سورية تستورد منه نحو 750 ألف طن سنويا قريبا.. شركة محلية تنتج لأول مرة حليب_الرضع بتكلفة تقديرية ملياري ليرة
صاحبة_الجلالة- أحمد العمار:
قد لا يدرك كثيرون بأن بلادنا محظوظة كونها تحجز موقعا متميزا بين الدول الأكثر فتوة حول العالم، فتزايد المواليد الكبير يجعل منها بلدا فتيا سكانيا (ديمرغرافيا)، وهذا معناه أن غالبية أفراد المجتمع تقع ضمن شريحة الأطفال والناشئة، ومن معانيه أيضا.. تزايد الطلب على الغذاء، والحاجة لتأمينه محليا، وعدم ترك السوق المحلية رهينة لغذاء يأتينا من وراء البحار..
إنتاج حليب وأغذية الأطفال بات أحد أهم ركائز الأمن الغذائي الوطني، وبالنظر لكون البلاد تستورد أغلب هذه المنتجات، عمدت الحكومة إلى تصنيفها ضمن إستراتيجيتها الرامية لإحلال بدائل المستوردات لأكثر من 45 سلعة، ما يسهم في تقليص فاتورة الاستيراد للسلع التي يمكن إنتاجها محليا إلى الحدود الدنيا، ويوفر القطع الأجنبي، ويحقق الاكتفاء الذاتي، ويحد من تأثيرات العقوبات الاقتصادية الجائرة على البلاد، علما بأن فاتورة المستوردات من هذه المنتجات تصل إلى 750 ألف طن سنويا.
يقول المدير العام لشركة "حليب سيريا ميلك"، عضو مجموعة السراج التجارية، محمد حسام السراج إنه لا تتنافس في السوق المحلية الكثير من الشركات المنتجة للحليب (دون عمر ستة أشهر) وأغذية الأطفال، كما لا تغطي حاجة هذه السوق كما ونوعا، لذا وجدت المجموعة فرصة استثمارية لدخول هذه السوق الواعدة، عبر تأسيس شركة "حليب سيريا ميلك"، وذلك بالتشارك بين رجلي الأعمال محمد حسام السراج وفادي السراج، وبالاستفادة من طاقات وخبرات المجموعة، التي تراكمت طوال عقود.
ويضيف السراج: لقد بدأنا خطوتنا الأولى بتشميل المشروع بموجب مرسوم الاستثمار رقم 8 لعام 2007، في مدينة حماة، التي أعلن مجلس مدينتها عن تخصيص مقاسم للصناعيين هناك، وكانت المساحة المخصصة للمشروع بحدود3000 متر مربع تقريبا، فيما كانت التكلفة التقديرية تفوق ملياري ليرة سورية، مع توقعات بأن يوفر المشروع أكثر من 100 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب الفرص غير المباشرة.
وسجل السراج بعض الطلبات العاجلة والملحة من الجهات الرسمية، ومنها.. الإسراع بتسليم المقسم المخصص للمشروع، والمساعدة في تخفيض نسبة الفائدة إلى أقصى حد ممكن، كون المشروع مشمول بالدعم الذي خصصته الحكومة لمثل هذه المشاريع بقيمة 20 مليار ليرة، وتوجيهنا للإقتراض الأوفر من أحد المصارف العامة، مع أهمية التخفيض أو الإعفاء الضريبي، سيما في المراحل الأولى من عمر المشروع، ما يسهم في إنجاحه.