الألعاب الإلكترونية تدخل في عقول أبنائنا وتنسيهم شغف المطالعة
فقدت التلميذة هدى مؤخراً شغفها الكبير بالقراءة، فبدأت تميل لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، ولم تعد كما كانت في السابق مولعة بالقراءة تدخر من مصروفها الشخصي ما يمكنها من شراء المجموعات القصصية الجديدة باستمرار.
تقول والدتها إنها تشعر بالضيق كثيراً لكون ابنتها ابتعدت عن القراءة تماماً، فلم تعد تنجذب لها أبداً، بل أصبحت اليوم مكتفية فقط بالألعاب الالكترونية، مبينة أنها قررت وبمناسبة عيد ميلادها أن تعيد إليها شغفها مجدداً بالقراءة، فرأت أن أجمل هدية قد تهديها إياها هي شراء مجموعة من الكتب والقصص المتنوعة، التي من الممكن أن تستهويها كقارئة صغيرة شغوف بمعرفة كل ما هو جديد، لكنها صدمت بردة فعل ابنتها التي لم تلقَ بالاً للهدية، وهذا ما أشعرها بالقهر والانزعاج لأنها تقدر القراءة، وتجدها سبيلاً لتكوين حصيلة كبيرة من المعلومات.
الهام محمد رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق بينت أن هناك علاقة وثيقة بين اللعب وثقافة التلميذ، فقضاء الوقت بالأنشطة حاجة أساسية من حاجات التلاميذ، وهو وسيلة تربوية تسهم في تنمية وتعزيز ثقافتهم، فاللعب يساعدهم في النمو جسدياً ومعرفياً وانفعالياً واجتماعياً.
ونتيجة التطور التكنولوجي المتسارع تطورت أساليب اللعب، فظهرت الألعاب الإلكترونية التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من وقت الأبناء، وعلى الرغم من أن هذه الألعاب تقرب المسافات، وتلغي الحواجز الجغرافية وتحاكي العالم الحقيقي في تصورها وأحداثها، وإضافة إلى سهولة ممارستها في كل زمان ومكان، إلا أن لها تأثيراً كبيراً على قدرة التلميذ على الانتباه والتركيز والفهم، كذلك تؤثر في تكرار الضغط النفسي عليه وإجهاد البصر والعزلة الاجتماعية والسمنة.
أما على المدى البعيد فتسبب تدمير النمو النفسي والاجتماعي والعقلي لدى التلميذ، وقد أثبتت الدراسات أن الآثار السلبية لهذه الألعاب تتمثل في اضطراب النوم والقلق والتوتر والعزلة الاجتماعية وآلام في العيون وضبابية، وانحناء في العمود الفقري والرقبة والكتفين، أضف إلى ذلك ضعف التحصيل الدراسي، وظهور سلوكيات عدوانية وعدم الإنصات للإرشادات والتوجيهات، والتمرد وبث روح العدوانية حتى بين الإخوة، لذلك لابد من الوقوف عند هذه الظاهرة ومعالجتها، من خلال تحفيز التلاميذ على القراءة والمطالعة، والأنشطة التي تتعلق في الجوانب الأدبية وقراءة القصص وكتابة الخواطر وممارسة الألعاب المفيدة مثل الشطرنج .
أما دور الأهل فيتمثل في القرب من أبنائهم ومشاركتهم أفكارهم وألعابهم وتشجيعهم على الجوانب الايجابية في الحياة.
تشرين