ماذا يريد الرئيس الأسد من خميس ورفاقه..؟
صاحبة الجلالة _ وسام زين الدين
خلال إطلاقه المشروع الوطني لٌلإصلاح الإداري أثلج الرئيس الأسد قلوب السوريين حين تحدث عن مظاهر وممارسات لا تليق بصمود السوري ومواطنته فجاء حديثه رداً على همسات تتهمه بأن الحرب بميدانها وسياستها ودبلوماسيتها قد شغلته عن الداخل السوري وأعبائه التي أرهقت كواهل السوريين فكان حديثه حديث العارف الباحث عن حلول حقيقية وجذرية بعيداُ عن الارتجال والآنية .
تحدث عن مفهوم الفساد بمعناه العريض بعيدا عن الصور النمطية كالسرقة من أموال الدولة فالإهمال فساد وكل خلل على المستوى التنفيذي يلحق ضرراً بالمصلحة العامة فساد ، وتحدث عن سلسلة من الإجراءات لمكافحة الفساد آخرها المحاسبة .. فما يكون أولها ؟
المنطق يقول أن أولها معالجة ما أمكن من الأسباب ، كل سلوك خلفه دافع فما الذي يدفع إلى الإهمال أو الاستسهال إلا فقدان الثقة بالمؤسسة أو الشعور بعدم جدوى العمل وقيمته أو الشعور بعدم التقدير ربما سحب الذرائع والعمل على الوقاية والتحصين وضمان سقف الكفاية هي أول خطوات السلسلة .
أطلق الأسد رؤية إدارية متطورة فيها من المرونة ما يناسب عثرات الواقع السوري ، ومن الشمولية ما يضمن خلق إيقاع تتناغم فيه المؤسسات بأدائها لترتفع إنتاجيتها و ترتقي بخدماتها وتردم فجواتها ، ومن المعايير المنهجية ما يضمن الإحاطة بمقتضيات العمل المؤسساتي على تنوع طبيعة عمل قطاعاته وخصوصيتها .
رؤية متكاملة تبدأ من القياس كأداة تقدم مؤشر لحالة وأداء المؤسسات كمنظومة وإنتاجية ، وحالة العنصر البشري كأحد حوامل الإنتاج والمستهلك له بذات الوقت .
سيدخل القياس إلى هيكليات المؤسسات المترهلة أو المتمددة عشوائياً ليرصد التبعات ويعيد ترتيبها والى النظام الداخلي ليرصد مدى مراعاته لخصوصية طبيعة عمل كل مؤسسة ( اداري فني ميداني مكتبي ) فالأعمال الخطرة والمجهدة كالإطفاء او حقول النفط تختلف عن العمل الاداري في مكتب بساعات دوام محددة .
كما سيدخل القياس الى التوصيف الوظيفي فالتوصيف الخاطئ يؤدي لخلل بعمل المؤسسة في حين أن التوصيف السليم سيًعرف الموظفين بالمهام المطلوبة منهم وصلاحياتهم لأداء عملهم
كما يحدد المواصفات والمؤهلات المطلوبة لشغل المناصب ، ويخرج المؤسسة من دائرة الصراعات الناتجة عن التشابك والازدواجية في المهام بين الأفراد والادارات .
وسيرصد القياس العنصر البشري بطرفيه المنتج للخدمة (الموظف) والمستهلك لها (المواطن) ليقيس رضاهم من خلال معايير منهجية ستدل على كثير من مكامن الخلل.
فحين نتحدث عن الرضا فان رضا الموظف يرتبط بعدة معايير منها مدى استقراره الوظيفي ، الدخل ومدى تحقيقه للكفاية ، الفرص في الترقية ، مراعاة المؤسسة لشروط السلامة في الأعمال الخطرة مثلا من هنا يمكن الاستدلال على نقاط الضعف في المؤسسات والعمل على ترميمها .
وحين نتحدث عن قياس رضا المواطن نتابع رضاه عن الخدمة او المنتج المقدم من المؤسسة بشكله النهائي ، ورضاه عن السرعة التي تمت فيها الخدمة فالورقة التي تحتاج الى عشر تواقيع واختام قد تحتاج لمراجعة المؤسسة عدة مرات أو قد يحتاج لمراجعة مديريتين بمكانين مختلفين للحصول على توقيع هنا ستظهر مدى بساطة الاجراءات أو تعقيدها، ومدى جودة الخدمة التي تقدمها المؤسسة .
المواطن سيرضى حين ينال خدمة احترافية بزمن قياسي وهذا لا يمكن انجازه دون أتمتة المؤسسات وهي الأداة الثانية فالحديث عن الأتمتة يعني اختصار الوقت والجهد وحفظ حقوق المواطن والدولة .
الأداة الثالثة هي مركز خدمة الكوادر البشرية ومهمته وضع خارطة للموارد البشرية الموجودة بشكل تفصيلي وخارطة للشواغر وربط الخارطتين مع بعضهما مما يعني استثمار عالي الجودة للكفاءات والموارد البشرية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
ولتكتمل الحلقة فلا بد من التقييم لمعرفة حجم الانجاز ومدى النجاح وهنا سيكون دور الموقع الالكتروني أو النافذة الالكترونية التي سترصد الآراء والمقترحات والشكاوى من المواطنين وحتى العاملين في المؤسسات سعياً لإشراك المواطن والموظف وكل المعنيين والاستفادة من النقد والملاحظات لاستمرار عملية التقويم .في اطلالته بدا الرئيس الأسد يتحدث عن سوريا ما بعد الحرب وكيف يليق بها أن تكون ، واللافت هي ردود الفعل المرحبة والمشجعة والمتبنية للمشروع على صفحات التواصل الاجتماعي من نماذج مختلفة المستويات العمرية والعلمية والاجتماعية وجدت في حديثه أملا بإصلاح حقيقي يليق بصمود سوري يعجز أحد ان يفيه حقه .
الأسد يريد وضع المنهج على سكة الاصلاح .. فهل ستكفي القوة الدافعة لتسير العجلة أم ان قوة العطالة ستتدخل؟