بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ليس لديه ما يأكله، وعند سؤاله يقول لك: مستورة...ومع ذلك نمعن في افقاره وقتل كل بارقة أمل يعيش عليها!

الخميس 18-03-2021 - نشر 4 سنة - 4326 قراءة

 

زياد غصن يكتب .. هل نحن فقراء؟

 

وفق المتعارف عليه دولياً، فإن عتبة خط الفقر تبدأ عندما يكون دخل الفرد أقل من دولارين في اليوم الواحد.

 

محلياً ليست هناك حالياً تقديرات بالليرة السورية يمكن الاستناد إليها في تحديد عتبة خط الفقر على المستوى الوطني، وتالياً قياس ظاهرة الفقر بشكل مستمر بناء على مؤشرات متغيرة كالتضخم ومتوسط الأجور والرواتب وغيرها.

 

لكن هناك فكرة أخرى أرغب بمناقشتها في هذه الزاوية، وتتعلق بتقييم السوريين لأنفسهم لناحية الفقر، ونظرتهم إلى البيانات والأرقام المنشورة والمتعلقة بعدد من هم بحاجة إلى المساعدة والدعم لتأمين احتياجاتهم اليومية.

 

الواقع يقول: إن نظرتنا كسوريين إلى الفقر تختلف كثيراً عن الأبعاد والمضامين التي يبنى عليها المعيار العالمي لخط الفقر، وهذا سببه ليس وجود تباين وطني في قياس مستوى معدل الفقر، وإنما نتيجة لعاملين اثنين أسهما في تشكيل صورة مختلفة للفقر في أذهاننا:

 

العامل الأول ويتعلق بسياسة التأقلم التي اعتاد عليها السوريون منذ فترة طويلة، وزادت أهميتها مع التدهور المتسارع للأوضاع الاقتصادية وتأثيراتها العميقة على السواد الأعظم من السوريين. وهي سياسة جعلت جلّ طموح هؤلاء ألا يزداد الوضع سوءاً. لكنها سياسة أصبحت عقيمة مع استمرار التدهور المذكور.

 

العامل الثاني يتمثل في الصورة الذهنية المترسخة في مخيلة شريحة معينة من السوريين، والتي تساوي بين الفقر بمختلف أشكاله، وبين الجوع الذي تجسده الصور المرعبة التي تتداولها وسائل الإعلام للأطفال الذين حولهم الجوع إلى مجرد هياكل عظيمة في كل من اليمن، الصومال، السودان، ودول أفريقية أخرى.

 

وقد يكون السبب في كل ذلك لدى شريحة ليست بالقليلة من المجتمع السوري، يعود أيضاً إلى حالة الصبر المتأتية من خلفية دينية...

 

ولهذا عندما يقرأ البعض منا خبراً مفاده إن 90% من السوريين باتوا في دائرة الفقر، إما أنه يشكك بصحة هذه النسبة وموضوعيتها، أو أنه يعتبر نفسه خارج هذه النسبة، حتى لو كانت مائدة طعام أسرته لا تعرف اللحوم والفواكه إلا في المناسبات، أو مرة كل عدة أشهر، أو أنه قد لا تتوفر في منزله مستلزمات الحياة الأساسية...!

 

وبقناعتي فإن ذلك ما يجعل السوريين من أقل شعوب العالم هدراً للطعام، وأكثرها استثماراً للموارد والأشياء الذاتية على قلتها لدى كل أسرة، وهذا على خلاف الموارد والثروات العامة التي تتعرض لهدر وفساد كبيرين.

 

لكن عملياً... نحن فعلاً فقراء... وفقراء جداً بدليل:

 

-إننا محرمون اليوم من الحصول على كثير من السلع والمواد الأساسية الغذائية وغير الغذائية.

 

-إن متوسط الرواتب والأجور حالياً هو أقل من دولارين يومياً بحسب سعر الصرف المحدد من قبل المصرف المركزي.

 

-إن المؤشرات الصحية المتعلقة بوفيات الأطفال والأمهات زادت عما كانت عليه قبل الأزمة.

 

-إن نسبة التسرب من المدارس ارتفعت إلى مستويات خطيرة مقارنة بسنوات ما قبل العام 2011.

 

-إن الوصول إلى الخدمات العامة لم يعد متاحاً بالشكل المطلوب.

 

-إن هناك أسراً بلغت عتبة الجوع جراء عدم قدرتها على تأمين وجبة غذاء واحدة في اليوم لأفرادها.

 

على أي حال... ما أود قوله:

 

مجتمع لديه مثل هذه القناعة والقدرة على التأقلم، يسهل على الحكومات في مثل هذه الظروف وبقليل من الجهد والعمل الجاد كسب رضاه وتلبية طموحاته البسيطة، وإن كان يستحق الكثير لصبر أفراده وإصرارهم على الحياة والعمل طيلة سنوات كانت كارثية ومدمرة.

 

السلطة الرابعة

 

 


أخبار ذات صلة

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

مصدر بمحافظة ريف دمشق : سنتابع الشكوى ونجد حلاً لها.

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

مصدر في الكهرباء : اضطررنا لفصل إحدى العنفات في حلب واستنزاف كميات من المخزون الاحتياطي

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

استطلاع : الفتيات العازبات في #سوريا يحتجن بين 1.5 و6 ملايين ليرة شهرياً لتغطية نفقات المعيشة بالحد الأدنى!

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

رئيس جمعية اللحامين بدمشق : ركود واستقرار في الأسعار لانتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي.

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

مدير في العقاري : 5 إلى 10 بالمئة معدل الحسابات المجمدة لدى معظم المصارف وسببه استخدام الحساب لغرض واحد