بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

فليون يرد بقسوة على علماء مجمع الشيخ كفتارو

الخميس 22-06-2017 - نشر 7 سنة - 1980 قراءة

صاحبة الجلالة _ لمى خير الله

الرّدّ على افتراءاتِ ما يُسمَّى: (مجلسُ أمناءِ مَجْمَعِ الشَّيخِ أحمد كفتارُو).

   بعنوان: وجاؤوا على صفحتِهِم بدَمٍ كَذِبٍ.

   وإنَّما اخترتُ هذا العنوان بناءً على قوله تعالى: (لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا).

   وظلمُ ذوي القربى أشدّ غضاضة، والإخوة في مَجمع شيخي الشّيخ أحمد كفتارو، لم يتردّدوا في نشر أباطيلهم ونسج أكاذيبهم عنّي، وهي إنْ دلّت فإنّما تدلّ على حقدٍ وحسدٍ ممزوجَيِن بجهل وخبث.

   و ردّي على ما افترَوه سيكون طويلاً، مع رجائي ممّن لا يرغب بمتابعة الكلام إلى آخره ألّا يسمعه بالمرّة؛ ومشيراً إلى أنَّ لكلّ كلمة وحرف فيه معناهما ومكانَهما.

   والرّدّ على قسمين: الأوّل توطئة ضروريّة، والثّاني تفنيد لِمَا جاء فيما سمّوه: (رسالة مفتوحة.... إلى من يهمّه الأمر).

   بالنّسبة لي، لا يهمّني أمرُهم، وافتراؤهم الذي دوّنُوه لا يساوي عندي قيمة الحبر الذي كُتب به، ووزنُه في ميزان الحقيقة أقلّ من وزن الورق الذي كُتب عليه، علماً بأنّ ثمن الحبر والورق الذي استخدموه في كذبهم ونشرهم؛ هو من مال الوقف والمال العامّ الذي هم مُؤتمنون عليه، ثمّ لطالما خانوا الأمانة؛ فموائد ـ السّلتات ـ التي تُقام منذ سنين ـ ولا تزال ـ واستخدامُ وسائط ووسائل الجامع والمجمع لأغراضهم الخاصّة شاهدٌ على ذلك! و لديّ شواهد ليس أقلّها الاستخدام الشّخصيّ لوسائل نقل طلّاب المَجمع.

   ولولا عشقي وحبّي واحترامي للاسم الكبير لشيخي أحمد كفتارو، ما كنتُ لأردّ على افتراءاتهم، فهم لا يستحقون الرّدّ، لأنّهم، لا يعرفون حتّى اسمي الكامل ـ محمد وليد فليون ـ ومُعظم هؤلاء الإخوة الموقّعين على الرّسالة لم ألتقِ بهم أو يلتقوا بي منذ أكثر من عشرين سنة، بل منهم مَن لم ألتقِ بهم أبداً ولا أعرفُهُم، ولم يسمعوا منّي، وما كانت مشاركتُهُم في التّوقيع على هذه المُعلَّقة إلّا على مبدأ غريزة القطيع، وفي أحسنِ الأحوال، هي على قاعدة مَن قال:

ما أنا إلّا مِن غزيّة إنْ غوت   غويت وإنْ ترشد غزيّة أرشد

   ولو كان عند هؤلاء الإخوة ذرّة رشد، لردّوا على ما سمّوه (غرائب الفتاوى وشذوذها) بطريقة علميّة لا بطريقة أولاد الشّوارع.

   في القسم الأول من الرّدّ أقول:

   قد يتفاجأ كثيرون حين يعلمون أنّ لهذا الحقد الأسود والحسد الأعمى أربعَ مراحل.

   يرجع أوّلها إلى عام /1978/ يوم كنتُ طالباً في المعهد الشّرعيّ للدّعوة والإرشاد الذي أسّسه شيخنا؛ والذي كان ـ حتّى بمقاعده الدّراسيّة الخشبيّة ـ امتداداً لمعهد الأنصار؛ وكان المعهد الشّرعيّ في الطّابق الأرضيّ للمَجمَع في سنِيِّ بنائه الأولى؛ وبدأَتْ الدّراسةُ فيه عام /1975/ ولمّا يزل على الهيكل، حيث كانت الإدارة تطلب منّا الخروج من درس الفقه وغيره لننقل البلاط والخشب، وربّما دُعينا أيّام العطل لنقل زُبَرَ الحديد؛ وأذكر أنّه كان معنا مرّة يومَ جمعة الشّيخ رجب ديب رحمه الله، وقد أُصيب يومها في قدمه الطّاهرة بمَيْلِ بَكَرَةٍ حديديّةٍ عليها.

   المهمّ...

   أنَّ مِن قلّة وفاء هؤلاء الأمناء للشّيخ الرّاحل كفتارو، أنّهم غيّروا حتّى الاسم الذي اختاره الشّيخ للمعهد وسمّوه حاليّاً (ثانويّة الغد المشرق).

   بالأمس الأسود، أقصد عام /1978م/ في رمضان لعام /1398هـ/ كنتُ صباحاً باكراً بصحبة الشّيخ رجب ديب بسيّارته إلى بيت شيخي أحمد كفتارو، وكان معنا زميلي الأخ أحمد السّمّان ، وكان الشّيخ رجب يدرّسنا في المعهد علم التّجويد، وبعد حديثٍ قصير بين شيخي كفتارو والشّيخ رجب، سأل شيخي الشّيخَ رجب: كيف صار مستوى تجويد الطّلاب؟. قال: هم متنوّعون، منهم من لا يزال أوّل الطّريق، ومنهم الضّعيف، ومنهم القويّ، ومنهم المتقِن الذي يُرفع به الرّأس. ثمّ سأله عن سبب استفساره؛ فقال شيخي للشّيخ رجب: بدنا واحد يصلي فينا التّراويح بالجامع بدل ابني إحسان، فصحّته لا تساعده.

   هنا نظرتُ إلى الشّيخ رجب نظرةَ الرّاغب بإدخال السّرور إلى قلب شيخه، وأنّي مستعدّ لأن أكون ذلك الواحد الذي يُرفع به الرّأس.

   كان جواب الشّيخ رجب إشارته لي برأسه الكريم: أنْ نعم!. فقلت لشيخي على الفور: أنا جاهز.

وبعد كلام شخصيّ ومتمّم دار بيني وبين شيخي والشّيخ رجب، قال شيخي للشّيخ رجب: إذن تسمعُ له الآن وأنتم ذاهبون في السّيّارة، ومساء يصلّي بنا، وعلى ضوء قراءته وأدائه نقرّر.

   خرجنا من عند الشّيخ وكان في صحبتنا في العودة إلى دمشق الأخ الطّبيب (محمود البرشة) خطيب ثمّ زوج بنت شيخي السّيّدة الفاضلة وفاء كفتارو ـ والرّجل حيّ يُرزق.

   طبعاً الشّيخ رجب يعرف تجويدي ومستواي وإتقاني فيه، فهو أستاذي، وهو يعلم أنّي أتقنت التّجويد عند شيخ القرّاء أستاذي المرحوم الشّيخ محمّد سكّر، فَجْرَاً في بيته في منطقة العفيف، ومساء في جامع الشّيخ محي الدّين بدمشق؛ ولكنْ مِن أدب الشّيخ رجب مع شيخنا أنّه نفّذ أمره    وقال لي في السّيّارة: هات يا شيخ وليد... سمّعنا.

   طبعاً أنا اعتبرت هذا امتحاناً متميّزاً، فكانت قراءتي كذلك متميّزة، أو كما يُقال: (حبّرتها تحبيراً) وقد أُعجب الشّيخ رجب بقراءةٍ لم يسمعها منّي من قبل؛ وقد آتاني الله شيئاً من جمال الصّوت وبُحّته. فقال لي: ما شاء الله وكان حولك يا وليد، وين كنت مخبّي كلّ هادا الشّي؟ والله يا ابني، إذا شهد لك الشّيخ بهذه القراءة فلن يستطيع أحد من الطّلّاب لا الحاليّين ولا من سيأتون أنْ يسبقك.

   كان يومُها يومَ أحد، وكان بيني وبين السّيّد محمّد غسان الجبّان ومُقرّبيه شيء من خلاف، سببه بيروقراطيتُهم في حلقات الجامع، حيث أغضَبَهُم ذهابي مِن حلقة محمّد غسان الجبّان إلى حلقة الشّيخ رجب الخاصّة والتزامي معه في جامع المغربيّة (بناءً على توجيه شيخي كفتارو) لبعضٍ مِن السّنين.... والقصّة طويلة.

   في جامع أبو النُّور، كلّ البيروقراطيّة والمحسوبيّات والالتماسات والاتّهامات... كلّها كانت تُجيَّر لصالح العشرة المُبشّرين ولمَن يقول: آمون. إذا هم قالوا: ولا الضّالّون.

   في المساء، حين أتى السّيّد جبّان وأزلامُه إلى الجامع للتّراويح؛ و رأوا محمّد وليد فليون إماماً بشيخه وشيوخ المَجمع وآلاف النّاس... كان في رؤوسهم عقول وطارت!. إذ كيف يصل واحدٌ مثلُه إلى الشّيخ كفتارو شخصيّاً وبهذه المكانة مِن دون أن يمرّ مِن تحت إبط السّيّد الجبّان؟!! لتستمر إمامتي بشيخنا في التّراويح نحواً من /12/ سنة؛ لا يقبل فيها شيخي أنْ يصلّي أحدٌ إماماً مِن كثيرين تمّ حشرُهم فيها... غيري، والتّسجيلات بالفيديو مَوجودة، إلّا إذا تجرّأ السّادة الأمناء ـ وهذا ما لا أستبعده ـ على حذفها مِن أرشيف المَجمع، ولكنّهم لن يستطيعوا حذفها من ذاكرة الألوف من تلامذة جامع أبو النّور. فقد حذفوا اسمي فعلاً بعد أنْ كانوا أدرَجُوه على موقعَهَم مِن بين العلماء الذين تخرَّجوا على يد شيخي أحمد كفتارو.

   المرحلة الثّانية من الحقد والحسد، كانت مع قرب نهاية العام /1978/ وبداية العام /1979/.

فإنّه نتيجة إعجاب شيخي بإمامتي، اتّصل بمدير أوقاف دمشق‘، فتمّ تعييني إماماً في مسجد لا لا باشا بشارع بغداد؛ ولكن بعد شهرين فقط أُنهي تعييني حيث اكتشَفُوا أنّي لم أبلغ السّنّ القانونيّ بعد!.

   كذلك حصل في المعهد بعد سنة من هذا التّاريخ فراغٌ دراسيٌّ، وهي المدّة التي انتهينا فيها من الدّراسة في المعهد، وبقينا حينها مُعلّقين في الهواء، حيث شهادةُ المعهد الشّرعيّ الثّانويّة غيرُ رسميّة وغيرُ مُعترَف بها لا في سوريا ولا خارجها, بل كنتُ يومها لا أحمل حتّى الشّهادة الإعداديّة، وحصل خلال تلك المدّة تراجعٌ في أداء وارتباط عدد من الطّلّاب بالجامع، بل منهم مَن ترك الدّراسة نهائيّاً بسبب الأخطاء الجسيمة في طريقة تعامل الإدارة وسدنة الحلقات مع هذه المرحلة الحرجة؛ ولمّا وصل الأمر إلى شيخي، طلب مِن مدير المعهد يومها الشّيخ محمّد سعيد بغداديّ اتّخاذ إجراءات عقابيّة وتأديبيّة بحقّ الطّلّاب المقصّرين.

   وبحكم التصاقي الشّديد بشيخي وبالجامع وحرصي على زملائي الطّلّاب، كنتُ مطّلعاً على كثير من دقائق وخفايا أخطاء السّدنة وزعماء الحلقات، التي بلغ بعضٌ منها مستوى الخطايا! فقمت بالتّنسيق مع زميليّ السّيّدين أحمد أبو كلام ومحمّد جمال شيخانيّ بكتابة رسالة مُفصَّلة إلى شيخي كفتارو ومفصِّلة لكلّ ما يجب بيانُه وإعلامُ الشّيخ به؛ وقمتُ بإيصالها إلى شيخي عن طريق طرف ثالث، توريةً على السّدنة، لكنْ ما كان يغني عنّي ذلك شيئاً إلّا حاجة في نفس فليون قضَاها؛ فقد أوصلتُ نسخة ثانية إلى ابن شيخي محمود كفتارو، وإلى الشّيخ الورع وشيخ الورعين محمّد أسامة الخانيّ خطيب جامع الجسر الأبيض وكبير مشرفي حلقات جامع أبو النّور (الذي تبرّأ منه لاحقاً العشرةُ المُبشّرون لأنّه رفض وضع مئات الملايين الوقفيّة بين أيديهم) وقاموا على مدى أكثر من سنة بعمليّة غسل دماغ ممنهجة لتلاميذه الشّباب ضدّه، ومنعوهم من حضور دروسه التي كانوا يحضرونها في جامع (لالا باشا) بالآلاف.

   وبعد أسابيع طويلة من التّحقيق (الحقيقيّ) الذي قام به السّدنة، اكتشَفُوا أنّي الرّأس المدبّر لموضوع الرّسالة التي أوصَلَتْ فضائحَهُم وتجاوزاتِهِم إلى الشّيخ كفتارو!! وكانت خلاصة التّحقيق كلماتٍ قالها لي السَّيد: (محمّد هتلر الجبّان): (أنت تحطّمت يا شيخ وليد). ويشهد على هذه العنجهيّة السّاريةُ اليسارِيَّةُ لحرم جامع أبو النّور، حيث كان يقف السّيّد الجبّان عادة يتلقّى من تلامذته بالسّلام والمُصافحة تجديدَ الولاء والطّاعة العمياء له.

   المرحلة الثّالثة من الحقد، كانت يوم تفضّل الرّئيس الرّاحل حافظ الأسد رحمه الله بإصدار مرسوم تمّ بموجبه قبول طلّاب المعهد في كلّيّة الشّريعة بجامعة دمشق وذلك عقب معاهدة (كامب ديفيد) بين مصر والكيان الصّهيونيّ وما نتج عنها... والقصّة طويلة.

   أثناء دراستي الجامعيّة ازداد قربي من شيخي كفتارو، وكان سروره يكبر عندما كان يسمع عن النّجاحات التي تتحقّق على المستوى الشّخصيّ وخاصّة في المدارس، حيث أصدر توجيهاته فتمّ تعييني مدرّساً لمادّة التّجويد في المعهد الشّرعيّ للدّعوة والإرشاد، وكان مِن طلّابي الذين أفخر بهم سماحة الشّيخ أسامة أبو شعر خطيب المَجمع ـ حاليّاً ـ إضافة إلى اختيار الشّيخ لي خطيباً للمَجمع "من دون لا راتب ولا دولارات" وأسند إليّ مهمّة تدريب عدد من الطّلّاب على الخطابة؛ وأنْ أضبط لهم ـ نحويّاً ولغويَّاً ـ خطبَهم قبل إلقائها، ولم يحمل أحدٌ منهم أهليّة الخطابة سوى الأخ الشّيخ محمّد خير السّعديّ الذي استمرّ في خطابة الجامع بعدي لأنّه تمّ تكليفي بالخطابة في ريف دمشق.

   كذلك عمل شيخي رحمه الله بعد بلوغي السّنّ القانونيّة خلال دراستي الجامعيّة عام /1981/ فعُيّنت إماماً ومؤذّناً في إدارة الإفتاء العامّ، وإحدى البطاقات الوظيفيّة التي حملتُها حملَت الرّقم (20) تاريخ/12/6/1983/ صادرة عن وزارة الأوقاف بتوقيع شيخي المفتي العام للجمهوريّة؛ وأنا محتفظ بها إلى الآن. وقد كان صَدَرَ بعد أشهر قليلة من تعييني عن إدارة الإفتاء العام والتّدريس الدّينيّ... صدر بمفعول رجعيّ الأمر الإداريّ رقم (17) وتاريخ /2/10/1982/ بوضعي تحت تصرّف سماحته بوصفه المفتيَ العامّ للجمهوريّة، هذا نصّه بعد المقدّمة المُعتادة مِن.. بناءً على وبناءً على:

   مادة 1ـ يُوضع السّيّد محمّد وليد فليون إمام ومؤذن بإدارة الإفتاء العام تحت تصرّف المفتي العام للقيام بالأعمال التي يكلّفه بها اعتباراً من /31/8/1982/

   مادة 2ـ ينفّذ هذا الأمر ويبلّغ من يلزم.

                                                                        التّوقيع

                                               وزير الأوقاف الدّكتور محمّد محمّد الخطيب

   عندها قال لي شيخي: تبقى يا ابني عندنا في البيت بقربي، وتنام عندنا إذا رغبت، وتتفرّغ لدراستك وخدمة الشّيخ. قلتُ: هذا شرف لي كبير؛ وتذكّرت قول أبي بكر رضي الله عنه للنّبيّ عليه السّلام يوم الهجرة: الصّحبةَ الصّحبةَ يا رسول الله.

   طبعاً، لستُ أبا بكر وليس شيخي رسولَ الله، ولكنْ ما عسايَ أصفُ مِن حقدِ السَّدنة الذي ازداد أكثر فأكثر بعد هذا القرار، ولعبهم القذر بعقول الزّملاء.

   المرحلة الرّابعة من الحقد، كانت عندما التقيتُ بمعيّة شيخي كفتارو الرّئيسَ الرّاحلَ حافظ الأسد رحمه الله، وقد كنْتُ ـ بطريقتي الخاصّة وبمعرفةِ شيخنا وإرشاده ـ تقدّمَّتُ لامتحانِ الشّهادة الثّانويّة الرّسميّة مِن دون أن أكون حائزاً على الشّهادة الإعداديّة كما ذكرتُ... والقصّة طويلة أيضاً؛ وأثمر الّلقاء عن المرسوم الرّئاسيّ التّنظيميّ بتوقيع السّيّد الرّئيس حافظ الأسد برقم /228/ وتاريخ /16/12/1406هـ الموافق لـ /24/8/1986/ والقاضي بإعفائي من شرط حيازة الشّهادة الإعداديّة.

   طبعاً، هذا المرسوم زاد نار حقدهم أكثر. وكنتُ خلال كلّ تلك المدّة أحدَ الخدّام والحرّاس الشّخصيّين للشّيخ كفتارو وكنتُ آخذ ثيابه ـ حتّى الدّاخليّة ـ وأغسلها، وهذا شرف لي كبير، وكنتُ أرتّب غرفته الخاصّة وسريره الخاصّ، وأقدّم له بيدي طعامه الخاصّ، وأنظّف بيدي سلاحه الشّخصيّ المَوجود تحت وسادته... كلّ هذا جعل إخوة يوسف يكيدون له أيّما كيد، وهو الكيد الذي استمرّ ـ بطريقة (الأكشن) حتّى وفاة شيخي رحمه الله، حيث كلّفني سماحته ـ خطّيّاً ـ قبل وفاته بستّة أشهر فقط بتمثيله في حفل افتتاح ندوة علميّة حول التّجديد الدّيني؛ نظّمها مركز الدّراسات الاستراتيجيّة بجامعة دمشق على مدرّج الجامعة؛ وإلقاء كلمةٍ مكتوبةٍ بالنّيابة عنه وبتوقيعه ـ رحمه الله ـ وقد شهد هذا التّوقيع السّيّدان موسى البيش ومحمّد خير السّعديّ في بيت شيخي؛ وقد تبع هذه النّدوة جملة افتراءات واستثمارٌ قذرٌ مِن قبل الأمناء لسنّ الشّيخ المتقدّمة وحالته الصّحّيّة المتدهورة.

   ولا يزال الحقد مستمراً، وانتهى عن قريب بتبليغات كاذبة على صفحتي أدّت إلى إغلاقها، ثمّ تمّ استرجاعها بوعي "إدارة فيس بوك" وتجدّد هذا الحقد بهذه المُعلّقة التي أنصح السّادة الأمناء بأن يعلّقوها على جدار الكعبة.

....................

   في القسم الثّاني مِن الرّدّ على مُعلّقتهم لديّ عشرون نقطة أضعها بين يدي كلّ من يهمّه الأمر، وليطّلع عليها السّادة (الأمناء) وأنا بانتظار أن يردّوا عليها واحدة واحدة، علماً بأنّ نسخة مَكتوبة مِن هذا الرّدّ وصلت إلى الصّحافة ذات الاختصاص وستقوم بنشر الرّدّ بقسميه فأقول:

   1ـ ما هذا المجلس العظيم الذي يعجّ بحملة شهادات الدّكتوراه ـ ة، ثمّ يحتاج لأكثر مِن شهر للرّدّ على فيديو مدّته أقلّ من عشرين دقيقة؛ ثمّ تمخّض جَمَلُ جهلِهِم فولد "ذيل فأر" بمعنى أنّه يحقّ لأيّ أحد أن يسأل: ما هذا الرّدّ المليء بالكذب والسّباب والافتراءات؛ وليس فيه جملةٌ علميَّة واحدة تخصّ الفتوى؟. وبالمناسبة هم لم يسمّوها وإذا أردتُ أنْ أذكِّر بها، فإنِّي أفتيتُ بجواز زواجِ المسلمة من الرّجل المسيحيّ، والفتوى مَوجودة بفيديو على قناتي الخاصّة على اليوتيوب وعلى صفحتي.

   2ـ السّؤال الذي لم يجيبوا عليه، وأعود لأسأله للسّادة أمناء مَجمع الشّيخ أحمد كفتارو: في مَجمعكم، هل تعتبرون الإخوة المسيحيّين مؤمنين بالله أم مشركين به؟. فإن قلتُم: هم مؤمنون ـ وهذا ما أعتقد به اعتقاداً جازماً ـ فلا مشكلة بيننا ولا داعي لكلّ مُعلّقتكم مِن أصلها؛ وإنْ قلتم: هم مشركون فأرجو الإجابة بتفصيل حول: كيف أباح القرآن الكريم للمسلم الزّواج من المرأة المسيحيّة إذا كانت مشركة كما تقولون؛ وهو يقول: (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ)؟!.

   3ـ عَنْوَنَ السّادة الأمناء مُعلّقتهم بأنّها (رسالة مفتوحة) وهو برأيي عنوان مثير للضّحك ومميّز، لجهة أنّ المُرسَل إليه غير معروف، وهو موصوف بأنّه (يهمّه الأمر).

   4ـ في هذه المعلقة قولهم عن الأحكام الشّرعيّة إنّه لا يجوز لنا (...أن نختار ما يناسب أهواءنا ورغباتنا ومصالحنا).

   وهنا أسألهم: هل تدركون الفرق بين كلّ من الهوى والرّغبة والمصلحة؟ لأنّ مَن يتّبع الهوى غير معنيّ أصلاً بكلّ الفتاوى والأحكام الشّرعيّة والفقهيّة.

   أمّا الرّغبة، فإنّ مِن حقّك أن تختار من الأحكام الصّحيحة ما ترغب به. فمثلاً: الصّائم ـ المتنفّل ـ أمير نفسه إن شاء أتمّ وإن شاء أفطر؛ بل إنّ القرآن الكريم أكّد في خمسة مواضع على احترام الرّغبة لدى المؤمن في اختيار الفتوى والحكم الشّرعيّ الذي يناسبه، بل إنّ رسول الله (ص) أخذ بهذا، ولم يكن يُخيّر بين أمرَينِ إلّا اختار أيسرهما بحسب رغبته؛ ناهيك عن أنّ للرّغبة مكانتها في حياة المؤمن سلباً أو إيجاباً، وهي كذلك مُحترمة في القرآن ومنصوص عليها فيه في خمسة مواضع في قوله تعالى: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) وقوله: (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَلَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) وقوله: (مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ) وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) وقوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ). فلماذا ينكر الأمناء شيئاً أقرّه القرآن وأعلى من شأنه؟.

   وأمّا المصلحة، فأعتقد بأنّ أحكام الشّريعة كلّها إنّما جاءت لتحقيق مصالح النّاس، وهي ما يُسمى عند العلماء (مقاصد الشّريعة) بل إنّ المبتدئين في طلب العلم الشّرعيّ يحفظون القاعدة الأصيلة: حيثما كانت المصلحة فثمّ شرع الله. وهي قاعدة دَرَسَهَا الأمناء ويدرّسونها في مَجمعهم؛ فما بالهم يدرُسون شيئاً ويدرّسونه ثمّ ينكرونه؟.

   5ـ في مُعلّقة الأمناء قولهم: (... مِن ذلك أنْ يدّعي هؤلاء أن لا دليل على تحريم زواج المسلمة من غير المسلم).

   وهنا أشفق على عقول السّادة الأمناء وفهمهم، وذلك لسببين:

   الأوّل: كذبهم الصّريح، فأنا لم أقل: لا يوجد دليل على تحريم زواج المسلمة مِن غير المسلم. بل قلت: لا يوجد دليل على تحريم زواج المسلمة مِن المسيحيّ (حصراً).

   الثّاني: جهلُهُم! ذلك أنّهم ـ وهم حملة شهادات الدّكتوراه ـ ة ـ لا يفرّقون بين كلّ مِن لام العهد، ولام الجنس، ولام الاستغراق! فحين تقول: يجوز للمسلمة أن تتزوّج غير المسلم، فهذا يستغرق اليهود والإخوة المسيحيّين بكلّ طوائفهم الكريمة؛ ويشتمل كذلك عابدي الأوثان وعابدي الكواكب وعابدي الشّيطان وعابدي الفروج!!. وأنا لم أقل هذا أبداً بل تكلّمت عن المؤمن المسيحيّ حصراً، ولم أقل ما قالوه أي: (غير المسلم) بإطلاق.

   6ـ قولهم: إنّني أفتيت بوجوب الصّيام في رمضان على المرأة الحائض، هو كذبٌ صريحٌ، وعليهم أن ينشروا هذه الفتوى، فإنْ لم يأتوا بها فأولئك عند الله هم الكاذبون.

   7ـ فيما يخصّ حجاب المرأة، أرجو أن يطبّقوا قول الله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)!!!

   فالسّيّدة الفاضلة الدّكتورة بثينة شعبان، لها عقل يزن عقول ألف شيخ تهتزّ لحاهم كأنّها جانّ، وعندها مِن الحكمة ومحاكمة الأمور ما تتفوّق به عليهم كلّهّم، وهي سيّدة مُحترمَة على مستوى العالم.

   والسّيّدة الفاضلة الدّكتورة نجاح العطّار هي وزيرة للثّقافة ونائبة السّيّد الرّئيس بشّار الأسد.

   والسّيّدة الفاضلة الدّكتورة هديّة خلف العبّاس اختارها برلمانيّو سوريا الذين اخترناهم لتكون رئيسة لمجلس الشّعب، وهي تحمل شهادة الدّكتوراه في الهندسة الزّراعيّة، وعقلها يزن بلداً، وحضراتُ الأمناء يعلّمون النّاس ما ورد في الأحاديث مِن أنّ أفضل المِهَنِ وأكثرَها أجراً عند الله الزّراعة.

   كلّ هؤلاء السّيّدات الفاضلات ـ ولا أريد أن آتي بأسماءِ شخصيَّات نسائيَّة أعلى مكانة اجتماعيّة وسياسيّة؛ وذلك تجنّباً لإحراج السّادة الأمناء... أقول: كلّ هؤلاء السّيّدات لا يرتدين حجاب الرّأس فأَوْلى بالسَّادة الأمناء أنْ يخفضوا جناحَهُم ويتوجّهوا إليهنّ بوجوب التزام فريضة الحجابِ؛ أليس السّاكت عن الحقّ شيطاناً أخرس؟ أم إنّ هذه الشّياطين فالحة فقط في الكذب والافتراء عليّ.

   8ـ قول الأمناء: (لِصالح مَن تُفصّل هذه الفتاوى) أقول فيه: بل هذه فتاوى جاهزة، ومَوجودة في كتاب الله تعالى، ولا تحتاج إلى تفصيل، وهي فتاوى تقوّي تماسك المجتمع، وكان عليهم أن يلتفتوا إلى مناهج التّعليم الشّرعيّ الطّافحة بفتاوى الإرهاب والقتل والكذب على النّبيّ عليه السّلام؛ وهي ما سآتي على أمثلة منها بعد قليل.

   9ـ أرجو من السّادة الأمناء ذِكْرَ الفتاوى التي نسبتُها لشيخي أحمد كفتارو. وذِكْرَ الدَّرس الذي طردَنِي منه وتاريخ ذلك، وأسماء طلّاب العلم الذين زعموا أنّهم كانوا موجودين، لأنّ هذا كذب.

10ـ في قولهم: (مِن هؤلاء (الدعاة!!) الذين يدّعون الاجتهاد ويجترئون بالباطل وليد فليون).

أقول: طبعاً أنا لستُ مِن الدّعاة، وإنّما أنا مجرّد عامل تنظيفات أنظّف طريق الرّبّ!! ـ وإنْ كنتُ لم أدرس الشّريعة لأبيع البصل والخضار ـ ثمّ إنّ لي بالسّادة الأمناء أسوةً حسنة، حيث غيّروا اسم المعهد الذي تخرّجت منه والذي اختاره الشّيخ كفتارو شخصيّاً ـ كما قلت ـ مِن المعهد الشّرعيّ للدّعوة والإرشاد إلى العنوان التّجاريّ: ثانويّة الغد المشرق. حيث أشرق هذا الغد بعشرات فتاوى الإرهاب والقتل؛ وأثمر بها أكاديميّاً في كلّيّة الشّريعة بجامعة دمشق التي تنصّ الكتب فيها على:

   وجوبِ قتلِ تارك الصّلاة ولو تركَهَا كسلاً ـ وجوبِ إشعال الحرب الأهليّة لعدم إقامة صلاة الجماعة أو إقامتها مِن غير أن تُعلن ـ إنّ النّبي سُحر ـ ديةُ المرأة على النّصف من دية الرّجل ـ الإخوة المسيحيّون ضالّون ـ جواز قتل الأطفال في الحروب ـ جواز قطع المياه عن المدنيّين ـ المقابر الجماعيّة في الحروب سنّة نبويّة ـ الاغتيالات السّياسيّة تقليد نبويّ ـ سَبْيُ النّساء واغتصابهنّ باسم الجهاد قُرْبَةٌ إلى الله تعالى ـ وجوبُ هدمِ النّصب التّذكاريّة والتّماثيل وإنْ كانت لا تُعبد ـ نكاح الصّغيرات سنّة نبويّة ـ رسول الله (ص) مريض نفسيّ جنسيّ ـ اتّخاذ الدّروع البشريّة في الحروب وقتلُهُم جائز ـ ترك النّاس يموتون جوعاً وعطشاً مُباحٌ في الإسلام ـ وجوبُ إخراج الإخوةِ المسيحيّين مِن الدّول الإسلاميّة ومنع بناء الكنائس فيها ـ حقّ إسرائيل في إقامة الدّولة الدّينيّة على أرض الشّرق الأوسط ودمشق تحديداً، واقرؤوا إنْ شئتم تفسيرهم للآية "21" من سورة المائدة...

   كلّ هذه وعشراتٌ غيرها فتاوى تُدرّس في المعاهد وكلّيّات الشّريعة، ويقرّ بها السّادة الأمناء ويدافعون عنها؛ وما خراب سوريا إلّا في أعناقهم وأعناق مَن دوّن الأحاديث التي بُنيت عليها.

   11ـ في قول السّادة الأمناء فيما يتعلّق برأيي في كتب صحاح الحديث؛ كَذِبٌ وجهلٌ وافتراء، فأنا لم ولن أرفض كلّ ما جاء في الصّحاح وإلّا فكيف أصلّي وكيف أخرج الزّكاة وكيف أصوم رمضان...الخ. أنا قلت: هناك أخطاء فيها وعلينا تنقيتها. وقلت: ليس كلّ ما في الصّحاح صحيح، ولمْ أقل: كلُّ ما في الصّحاح غيرُ صحيحٍ. وشتّان ما بين القولَين؛ وهو ما لا يريد السّادة الأمناء فهمَه! وقد قلتُ بلغة النّاس البسطاء: كُتُبُ الصّحاح تشبه كيس قمح خالطه مع الزّمن شيء مِن الحصى، فلا يُقبل أن يُطبخ القمح مع الحصى، ولا يُقبل أن يُرمى كلّه، بل ننقّيه مِن الحصى ثمّ نأكل ونشكر الله على نعمه. ومَن يتّهمنا بأنّنا ندعو لرمي كامل الكيس هو كاذب! ومَن يريد منّا أنْ نأكله مع الحصى فلْيَعْلَمْ أنّنا لسنا دجاجاً ولو رضي لنفسه ذلك!. ثمّ إنّي أُشفق على عقول السّادة الأمناء الذين يخلطون بين الطّعن والنّقد, فحين آتيك مِن خلفك أو خفية أنا أطعنك، ولكنّي دعوتهم عشرات المرّات للنّقاش حول ما يُسمّى الصّحاح.. ولم يستجيبوا.

   12ـ أمّا ما سمَّوه (زعزعة الثّقة بالفقه الإسلاميّ) فهو مِن ألف باء ما يتمنّاه العقلاء؛ حين يقول لك أحد الفقهاء: (ينبغي الاحتراز حالة الاستنجاء فإنّه لو أدخلَ طرفَ أصبعه دبرَهُ بطلَ صومُه)!! نعم. فأيّ أحمق سيثق بفقه يذهِبُ صيامَك بـ (بعصة)؟! وأيّ عاقل سيصدّق أنّ رسول الله (ص) سُحر حتّى صار يُخيّل إليه أنّه فَعَلَ الشّيء وهو لم يفعله، أو العكس؟ وأنّه عليه السّلام جامع عائشة وعمره 54 سنة وعمرها 9 سنين وهو بقوة أربعين شابّاً من شباب الجنّة الذين (بحسب كتب الصّحاح) لِواحدهم قوّة جنسيّة تعادل مئة من شباب الدّنيا!!، بل إنّ ما ورد في البخاريّ ومسلم أنّه عليه السّلام كان يحلم بها منذ كان عمرها أقل من (6) سنين ثمّ عقد عليها في أقل من السّابعة؛ وهي ابنة أعزّ أصحابه!!. وغير ذلك كثير من أحكام فقهيّة سخيفة، بل وإرهابيّة! أشرتُ إلى بعض منها قبل قليل؛ وقد كنتُ نشرتُ كثيراً منها على صفحتي.

   13ـ أرجو مِن السّادة الأمناء ذِكْرَ ـ ولو قصَّةً واحدة ـ لفقْتُها عن شيخي. وهم قالوا عنّي: (فتاويه الضّالة) وحيث أنّ كلمة "فتاوي" جَمْعٌ، وأنّ أقلّ الجمع في العربيّة ثلاثة، فأرجو أن يأتوا ولو بثلاث مِن تلك الفتاوى الضّالة.

   وعلى ذكر الّلغة العربيّة؛ أنا أعجب من دكاترة في الشّريعة والّلغة العربيّة، لا يفرّقون في استعمال "من" و "ما" ولا يدركون الفرق بين المُفرَد والمثنّى والجمع؛ ووجوب تطابق العامل مع معموله لجهة الإفراد والتّثنية والجمع.. ولجهة التّذكير والتّأنيث، حيث قالوا في مُعلّقتهم: (وإننا نؤكد في مجمع الشيخ أحمد كفتارو هذه البراءة منه ومما يصدر عنه وعن أمثاله مما يفتي بما يخالف الإجماع..) حيثُ إنّ طالب الصّف الثّامن يدرك أنّه يجب القول: ... وممّا يصدر عنه وعن أمثاله ممّن يفتُونَ بما يخالف الإجماع.

   كذلك أشفق عليهم ـ وهم حملة شهادات الدّكتوراه ـ ة ـ حيث لا يفرّقون بينّ العَقْدِ والعَقِيْدَةِ؛ حيث قالوا في مُعلّقتهم واصفين شيخي كفتارو رحمه الله و: (رفضه لكل انحراف وشذوذ عقدي أو شرعي...).

   فما يعلمه المبتدئون كذلك أنّه يجب القول:...وشذوذ عقيديّ. لتكون ياء النّسبة للعقيدة وليس للعقود مِن بيع وشراء ونكاح. لأسألَ كلَّ واحد منهم: بِكَمْ ومِن أينَ اشتريْتَ شهادة الدّكتوراه ـ ة؟! وقد كان عليكم يا أمناء ويا دكاترة الشّريعة والّلغة العربيّة أن تدقّقوا لغويّاً أكثر في مُعلّقتكم قبل أن تنشروها.

   14ـ أنا بانتظار أنْ يوضّح السّادة الأمناء للنّاس وصفَهُم لي بأنّي متسلّق ومضطرب ومتاجر بالدّين، وأن يعطوني ولو مثالاً واحداً عن تسلّقي وآخر عن اضطرابي، ثمّ أرقامَ رصيدي في البنوك ومقدارَها. فإنْ لم يأتُوا فإنّهم كاذبون.

   15ـ أرجو مِن السّادة الأمناء عدمَ المتاجرة باسم شيخي أحمد كفتارو، فكلّ النّاس يعلمون مَن هو، وهو غير محتاج لدعايتهم، والنّاس يعرفون ورعه رحمه الله والتزامه بالثّوابت، لكنّ قليلاً منهم مَن يعرف أنّه قال يوماً (والكلام مسجّل): في كتب الفقه ما لا يقبله شرع ولا عقل. وأترك للسّادة الأمناء البحث عن هذا الكلام في أرشيفهم الذي أشاروا إليه.

   16ـ يُرجى من السّادة الأمناء عدم المزاودة عليّ في الوطنيّة! فقد تعرّضت مرّتين اثنتين لمحاولة اغتيال في ريف دمشق، واسمي على غوغل ـ شيخ النّظام السّوريّ ـ وكلّ مُشاركتي في الفضائيّات الوطنيّة مَوجودة، ووصلْتُ في سبيل المصلحة الوطنيّة ـ ولا أزال ـ إلى أماكنَ وضعتُ فيها رُوحي على كفّي، وقطعت ـ ولا أزال ـ عشرات آلاف الكيلومترات في سبيل المصالحات الوطنيّة، كان منها لقاء مطوّل في أوسلو بالنّروج، ومنها مؤتمر في لارنكا حمّلني إليه السّيّد الرّئيس بشّار الأسد أكثر من رسالة، وأمرَنِي بإحضار النّسخة الأصليّة بالّلغة الإنكليزيّة للبيان الختاميّ للمؤتمر والاتّصال بالقصر الرّئاسيّ فور عودتي للقائه؛ وقد دار بيني وبين سيادته كلام وأمور هي أكبر بكثير مِن السّادة الأمناء؛ مِن غير أن أقبض آلاف الدّولارات كما يقبضون.

   17ـ في مُعلّقة السّادة الأمناء قولهم: (ولو كان ذا قربى) إشارة إلى قرابة جسديّة بيني وبين شيخي كفتارو. والحقيقة أنّه هناك نسب جسديّ بعيد، لكنّ النّسب الذي أفخر به هو النّسب القلبيّ. فقد كَتَبَ شيخي بخطّ يده الكريمة في الصّفحة الأولى من كتاب (الكامل في التّاريخ ـ 16 مُجلّد) الذي أهداني إيّاه:

   أقدّمُ هذا التّاريخ الجليل لولدي القلبيّ الشّيخ محمّد وليد فليون سائلاً الله تعالى أنْ يجعله مِن الدّعاة العاملين وألّا ينساني من دعائه.

   والكتاب مَوجود مع مكتبتي تحت أنقاض بيتي الذي قُصف وتهدّم كما ألوف البيوت في سوريا الجريحة بفتاوى كلّيّة الشّريعة المستندة إلى (صحيحي البخاريّ ومسلم) الّلذين هما حسب تعبير الأمناء أصحّ كتابَين في الإسلام بعد القرآن الكريم. وفي هذين الصّحيحَين أحاديثُ تبرّر كلّ فتاوى وأعمال الإرهاب.

   18ـ صحيفة (صاحبة الجلالة) التي نشرت فتواي كتبت:

   (...وللوقوف على تفاصيل ما ارتآه فليون وأسنده بالدلائل حاولت صاحبة الجلالة التواصل مع مفتي دمشق وريفها عدنان أفيوني الذي وعد بالرد ..لكن لم نحصل عليه ، فيما لم يجب الدكتور عبد السلام راجح على هاتفه ولم نتلق رداً على رسالتنا ، وكذلك الأمر بالنسبة لمدير أوقاف دمشق سامي القباني .. ما يطرح تساؤلات كثيرة حول حقيقة ما أورده الباحث فليون بهذا الموضوع الحساس .

   وصاحبة الجلالة إذ تنشر هذا  فهي لا تتبنى أي منه وإنما تطرحه كقضية رأي عام تتطلب تسليط الضوء عليها وإيضاحها من قبل المعنيين والمختصين بهذا الأمر بغية ان تكون الصورة واضحة امام الناس).

   لكنّ السّادة الأمناء بدلاً مِن أنْ يردّوا بطريقة علميّة ناموا أكثر مِن شهر، ثمّ أطلقوا سيل افتراءاتهم وكذبهم، ونشروا على صفحة المجمع ما نشروا، وحظروا عليّ حقّ التّعليق على ما ينشرُون! وهو ما يدلّ على خبثهم وخوفهم من المواجهة.

   19ـ للسّادة الأمناء الذين وقّعوا بغريزة القطيع على (إلى من يهمّه الأمر) تاريخٌ حافلٌ بالخزي، وأكاد لا أستثني منهم أحداً سوى سماحة الشّيخ رمضان ديب وهو الشّيخ الوقور الجليل الذي طردوه غير مرّة وكفّوا يده عن المَجمع؛ إلى أن رأَوا أنّهم بحاجة إلى شخصيّة اعتباريّة يضعونها في الواجهة ويختبئون وراءها ـ وقد بلغ من العمر حفظه الله ـ ما يسمح لهم بالعبث حتّى بآرائه، كما عبثوا بشيخي كفتارو حينما أسنّ.

   20ـ أكتفي بذكر مثال واحد عن هذا الخزي:

   للسّيّد الدّكتور بسّام العجك خطبة جمعة عصماء في جامع الزّهراء أثناء عيد الأضحى من عام /2010/ قال فيها بالفم الملآن: إنّ المسيحيّين ضالّون. وأتى بحديث نبويّ ممّا درسه في كلّيّة الشّريعة؛ بل إنّ رسالته في الماجستير طافحة بالتهجّم عليهم. وكان الصّوت يومها مَوصولاً إلى المئذنة، ودارت الوقائع وحَبَكَ السّادة الأمناء خبائثهم فوجدتُ نفسي في السّجن معي كتابي (هنا نلتقي) الذي جمعتُ فيه عشراتِ النّصوص المتطابقة بين القرآن والإنجيل وهو كتاب مُهدى للسّيّد الرّئيس بشّار الأسد وقدّم له وأثنى عليه كلّ من سماحة المفتي العامّ الشّيخ أحمد بدر الدّين حسّون وغبطة البطريرك غريغوريوس الثّالث لحّام. وخرجت من السّجن بعد شهر ونصف بمساعي سماحة المفتي العامّ حفظه الله. ثمّ استقبلني السّيد وزير الأوقاف في مكتبه وفوّضني (في الغرفة الدّاخليّة للمكتب) بالحديث باسمه واسم وزارة الأوقاف في كلّ وسائل الإعلام السّوريّة والعربيّة والأجنبيّة بوجود وشهادة الأخ الشّيخ أحمد شيخو، تمّ على أثرها إطلاق برامجي الدّينيّة في إذاعة شام اف ام ولقاءاتي على الفضائيّات السّوريّة، ثمّ كان لي أكثر من لقاء مع السّيّد الرّئيس بشّار الأسد، تمّ في أحدها تكليفي بمراجعة كتب التّربية الإسلاميّة في وزارة التّربية وتمّ العمل بإشراف معاون وزير التّربية الصّديق الدّكتور فرح سليمان المطلق، ثمّ توقّفت البرامج بعد ثلاث سنين بمساعي السّادة الأمناء، وفي مرحلة لاحقة وبخبثهم فُصلت من عملي مدرّساً في وزارة التّربية بقرار غير قانونيّ صادر عن وزير التّربية السّيّد هزوان الوز.

   أمّا الأخ الدّكتور عبد السّلام راجح، فقد قال لي قبل ثلاث سنين في مكتبه في المَجمع: لا أخفيك يا شيخ وليد أنّ إخواننا المشايخ في المَجمع بصدد إعداد توصيتين للسّيّد وزير الأوقاف والسّيّد وزير التّعليم العالي، الأولى يطلبون فيها تجريدك من الصّفة الدّينيّة والثّانية سحب شهادتك الجامعيّة.

   أمّا باقي الموقّعين، فلا يعنونني بقليل ولا كثير، فمنهُم ـ كما قلت ـ مَن لم ألتقِ به ولم يلتقِ بي في حياتنا، وإنّما فعل ما فعل بغريزة القطيع.

   في الختام أقول: أنا مسامح لكلّ هؤلاء، وبانتظار ردّ علميَ منهم لا شوارعيّ.. وهم سيفعلون ذلك فقط، إذا كانوا يحترمون اسم الشّيخ الرّاحل أحمد كفتارو، داعياً لهم بألّا يكونوا ممّن إذا خاصم فجر، وأسأل الله تعالى أن نكون يوم القيامة إخواناً على سرر متقابلين.


أخبار ذات صلة

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

استطلاع : الفتيات العازبات في #سوريا يحتجن بين 1.5 و6 ملايين ليرة شهرياً لتغطية نفقات المعيشة بالحد الأدنى!

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

رئيس جمعية اللحامين بدمشق : ركود واستقرار في الأسعار لانتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي.

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

مدير في العقاري : 5 إلى 10 بالمئة معدل الحسابات المجمدة لدى معظم المصارف وسببه استخدام الحساب لغرض واحد

هل تأكل الحرة من بويضاتها ؟؟؟  الدين يحرمها ... و الفقر يشجعها... والقانون لا يمنع و لا يسمح

هل تأكل الحرة من بويضاتها ؟؟؟ الدين يحرمها ... و الفقر يشجعها... والقانون لا يمنع و لا يسمح

في سورية .. النساء يبعن البويضات ... "بيع البويضات".. تجارة سورية رائدة في زمن الفقر!!