إعداد وسام النمر

لماذا ننسب للدين , الأخطاء الفردية المتطرفة عند بعض من يسمون أنفسهم مؤمنين ولهم علاقة مع الله , وينتج عن ذلك وصف الله "بالظالم" , أو نفياً لوجود علاقة الإنسان مع الخالق ؟
هل الدين هو السبب ؟
العارف بالله الإمام معروف الكرخي , أحد أعلام الإسلام في القرن الثاني الهجري في بغداد , حصل معه قصة صغيرة مسطرة في التاريخ , كان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أشخاص في زورق ، يفعلون مالا ينسجم مع مبادئ الإسلام, فقال له أصحابه : ما ترى هؤلاء  في هذا الماء يعصون , ادعُ الله عليهم ! ، فرفع يديه إلى السماء قائلاً : "إلهي وسيدي ، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة !
" فقال له أصحابه : إنما قلنا لك : ادعُ عليهم!" ،  فقال : "إذا فرحهم الله في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شيء".
أليس ما فعله الإمام معروف هو منهج نبي الله ؟

الأستاذ الدكتور محمود الربداوي حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة, وتعين رئيساً لقسم اللغة العربية في جامعة دمشق , وفي عام1968 أُفِدَ إلى جامعة الجزائر العاصمة من قبل جامعة دمشق للتعريب كمدرس في قسم اللغة العربية بسبب الاحتلال الفرنسي للجزائر ،ثم عاد رئيساً لقسم اللغة العربية في جامعة دمشق,بعد ذلك أُفد إلى جامعة الملك سعود في الرياض من قبل جامعة دمشق , وفي عام 1982م بدأ في كتابة زاوية شهرية بعنوان "قصة قصيدة" في مجلة الفيصل ( دراسة أدبية جمالية ) كتب فيها ستين عدداً , ثم عاد إلى دمشق وبدأ بتأليف عدد من الكتب منها: معجم المصطلحات الأدبية و النقدية - علم الجمال - النقد القديم .
 يروي قصة علاقته مع الله في زمنٍ ومحيطٍ فيه بعض الذين لا تجربة ولا علاقة لهم مع الله نهائياً , قائلاً : أيحسب الإنسان أنه يُتركُ سدى , الإنسان عندما يصاب بصدمة كبيرة عندئذ يعتقد أنه يوجد وراء هذه الصدمة الكبيرة مُوجد لها , إذاً الله موجود , وأذكر عندما كنت في شبابي أدرس في الجامعة كان فيها بعض الأساتذة الذين درسوا في أوربا فهؤلاء لا يقيمون وزناً  " للإله " ولا لغيره , حتى كانوا يسخرون مني أحياناً, فكنت أنفر منهم , ولذلك كنت أكثر قرباً من الأساتذة الذين ألمس منهم الشعور الديني ومن المتدينين , وحينما كنت أرتاد مسجد الجامعة للصلاة ولتلاوة القرآن , أتساءل ما لهؤلاء الأساتذة لا يعرفون هذه الحقيقة ؟!

متى تنساه ومتى تتذكره وكيف تصف علاقتك مع الله ؟

لا أنساه أبداً إنما أغفل عنه أحياناً , فالمراهقة كانت تجعلني أغفل عن علاقتي معه سبحانه , لكن بعد الزواج عدت للوحدة بيني وبين الله عز وجل , أما وصفي لعلاقتي مع الله , فأصفها وصفاً روحياً وهي علاقة جيدة جداً منذ صغري وكلما مرت الأيام كلما تعمقت صلتي به سبحانه ..

مررت بظروف مرضية وكنت في قرية ليس فيها مشافي ولا مستوصف , لكن كنت ألجأ إليه تعالى , وكان والدي يقرأ القرآن بنية شفائي اعتقاداً منه بقدرة الله على شفائي , ومن هنا أصبح المرض محبباً لي أحياناً , أحبه لأنني أطلع على القرآن مرات جديدة بسبب المرض , كما كنت أتوسل إلى الله وأعتقد تماماً أن شفائي مرده لتلاوة القرآن مع توسلي لله تعالى ..
وفيما يتعلق بزواجي لم يكن ميسراً بل كان فيه صعوبات كبيرة نظراً إلى أنني كنت مقيماً في مدينة حوران , والزوجة التي خطبتها وأحببتها دمشقية , ولذلك مرت عليَّ أيام صعبة , فذهبت لأستعين بالقدرة الإلهية كي يكون عندي زوجة وأطفال , كما كنت معسراً مادياً باعتبار أنني كنت متخرج حديثاً من الجامعة , لكن أعتقد أن الله كان معي لما شاهدته من تيسير بعد العسر , وفيما يتعلق بغربتي في مصر فقد كانت السياسة وقتها تطغى على البلاد العربية وكانت الظروف مواكبة للانفصال بين سورية ومصر, ولم أكن أمتلك القدرة المالية لمتابعة الماجستير والدكتوراه في مصر, لكن قررت الذهاب وعلى نفقتي الخاصة الضئيلة جداً , وهنا أقول أن الله ساعدني مساعدة كبيرة لأن الرئيس جمال عبد الناصر وقتها كان يريد استقطاب السورين وتيسير حاجتهم لكن كان الخوف موجوداً أيضاً , فكان التضرع إلى الله لأستمر في هذه المرحلة وتجاوزتها بنجاح .

ما يحصلُ من تطرفٍ ومصائبٍ على سطح الكرة الأرضية , هل سببها الله عز وجل ؟
كل هذه المصائب سببها الإنسان لأن الله لا يساعد على الحروب , إنما الله جعل للإنسان طريقين في حياته , طريق الخير وطريق الشر والإنسان يختار الطريق الذي يريد , والله يحب من الإنسان أن يسلك طريق الخير لكن تمرد الإنسان يجعله يسلك طريق الشر , ولعل من أهم ما يجعل الإنسان متمرداً حب المال , لكن  " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " .