بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

سامي كليب اللواء بهجت سليمان يفتح الملفات والنار معا

الأربعاء 05-02-2020 - نشر 5 سنة - 10482 قراءة

 


· تركيا جارة ابدية ولكن ...

· الفدرالية الكردية لا افق لها، وانصح الكرد بهذا ....

· على الحكومة السورية الاّ تنجرف الى فخاخ الآخرين .

· الحرب شارفت على الانتهاء وإيران وحزب الله سيخرجان عندما....

· إيران وروسيا تدافعان عن نفسيهما في سورية. وموسكو صديقة لإسرائيل وحليفة لنا.

 

من على سنواته الطويلة في العمل العسكري والأمني حيث تولى مناصب رفيعة وحساسة ومفصلية في سورية، وبعد تجربته الدبلوماسية كسفير لبلاده في الأردن والتي عرفت اضطرابا وخلافات وتبادل اتهامات في خلال الحرب السورية وانتهت بإنهاء مهمته في عمّان، يختزن اللواء السوري المتقاعد د. بهجت سليمان ذكريات كثيرة، لو كتب كل تفاصيلها يوما ما، فهو حتما سيُحدث ضجة كبيرة، لكن سليمان الذي أثارت تجربته جدلا كبيرا وأسالت حبرا في مؤلفات عديدة عن سورية التي كان في صُلب قرارها مراتٍ عديدة، يتميّز عن الكثير من أبناء جيله بمتابعته الدقيقة لأحداث العالم، وتعمّقه في فهم التحولات والإقليمية والدولية سياسيا وامنيا وفكريا، ونقاشاته المتعددة مع المثقفين والسياسيين والمفكّرين وصنّاع القرار، فيصبح معه سبرُ تطور أوضاع سورية ومحيطها والعالم، مفيدا لكل من يريد أن يعرف مآلات هذه الاوضاع من وجهة نظر سورية داخلية ومتشددة .

 

الرجل الذي عرف كيف يعسكر السياسية، ويُسيّس العسكر، ويقاطع بينهما، يستند أيضا الى خبرة اقتصادية جيدة من خلال دراسته الدكتوراه في مجال الاقتصاد السياسي منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي. ولم تنجح الخضات الأمنية الكبيرة التي عاشها وكان جزءا منها في بلاده أو في لبنان، ولا سنوات العمر في جعله أكثر هدوءا، فهو ما زال ينفعل كشاب في العشرين من العمر في نقاشاته وخصوماته ودفاعه عن بلاده، ولا يتردد في قول الأمور كما هي وبصراحته المعهودة حتى لو سببت له المشاكل، كما أنه من المستمرين على ايمانهم بأن حزبه البعثي قادر على مواصلة قيادة سورية. " العلمانية المؤمنة"

 

ولأنه صريح، وقارئ نهم للتاريخ والحاضر، فهو يؤكد في هذا الحوار مع موقع "خمس نجوم" أن المصالحة مع تركيا لا بد منها رغم عدوانية أروغان الحالية، وان الحرب الكونية في سورية شارفت على الانتهاء فعلا لكنها قد لا تتوقف غدا، وان إيران وحزب الله سينسحبان تماما من الأراضي السورية حين ينتهي الإرهاب، وان الفدرالية الكردية لا افق لها. أما عن صفقة القرن وان قادم الشهور سيوضح كيفية خروج القوى الاستعمارية من المنطقة، وان محور المقاومة قادر على مواجهة صفقة القرن وان على حركة حماس " التوقف عن وضع رجل في البور ورجل في الفلاحة "

 

 

وفي ما يلي نص الحوار:

 

· هل ثمة قدرة فعلية على مواجهة صفقة القرن، وكيف ؟

 

سليمان: القدرة على مواجهة أي تحد، لا تتعلق بالقدرة فقط، بل كذلك بالإرادة، وبالقرار. والقدرة على مواجهة صفقة القرن، موجودة وقائمة بالتأكيد ، ولكن الإرادة مشتتة . ومن يراهن على النظام العربي الرسمي، لمواجهتها، سوف يصاب بخيبة أمل. وذلك لأن هذا النظام بات تابعا للقرار الأمريكي الذي يضع له جدول أعماله، في مختلف اجتماعات قممه العربية وحتى في اجتماعات جامعته العربية.. ولذلك فإرادة مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري لدى النظام العربي الرسمي، مفقودة حاليا .. وأما القرار الرسمي العربي بمواجهته، فهو حاليا على الرف.

ولأن النظام الرسمي العربي قد استقال من مهمة الدفاع عن الوطن العربي، واكتفى باسترضاء الأمريكي والحرص على عروشه وكروشه.. كان لا بد لقلب العروبة النابض في دمشق أن يتصدى ويقوم بهذه المهمة.. ومعه المؤمنون بأن " إسرائيل " هي غدة سرطانية في هذه المنطقة..

وهكذا ظهر محور المقاومة أو منظومة المقاومة التي تشكل (سورية الأسد) رئتها وقلبها.. ويشكل ( حزب الله ) وفصائل المقاومة الفلسطينية واليمنية والعراقية ، ذراعها وسيفها ورمحها .. وتشكل (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) رأسها ودماغها المفكر.

ومنظومة المقاومة هذه، تمتلك القدرة، والإرادة، والقرار.. ولذلك لن تكتفي بإسقاط صفقة القرن، بل قررت بأن على جميع القوى الاستعمارية، القديمة والجديدة، أن تخرج من هذه المنطقة.. وستخرج منها، شاءت أم أبت.

وأما كيف ستخرج، فقادم الشهور ، سوف يوضح ذلك للجميع .

 

· هل انتهى الصراع بالنسبة لدول عربية مركزية ، تحدث صراحة ، وكذلك صهره جاربد كوشنر عن موافقات عربية ؟

 

سليمان: الدول العربية المركزية المقصودة، انتهى الصراع مع " إسرائيل " بالنسبة لها ، منذ عقود ، حين جرى عقد ما سمي ب ( اتفاقيات السلام ) معها ، والتي نقلت ، عمليا ، هذه الدول إلى الخندق المقابل ، بحيث باتت أقرب إلى " إسرائيل " منها إلى شقيقاتها العربيات.و كذلك الدول " المركزية " الأخرى ، التي لم تعقد اتفاقيات علنية مع " إسرائيل " ، لكن تحالفاتها التبعية مع واشنطن ، أخرجتها ، منذ عقود أيضا ، من خانة الصراع مع " إسرائيل " ووضعتها ، عمليا أيضا ، في الخندق المقابل .

 

· هل ستتحمل سورية وإيران وحزب الله والفلسطينيون وزر ما بقي من صراع عربي اسرائيلي وهل هم قادرون على ذلك فعلا ؟

 

سليمان: سورية وإيران وحزب الله والفلسطينيون، تحملوا ويتحملون وسيتحملون مسؤولية وأعباء الصراع العربي - الإسرائيلي.. بعد أن تخلى النظام العربي الرسمي عن مسؤوليته وانسحب من المواجهة.. وقد برهنت سورية وإيران وحزب الله والفلسطينيون، على أرض الواقع ، بأنهم قادرون على حمل المسؤولية ، وقادرون على تحقيق الردع مع " إسرائيل " ، وقادرون على ترويعها ، وقادرون على إجهاض مخططها في تنفيذ أطماعها الصهيونية بتحقيق دولة " إسرائيل من الفرات إلى النيل " ..

و للتأكد من ذلك، يكفي العودة لطرد " إسرائيل " من جنوب لبنان عام 2000، وإفشال العدوان الإسرائيلي في عدوان تموز 2006 ، في وضع يده على لبنان وتحويله إلى تابع إسرائيلي.وأما الآن فقد تضاعفت قوة هذا المحور ، رغم الحرب الكونية الشعواء على سورية منذ عقد من الزمن حتى اليوم .. وبات أكثر قدرة على مقارعة الصهاينة.

 

· ما هي حقيقة مواقف السلطة الفلسطينية وحماس من الصفقة ؟ هناك ضباب كثير بشأن ذلك؟

سليمان : عندما يطلب من المرء الانتحار ، خدمة لعدوه ، فمن الطبيعي والبديهي والمنطقي ، أن لا ينتحر ..والمطلوب الآن من حماس والسلطة الفلسطينية ، وفقا لصفقة القرن ، هو الانتحار خدمة لحسابات نتنياهو وترامب والمشروع الإسرائيلي . ورفضهم لصفقة القرن ، يعني رفضهم للانتحار . ورفض الانتحار هذا ، يرفع الغطاء ويسحب البساط ، عن إمكانية شرعية وقوننة صفقة القرن .. ويفسح المجال رحيبا أمام محور المقاومة لكي يرفع الوتيرة بل ويضاعفها في مواجهة المشروع الصهيوني و مواجهة داعميه الأطالسة و مواجهة أذنابهم وأدواتهم الظاهرة المعلنة والخفية المتسترة .وبقاء السلطة على موقف الرفض ، هو خطوة إلى الأمام ، وإن كانت غير كافية .

و كذلك قيام حماس بالتعبير عن الرفض ، يستدعي منها تعميق الانخراط في محور المقاومة ، والتوقف عن سياسة " وضع رجل في البور ورجل في الفلاحة " .

 

مستقبل سورية

* هل شارفت الحرب السورية على الانتهاء فعلا ، وماذا بقي منها ، وماذا يعيق استعادة الدولة لكل المناطق ؟

 

سليمان: نعم بالتأكيد ، شارفت الحرب الدولية ضد سورية على الانتهاء ، ولكن هذا لا يعني أنها ستتوقف غدا . فالحرب العالمية الثانية ، شارفت على الانتهاء منذ عام 1943 , ولكنها لم تضع أوزارها إلا عام 1945 .و في الحروب عندما يبدأ ميلان الكفة ، بنصر الضحية المعتدى عليه ، على المعتدي الغاشم .. حينئذ تشارف الحرب على الانتهاء ، حتى لو استمرت بعد ذلك فترة معينة . وقد بقي لانتهاء الحرب على سورية بشكل كامل ، تحرير المناطق السورية التي يحتلها أردوغان و مجاميعه الإرهابية ، وتحرير المناطق السورية التي يحتلها الأمريكان وانفصاليوهم .وما يعيق تحريرها ، حتى الآن ، هو القرار الأمريكي بإبقاء أوار الحرب الشعواء على سورية ، متأججا .وما يعيق تحريرها ثانيا ، هو مكابرة أردوغان وعدم امتلاكه جرأة الاعتراف بفشله في مشروعه العثماني الجديد ، وهلعه من ارتدادات هذا الاعتراف عليه داخل تركيا نفسها ..ومع ذلك ورغم ذلك ، فإن سورية ستتمكن من تحرير هذه المناطق ، رغم أنف ترامب ورغم أنف أردوغان ، وفي زمن ليس بعيدا .

 

· ما الذي سرع عمليات الشمال والشرق السوريين ، القررات العسكرية فقط ، أم الاتفاقات الإقليمية والدولية ؟ وكيف ؟

 

سليمان: الحقيقة أن تلك العمليات تأخرت أكثر مما يجب.. وكان يجب أن تحصل منذ سنتين.. ولكن الاتفاقات التي تتكلمون عنها، هي التي أخرت حصولها.. والسبب هو أن الجهات التركية المعتدية وعدت والتزمت أمام روسيا ، بأنها ستتعاون لوضع حد للإرهابيين ..ولكن تبين بعد مرور حوالي سنتين بأن أردوغان كان يناور ويداور ويتوهم بأنه قادر على فرض أمر واقع ..إزاء ذلك كان لا بد للدولة السورية من أن تضع حدا لهذا النفاق الأردوغاني وتبدأ بالعمل لاستكمال تحرير ما جرى السطو عليه من أرضها .

 

 

· معلومات كثيرة تؤكد قرب التفاهم بين سورية وتركيا على مستويات عالية . هل هذا قريب ؟ وعلى أي أساس ؟

 

سليمان: سواء كانت المعلومات صحيحة أو غير صحيحة .. فهذا ما يقوله المنطق وما يقتضيه ، رغم الأضرار الفادحة و الأذى الفظيع غير المسبوق الذي ألحقه أردوغان وزبانيته بسورية ، أرضا وشعبا وجيشا .. ورغم المرارة العميقة في نفوس السوريين ، ورغم نفورهم ورفضهم لأي تعامل مع أردوغان ..ذلك أن مصلحة الشعوب فوق أي اعتبار . و المصلحة في الخلاص من الحروب العدوانية لا يتقدم عليها شيء . والسياسة تبنى على صناعة المستقبل وليس على اجترار الماضي ، بل على التعلم من دروس الماضي ..

وهذا ما فعلته دول أوربا ، بعد الحرب العالمية الثانية ، رغم الحروب الطاحنة ورغم قتل ملايين البشر بين بعضها البعض في تلك الحرب . والأوطان باقية والأفراد زائلون .. وأردوغان زائل ، ولكن تركيا جارة أبدية لسورية . والسوريون يعرفون جيدا حقوق الجيرة ومقتضياتها .. وبقي على الجار التركي أن يعرف ذلك أيضا . والأساس هو الأعراف والقوانين الدولية والاتفاقات الناظمة والبناء على المصالح المشتركة والالتزام بعدم إساءة الجار لجاره .

 

*كيف سيكون مصير الكرد في سورية المقبلة ؟ إدارة ذاتية ؟ اتفاق مع الدولة السورية ؟ أم استمرار في الاعتماد على الأميركيين .

 

سليمان: ( الفيدرالية ) الكردية في سورية ، لا أفق لها ، وستؤدي بمن يدفعون إليها ، إلى التهلكة.. وستكون وبالاً على أصحابها ..والأهم ، أنّ أغلبية الشعب السوري ، لن تسمح بها ، وستضع حدّاً لها ، مهما كانت الظروف والأثمان ..

وعلى الحريصين على الأشقاء الكرد ، من عرب وكرد ، أن يعملوا ما بوسعهم ، لإنقاذ السوريين الأكراد من ذلك الفخ المسموم المنصوب لهم في سورية ، والذي يدفعهم ويأخذهم إليه ، بعض ممثليهم وبعض من يدعون الحرص عليهم..وأن يأخذوا بهم ، إلى المطالبة بدسترة وتحقيق المواطنة السورية الكاملة ، لجميع السوريين ، دون تمييز بين مواطن سوري وآخر .ويحتاج الأشقاء الكرد السوريون إلى تطبيق كامل لقانون الإدارة المحلية الجديد في سورية ، والذي يؤمن لجميع السوريين ، حقوقا متساوية في المواطنة .وبالمناسبة ، فإن تاريخ سورية الحديث مترع بالرموز الصورية الشامخة ، ذات الأصول الكردية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فإنّ السوريين : سليمان الحلبي : قاتل الجنرال كليبر في مصر ، كرديّ الأصل.. وكذلك : عبد الرحمن الكواكبي : المفكر التنويري الشهير .. و يوسف العظمة : وزير الدفاع وبطل معركة ميسلون الأسطوري .. و إبراهيم هنانو القائد الثوري التاريخي .. و أحمد كفتارو : مفتي الجمهورية .. ومحمد سعيد رمضان البوطي العَلّامة الأكبر .. وخير الدين الزركلي : المؤرخ والشاعر القومي السوري الشهير ..هُم جميعا من أصول كرديّة .وكذلك أربعةُ رؤساء سوريّون سابقون ، من أصولٍ كرديّة ، هم :محمد على العابد : حَكَمَ من ( 1932 إلى 1936 )حسني الزعيم : حكم من ( 20 مارس 1949 ـ 14 أغسطس 1949 )فوزي السلو : حكم من ( 1951 وحتى استلام الشيشكلي السلطة عمليا في 1953)أديب الشيشكلي : حكم من ( 1953 ـ 24 فبراير 1954).

 

*متى برأيك يمكن لحزب الله وإيران ، أن ينسحبا عسكريا من على الأراضي السورية ؟

 

سليمان: أعتقد بأن السؤال الأكثر وجاهة والمفترض توجيهه، هو : متى ستنسحب أميركا وأتباعها وتركيا وإرهابيوها من سورية ؟ لأن هؤلاء انتهكوا حرمة الأرض السورية، واحتضنوا الإرهابيين ودعموهم ودفعوهم لتدمير وتمزيق سورية. وأما حزب الله وإيران ، فجاؤوا إلى سورية للدفاع عنها ، و جاؤوا نتيجة العدوان الصهيو - أميركي - الأروبي - التركي على سورية .. وعندما تتحرر الأراضي السورية التي جرى السطو عليها إرهابيا وتركيا وأمريكيا .. يصبح الوجود العسكري لحزب الله وحتى الوجود الفني والإستشاري ل إيران، يصبح نافلا .وعندما يزول السبب ، ستزول النتيجة بطبيعة الحال .. أي عندما ينتهي أو يخرج الإرهاب وداعموه من سورية.. سوف يعود حزب الله لكي يتفرغ لمهمته الأولى المقدسة، وهي الصراع مع العدو الصهيوني. . ويعود المستشارون الإيرانيون إلى بلدهم، لانتفاء الحاجة لهم حينئذ..

 

*: كيف سيكون مستقبل سورية؟ دولة عربية مدنية علمانية؟ من يضمن ذلك؟

 

سليمان: (الدّولة المدنيّة) ظاهرة معاصرة في السّياسة والاجتماع، بينما (العلمانيّة) فكرة اجتماعيّة سياسيّة سبقت الدّولة المعاصرة فيما قبل "الحداثة". والدّولة المدنيّة ظاهرة دستوريّة ووضعيّة حديثة ومعاصرة. وأمّا العَلمانيّة فهي إحدى صفات الدّولة المدنيّة التي تنشأ في دوافع الدّولة وتستمرّ في حياتها النّظريّة والعمليّة. وإن كان البعض يماهي بينهما. فالمدنيّة إطار للدّولة يمنحها طبيعتها ويُقرّر صفتها الأوّليّة، لتفريقها عن "الدّولة" الأيديولوجيّة أو التوتاليتاريّة أو الأوليغارشيّة أو البوليسيّة أو العسكريّة أو الوراثيّة الملكية.. أو الدّينيّة؛ بحيث يظهر مباشرة مع هذه التّحريميّة الأخيرة أثر "العلمانيّة" كأحد شروط "الدّولة المدنيّة" وليس العكس..

بمعنى أنّه يمكن أن تكون ثمّة دولة "علمانية" ولكنّها غير "مدنيّة"، وذلك كأن تكون دولة عسكريّة أو بوليسيّة، وهو ما لا ينفي إمكانيّة أن تكون دولة علمانيّة.. فيما أنّ الدّولة المدنيّة لا يمكن، في محصّلتها أن تكون كذلك، ما لم تكن دولة علمانيّة بالنّصّ والتّطبيق.

وعذرا للاستفاضة في هذه النقطة، لأن هناك التباسا حولها في أذهان الكثير من رجالات النخب الثقافية. وأما (سورية الأسد) فهي دولة علمانية مؤمنة، وليست علمانية ملحدة ولا محايدة.. وستبقى كذلك.. والضمانة هي النظام السياسي الحاكم فيها الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي

 

 

 

 

 

· أي معارضة يمكن أن تشارك في السلطة. وما هي حدود التنازلات التي يمكن أن تقدمها السلطة الحالية لها.

 

سليمان: اشار الرئيس بشار الأسد، إلى أن المعارضة الحقيقية هي تلك التي تعمل من أجل الشعب السوري ، وتكون مقيمة في سورية وتستمد الرؤية لأجندتها من الشعب السوري والمصالح السورية ، وقال الرئيس الأسد أن كلمة معارضة تعني استخدام وسائل سلمية وليس دعم الإرهابيين وأن تكون لها قواعد شعبية تتكون من سوريين ، وليس من وزارات الخارجية في المملكة المتحدة أو فرنسا أو أجهزة المخابرات في قطر والسعودية والولايات المتحدة . ففي مثل هذه الحالة يمكن لهؤلاء أن يسموا أي شيء ما عدا إسم ( معارضة ) والسؤال : هل يمكن اعتبار القوقازي والأنغوشي والشيشاني والإيغوري والتركمانستاني والكازاخستاني والأفغاني والباكستاني والسعودي والمغربي " معارضة سورية " ؟!وعندما يقال : ( لماذا لم تتعاون الحكومة السورية مع " المعارضة المعتدلة " ؟!! ) فأوّلاً مَدّت القيادة السورية يدها للمعارضة السورية، منذ الأسابيع الأولى لقيام الثورة المُضادّة في سورية .. ومن يجهل ذلك، يحتاج إلى تنشيط ذاكرته، بدليل مؤتمر الحوار السوري - السوري الذي عُقد في منتجع صحارى، في منتصف عام " 2011 " ، وأُرْسلت دعوات حضور لعشرات الرموز المعروفة في المعارضة ، فاسْتجابت قلّة منهم ، ولكنّ الكثرة ممن يسمون " معارضة " .. كانوا يراهنون على الدعم السعودي والقطري والتركي، وكانوا يتواصلون مع الأمريكي أو الفرنسي أو البريطاني أو أو .....لا بل كانوا يراهنون على سقوطٍ سريع قادم لِما يسمّونه " النظام السوري "، ولذلك رفضوا الحضور .. حتى أنّ أحد أبرز رموز هذه " المعارضة المعتدلة " وهو مُقيمٌ في باريس ، قال على الفضائيّات بالحرف الواحد ( لو أنّ بشّار الأسد ، كلّفني برئاسة الحكومة ، فسوف أقول له : اسْتَقِل ) حينئذٍ أصابني العجب لهذا " المعارض المعتدل جداً!! " : وهو الضّليع في قضايا حقوق الإنسان ، وقلت تعليقاً على قوله ( إذا نَفّذ الرئيس الأسد ، طلب هذا " المعارض المعتدل جداً " بعد تكليفه له برئاسة الحكومة ، فأمام من سيقسم اليمين !!! " ) .

إن جوهر ما جرى ويجري في سورية ، منذ اليوم الأول في 18 آذار 2011 حتى اليوم ، هو الحرب الإرهابية الأعرابية والإقليمية والدولية .. ومَنْ يقف ضدّ هذه الحرب ، أهلاً ، و مرحباً به ..ولكن ليس من حقّ الحكومة السورية أن تنجرف إلى مزالق وفخاخ الآخرين لصرف النظر عن جوهر الحرب الإرهابية على سورية ، واستبدال مواجهتها لهذه الحرب ، بتجميع عدد من رموز " المعارضة المعتدلة " التي لا تمون على الأرض بشيء ، ولا تمثّل إلاّ أقلّ القليل . وإذا كان ميزان الحقّ والعدل منصوباً ، فالنتيجة هي أنّ القيادة الوطنية السورية ، قامت بواجبها ، ولكنّ هذه " المعارضة المعتدلة!! " لم تَقمْ بالحدّ الأدنى من واجبها ، وراهنت ولا زالت تراهن على الأطراف التي شنّت الحرب على سورية .. ومع ذلك ورغم ذلك ، فَيَدُ القيادة الوطنية السورية ، ممدودةٌ لجميع أبنائها الشرفاء في المعارضة وغير المعارضة ، للمساهمة الجديّة في إدارة الدولة وفي مواجهة التحديات المصيرية وفي تجاوز ما جرى وفي إعادة بناء سورية الجديدة المتجدّدة .

 

· : هل ستعود السعودية بعد الإمارات ؟ متى ؟ وفي أي شروط ؟

 

سليمان: من المنطقي أن يوجه هذا السؤال إلى تلك الدول .. وإذا كان لا بد من الجواب ، فالجواب عند واشنطن .. ومن جهة سورية لا يوجد شروط ، وكذلك لا تقبل شروطا من أحد .

 

· من المسؤول عن التدهور الاقتصادي الحالي في سورية ؟ وهل العودة العربية ستنفع في إطلاق عملية إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع ، وهل مثلا ( قطر ) ستكون مقبولة في هذا المشروع ؟

 

سليمان: وهل يخفى على أحد أن سبب التدهور الاقتصادي ، هو الحرب الإرهابية الصهيو - أميركية - التركية - الخليجية على سورية منذ عام 2011 حتى اليوم .. والسبب هو دمار البنى التحتية والصناعة والزراعة والسطو على النفط السوري وعلى قسم كبير من الغاز ، ناهيك عن انعدام السياحة الخارجية ..والسبب هو الحصار الاقتصادي والمالي الشامل والمتصاعد الذي تقوم به واشنطن ، ولا زالت ممعنة فيه.وتداعيات هذه الأمور الثلاثة أدت إلى هذا الواقع الاقتصادي والمعاشي الصعب في سورية ..و أما الإقلاع عما قاموا به ، وعودة العلاقات ، فمن الطبيعي أن تساهم ، ولو نسبيا ، في تحريك الوضع الاقتصادي وإنعاشه .

وأما بالنسبة ل ( قطر ) فلا بد لها أن تعترف بما اعترف به رئيس وزرائها السابق عن دورها الهدام في تدمير سورية ، وأن تعتذر عن قيامها بذلك الدور .

 

· هل نجح الإعلام السوري وإعلام محور المقاومة في صد البروباغندا الهائلة التي تعرضت لها سورية على مدى 10 سنوات ؟

 

سليمان: كم هو الإعلام السوري وإعلام المقاومة مظلوم ، وهو يدخل سباقا غير متكافئ و يواجه وحشا هائلا من البروباغندا الأخطبوطية الأمريكية والأوربية والخليجية والتركية غير المسبوقة في التاريخ ، والمزودة بعشرات مليارات الدولارات ، والمسلحة بأحدث وسائل التكنولوجيا العالمية .. وفوق ذلك حجبه عن الأقمار الصناعية الفضائية .ومع ذلك تمكن الإعلام السوري ، وإعلام محور المقاومة ، من الصمود ومن توضيح وشرح الموقف السوري والمواقف الوطنية التحررية ، رغم تواضع الإمكانات المادية والفنية ، ورغم انعدام التناسب بين الطرفين في إمكانات وقدرات وسائل الحرب الإعلامية .

 

· ماذا بالنسبة للتحالفات الدولية ، هل ستقتصر على روسيا والصين ، أم أن إعادة التواصل مع أميركا وأوربا حتمية أيضا ؟

 

سليمان: التحالف لا يبنى على فراغ ، بل يبنى على وجود مصالح مشتركة بين أطراف التحالف .. وكل من يقوم بمستلزمات التحالف من حيث اعتماد المصالح المشروعة المشتركة ، من الطبيعي أن يجري التعاون معه وصولا إلى التحالف..وأما الحديث عن تحالف مع الأعداء أو مع من دعموا ولا زالوا يدعمون الأعداء ، فهو حديث غير واقعي بل وفي غير محله .

 

مستقبل محور المقاومة

 

· كيف ستوفق سورية وإيران بين تحالفهما مع روسيا من جهة ، وبين صراعهما مع " إسرائيل " خصوصا أن بوتين لم يمنع اعتداءات إسرائيل المتكررة عليكم ؟ وثمة من يقول أن بوتين هو الذي يقرر كل شيء حاليا في سورية .

 

سليمان: نعم روسيا الحالية حليفة لسورية ولإيران .. ولكنها ، في الوقت ذاته صديقة ل " إسرائيل " .. والتحالف لا يعني التطابق ، بل يعني الاتفاق في المسائل الأساسية ، واحتواء الاختلافات في المسائل الفرعية ..فعندما تتحالف روسيا مع سورية الأسد ، فهي تقف مع نفسها وتدافع عن نفسها..وعندما تتحالف إيران مع سورية اﻷسد ، فهي تقف مع نفسها وتدافع عن نفسها..وعندما تدافع سورية اﻷسد عن نفسها ، فهي في الوقت نفسه ، تدافع عن روسيا وإيران.

 

كيف ذلك؟

سليمان : أولا، لأن صمود سورية ، يعني صمود الخط الدفاعي اﻷول عن روسيا وإيران.. وثانيا لأن الدور القادم - لو سقط هذا الخط الدفاعي - هو القيام بتقويض كل من روسيا وإيران في وقت واحد..ولذلك فوقوف إيران وروسيا مع الدولة الوطنية السورية ، هو وقوف مع النفس ودفاع عن النفس في مواجهة قوى الاستعمار الأطلسي الجديد وأذنابه ، وعدم الانتظار إلى أن تصل النار إلى الربوع الروسية والإيرانية...ولذلك لا نتوقف في سورية الأسد ، لحظة واحدة عند الأقاويل والتخرصات التي تشكك بالموقف الإيراني الداعم لسورية الأسد أو بالموقف الروسي الداعم لسورية الأسد.ومن يعتقد أن الروس والإيرانيين لا يعرفون مصلحتهم جيداً ، ولا يتقنون فنون السياسة والدبلوماسية .. يحتاج إلى إعادة النظر في اعتقاده هذا ولا يحتاج موقف روسيا الواضح إلى توضيح .. فروسيا دولة عظمى لها استراتيجيتها الكونية ورؤيتها المنظومية واعتباراتها الداخلية .. والحليف لا يعمل بالباطن عند حليفه ، بل له اعتباراته التي تقتضي من حليفه الآخر أن يتفهمها ، حتى لو لم يكن موافقا عليها.

وأما قول البعض بأن بوتين هو الذي يقرر حاليا كل شيء في سورية .. فهذا البعض يعرف جيدا بأنه لا صحة لشيء مما يقوله .. ولكنه يريد التستر على تبعية الأنظمة التي ينتسب إليها أوالتي يدافع عنها .. لأن تلك الأنظمة أجرام تدور في الفلك الأميركي ، ووظيفتها خدمة الأجندة الأميركية .. حتى أن أي دبلوماسي عادي في السفارة الأمريكية المعتمدة لدى تلك الأنظمة ، يقود الدفة السياسية والاقتصادية لهذه الأنظمة .. ولذلك يدافعون عن أنفسهم باتهام الآخرين بما هم غارقون فيه ..والمؤكد هو أن القرار السياسي والعسكري والأمني في سورية هو أكثر استقلالا وحرية من دول الناتو تجاه أميركا .. فكيف بالأذناب ؟!

 

· كثيرون وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله يتحدثون منذ سنوات عن " محور مقاومة " . هل هذا بات واقعا فعليا ؟ وكيف تتخيل مستقبل العلاقات بين طهران وبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت وفلسطين إذا ؟

 

سليمان : وهل هناك شك لدى أحد بأن " محور القاومة " بات واقعا فعليا متجذرا راسخا في الأرض ، وأن أغصانه تتسامى وتتسامق علوا وارتفاعا ..

والعلاقات بين الدول التي وردت في السؤال ، سوف تزداد رسوخا ومتانة وصلابة ، وصولا إلى مرحلة يصبح فيها هذا المحور هو صاحب القرار الأول والأخير في المنطقة .

 

· لماذا برأيك اغتيل اللواء قاسم سليماني ؟ وهل كان الرد الإيراني بحجم هذه الخسارة ؟ ماذا تتوقع ؟

 

سليمان: اغتيل اللواء البطل قاسم سليماني ، للأسباب نفسها التي اغتيل فيها البطل عماد مغنية وقبله الشهيد عباس الموسوي ..ظنا من العم سام و" إسرائيل " أن الخلاص من هذه الرموز المفصلية ، سوف يؤدي إلى إضعاف المقاومة وصولا إلى إجهاضها والخلاص منها ..وكأن هؤلاء القتلة ، في واشنطن وتل أبيب ، كأسرة آل بوربون ، لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا .. ولو كانوا يتعلمون ل عرفوا ماهية العقل الاستشهادي لرجالات المقاومة في هذه المنطقة ، ولأدركوا أن كل قطرة دم لكل شهيد من هذه الرموز القيادية العظيمة ، تتحول إلى مرجل يحرق الأعداء ، وإلى نور يضيء الطريق أمام أفواج وأنساق جديدة من المقاومين المستعدين للشهادة ..و القصف الإيراني لقاعدة ( عين الأسد ) الأميركية ، ليس هو الرد ، بل هو إشارة البدء في الرد ونقطة الانطلاق الذي لن يتوقف حتى يتم طرد القوات الأميركية من العراق وسورية ، كمرحلة أولى ، والباقي يتبع .

 

*هل احتمالات الحرب قائمة في المنطقة ؟

سليمان : إذا كنت تقصد الحرب الشاملة ، فاحتمالات الحرب قائمة دائما ، وإن كانت ضعيفة ، وذلك بفضل ميزان الرعب وتوازن القوى الذي حققه محور القاومة في مواجهة " إسرائيل " وداعميها .والدليل على ذلك ، مرور 14 عاما , على عدوان تموز عام 2006 على لبنان ، وحتى اليوم لم.تجرؤ " إسرائيل " على شن حرب شاملة ..وكذلك واشنطن لا تجرؤ على شن حرب شاملة ، رغم قدراتها العسكرية الفائقة ، وذلك خوفا منها على " إسرائيل " أولا ، ومن انهيار الاقتصاد العالمي الذي تقف في مقدمته ثانيا .

 

· كيف تتوقع مستقبل العلاقة بين لبنان وسورية ؟

 

سليمان : من مصلحة لبنان وسورية معا ، أن تعود العلاقة إلى مجراها الطبيعي وأن تكون علاقات أخوية تنطلق من المصالح المشتركة العميقة للبلدين ، وأن تأخذ دروسا مستفادة من الفترات السابقة ، وأن يجري تجاوز الأخطاء التي وقعت فيها العلاقات خلال العقود الماضية ، للتعلم منها و تلافيا لتكرارها . . وهذا ما ستفرضه المصالح المتشابكة للبلدين .

.

 

· ما هو موقع الرئيس اللبناني ميشيل عون في سورية ، وما هي أهميته للمحور ؟

 

سليمان : موقع فخامة الرئيس العماد ميشيل عون هو في قلوب وضمائر ملايين السوريين ، وهو كما قال عنه أسد سورية ( يخاصم بشرف ويصادق بشرف )..والرئيس عون ليس منضويا في محور المقاومة ، ولكنه لا يخاصم محور المقاومة ولا يناور عليه ، كما يفعل الآخرون . ومنطلقه الأول في ذلك هو حرصه على المصلحة الوطنية اللبنانية العليا .. ومن هنا تنبع الأهمية الكبرى لهذا الرئيس الصادق .

 

· السؤال الأخير : أين أنت اليوم في السياسة السورية ؟ هل ابتعدت أم أقصيت ؟

 

سليمان : أنا ، حيث أنا منذ نصف قرن ، حينما أصبحت ضابطا في منتصف عام 1970 .. ومنذ ذلك الحين ، وحتى اليوم ، وأنا جندي ، سواء في الميادين العسكرية القتالية أو الأمنية أو الثقافية أو الفكرية أو الإعلامية أو الدبلوماسية ..و كنت وسأبقى حتى نهاية العمر ، أقوم يما يمليه علي واجبي الوطني والأخلاقي .فإذا كنتم تعتبرون القيام بالواجب الوطني والاخلاقي سياسة ، فلا بأس .. وإذا كنتم لا تعتبرونه سياسة ، فأيضا لا بأس .

موقع خمس نجوم


أخبار ذات صلة

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

مصدر بمحافظة ريف دمشق : سنتابع الشكوى ونجد حلاً لها.

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

مصدر في الكهرباء : اضطررنا لفصل إحدى العنفات في حلب واستنزاف كميات من المخزون الاحتياطي

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

استطلاع : الفتيات العازبات في #سوريا يحتجن بين 1.5 و6 ملايين ليرة شهرياً لتغطية نفقات المعيشة بالحد الأدنى!

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

رئيس جمعية اللحامين بدمشق : ركود واستقرار في الأسعار لانتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي.

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

مدير في العقاري : 5 إلى 10 بالمئة معدل الحسابات المجمدة لدى معظم المصارف وسببه استخدام الحساب لغرض واحد