال والنساء، وليس النساء فقط، خصوصا أنه حين توفي فضّل كلبَه على كلِّ محيطه من الرجال والنساء، وورثّه جزءا من تركته.

يقول الكاتب أوليفيه كونتسو إن الدافع الكامن وراء عداوة شوبنهاور الشديدة للنساء يعود أيضا الى أسباب ميتافيزيقية. فالمرأة هي التي تحمل بين جنبيها بذرة الحياة، بمعنى أنها شرط إمكان أبديةِ إرادةِ الحياة، والحال أن ارادةَ الحياة ينبغي لها أن تفنى، ليس بالانتحار بالضرورة، وبما أن الرهانَ الأكبر في صاعقة الحب هو جيل المستقبل، فشوبنهاور يتنبأ ان الطورَ الأخيرَ الذي ستبلغه الانسانية ” المتنوّرة”، هو اتخاذ قرار حازم بعدم إنجاب أطفال وجعل النوع ينفق وينطفيء من ذاته، ومن هنا الطابع السلبي للحب” .

الواقع أن شوبنهاور كان يؤثر الوحدة التي إعتبرها ” مصير كل الأرواح العظيمة” على معاشرة الناس الذين يرى أن ” كل مآسي الإنسان تنبع من صلاتنا بهم”، وهو لا يرى ان الإنسان قادر على ان يكون ويتصرف على طبيعته الا حين يكون وحيدا.

ربما لهذا السبب تقول الكاتبة مارجوري رافيكاس:” إن المرأة بالنسبة لشوبنهاور كانت فقط لإشباع الغرائز الأولى للانسان ، وانه من خلال سعيه لبرهنة دونية المرأة ، إنما كان يستهدف أمه، ولكنه كان أيضا يبث حقده حيال الإنسانية جمعاء ” .

هل حقاً كرِه شوبنهارو النساء، أم كَره نفسه؟ لأن رجلا يُحبُّ نفسَه لا يُمكنه الا أن ينثر الحب على من تستحقه.

وأما الدرسُ المُستقى والمستفاد من حالة شوبنهاور، هو أن القصة تبدأ دائما عند الأم، فهي التي تقرّر فعلا مصيرَ إبنها، ذلك أن علاقتَها به ستنعكسُ في الكثير من علاقته بالمرأة، وإن الحبّ والتفاهم والإحترام بين الأهل، هو الحاضنة الأهم لمستقبل الأولاد حتى لو أصبحوا عباقرة في مجالات كثيرة.

من موقع لعبة الأمم


أخبار ذات صلة

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

مصدر بمحافظة ريف دمشق : سنتابع الشكوى ونجد حلاً لها.

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

مصدر في الكهرباء : اضطررنا لفصل إحدى العنفات في حلب واستنزاف كميات من المخزون الاحتياطي

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

استطلاع : الفتيات العازبات في #سوريا يحتجن بين 1.5 و6 ملايين ليرة شهرياً لتغطية نفقات المعيشة بالحد الأدنى!

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

رئيس جمعية اللحامين بدمشق : ركود واستقرار في الأسعار لانتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي.

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

مدير في العقاري : 5 إلى 10 بالمئة معدل الحسابات المجمدة لدى معظم المصارف وسببه استخدام الحساب لغرض واحد