بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ليس لديه ما يأكله، وعند سؤاله يقول لك: مستورة...ومع ذلك نمعن في افقاره وقتل كل بارقة أمل يعيش عليها!

الخميس 18-03-2021 - نشر 4 سنة - 4373 قراءة

 

زياد غصن يكتب .. هل نحن فقراء؟

 

وفق المتعارف عليه دولياً، فإن عتبة خط الفقر تبدأ عندما يكون دخل الفرد أقل من دولارين في اليوم الواحد.

 

محلياً ليست هناك حالياً تقديرات بالليرة السورية يمكن الاستناد إليها في تحديد عتبة خط الفقر على المستوى الوطني، وتالياً قياس ظاهرة الفقر بشكل مستمر بناء على مؤشرات متغيرة كالتضخم ومتوسط الأجور والرواتب وغيرها.

 

لكن هناك فكرة أخرى أرغب بمناقشتها في هذه الزاوية، وتتعلق بتقييم السوريين لأنفسهم لناحية الفقر، ونظرتهم إلى البيانات والأرقام المنشورة والمتعلقة بعدد من هم بحاجة إلى المساعدة والدعم لتأمين احتياجاتهم اليومية.

 

الواقع يقول: إن نظرتنا كسوريين إلى الفقر تختلف كثيراً عن الأبعاد والمضامين التي يبنى عليها المعيار العالمي لخط الفقر، وهذا سببه ليس وجود تباين وطني في قياس مستوى معدل الفقر، وإنما نتيجة لعاملين اثنين أسهما في تشكيل صورة مختلفة للفقر في أذهاننا:

 

العامل الأول ويتعلق بسياسة التأقلم التي اعتاد عليها السوريون منذ فترة طويلة، وزادت أهميتها مع التدهور المتسارع للأوضاع الاقتصادية وتأثيراتها العميقة على السواد الأعظم من السوريين. وهي سياسة جعلت جلّ طموح هؤلاء ألا يزداد الوضع سوءاً. لكنها سياسة أصبحت عقيمة مع استمرار التدهور المذكور.

 

العامل الثاني يتمثل في الصورة الذهنية المترسخة في مخيلة شريحة معينة من السوريين، والتي تساوي بين الفقر بمختلف أشكاله، وبين الجوع الذي تجسده الصور المرعبة التي تتداولها وسائل الإعلام للأطفال الذين حولهم الجوع إلى مجرد هياكل عظيمة في كل من اليمن، الصومال، السودان، ودول أفريقية أخرى.

 

وقد يكون السبب في كل ذلك لدى شريحة ليست بالقليلة من المجتمع السوري، يعود أيضاً إلى حالة الصبر المتأتية من خلفية دينية...

 

ولهذا عندما يقرأ البعض منا خبراً مفاده إن 90% من السوريين باتوا في دائرة الفقر، إما أنه يشكك بصحة هذه النسبة وموضوعيتها، أو أنه يعتبر نفسه خارج هذه النسبة، حتى لو كانت مائدة طعام أسرته لا تعرف اللحوم والفواكه إلا في المناسبات، أو مرة كل عدة أشهر، أو أنه قد لا تتوفر في منزله مستلزمات الحياة الأساسية...!

 

وبقناعتي فإن ذلك ما يجعل السوريين من أقل شعوب العالم هدراً للطعام، وأكثرها استثماراً للموارد والأشياء الذاتية على قلتها لدى كل أسرة، وهذا على خلاف الموارد والثروات العامة التي تتعرض لهدر وفساد كبيرين.

 

لكن عملياً... نحن فعلاً فقراء... وفقراء جداً بدليل:

 

-إننا محرمون اليوم من الحصول على كثير من السلع والمواد الأساسية الغذائية وغير الغذائية.

 

-إن متوسط الرواتب والأجور حالياً هو أقل من دولارين يومياً بحسب سعر الصرف المحدد من قبل المصرف المركزي.

 

-إن المؤشرات الصحية المتعلقة بوفيات الأطفال والأمهات زادت عما كانت عليه قبل الأزمة.

 

-إن نسبة التسرب من المدارس ارتفعت إلى مستويات خطيرة مقارنة بسنوات ما قبل العام 2011.

 

-إن الوصول إلى الخدمات العامة لم يعد متاحاً بالشكل المطلوب.

 

-إن هناك أسراً بلغت عتبة الجوع جراء عدم قدرتها على تأمين وجبة غذاء واحدة في اليوم لأفرادها.

 

على أي حال... ما أود قوله:

 

مجتمع لديه مثل هذه القناعة والقدرة على التأقلم، يسهل على الحكومات في مثل هذه الظروف وبقليل من الجهد والعمل الجاد كسب رضاه وتلبية طموحاته البسيطة، وإن كان يستحق الكثير لصبر أفراده وإصرارهم على الحياة والعمل طيلة سنوات كانت كارثية ومدمرة.

 

السلطة الرابعة

 

 


أخبار ذات صلة

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

مصدر رسمي : ورود شحنة جديدة من الغاز.. والمواطن سيلمس تحسناً واضحاً قريباً

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

الحلاق : إثارة الانتباه لحالات يحدث فيها خلل من جهة سحب التغذية من حساب تمويل المستوردات

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة