عن مرارة حلويات العيد وإدخار "المعدن الأصفر".. زاد كغ السكر خلال الأزمة 60 ضعفا مقابل 35 ضعفا لغرام الذهب.. !!
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار:
بات التشابه كبيرا بين قائمتي أسعار الحلويات والذهب، بالرغم من أن الأولى استهلاكية، فيما الثانية إدخارية بامتياز، فقد قفز "حلو العيد" إلى ارتفاعات غير مسبوقة جعلت مذاقه على ألسنة المستهلكين مرا، حتى علق أحدهم، بعد أن استعرض قائمة في واجهة أحد المحال، "عشنا وشفنا"، لقد تقارب سعر الكغ من الحلويات الشرقية مع غرام الذهب.. وداعا لضيافة العيد.. !!
وسجل مندوب "صاحبة الجلالة"، من خلال جولة على الأسواق، بعضا من هذه الأسعار، إذ تجاوز سعر الكغ الواحد للمبرومة والبلورية وعش البلبل والآسية الـ 32000 ليرة سورية، وللمعمول بالفستق الـ 3000 ليرة، ولبقية المعجنات 12000 ليرة، مع تفاوت في الأسعار ارتفاعا أو انخفاضا، تبعا لموقع الأسواق وشرائح المتسوقين.
بشيء من التحليل ولغة المؤشرات، وبالنظر إلى أن السكر هو المكون الرئيس في هذه الصناعة، فإن أسعاره سجلت خلال سنين الأزمة مفارقات غرائبية، فمثلا كان سعر الكغ الواحد منه عام 2010 بحدود 10 ليرات، واليوم وصل إلى 600 ليرة، ما يعني أنه زاد 60 ضعفا.. !
ولما كان متوسط استهلاك الفرد السوري حوالى 45 كغ سنويا، فإن قيمة هذا الاستهلاك كانت 450 ليرة، لتصل إلى 27000 ليرة، وهو بذلك سبق الذهب في معدل التضخم، فمثلا أغلقت الصاغة نهاية 2010 على 1805 ليرات للغرام عيار 21 قيراطا، ليصل اليوم إلى 63000 ليرة، مسجلا 35 ضعفا.
وباحتساب تلبيسة العروس من الذهب على أساس 30 غراما في المتوسط، فإن تكلفتها كانت 54.150 ليرة، لتصبح حاليا 1.890 مليون ليرة، ومع النظر إلى الذهب كـ"زينة وخزينة"، كما يراه السوريون وعموم العرب، فإن مصاغ العروس، يكون قد حقق ربحا صافيا بحدود 1.835 مليون ليرة، فهل تبقى بعد هذه المقارنة لحلويات العيد سوى مرارة في اللسان والجيوب، كل عام وضيافتكم حلوة.. !!