بعد موجة جفاف البحيرة بشكل كامل.. الموسم المطري يعيد (المزيريب) إلى الحياة.. !
صاحبة الجلالة _ أحمد العمار:
أعاد الموسم المطري المبشر بحيرة المزيريب في درعا إلى الحياة، بعد أن جفت مياهها، خلال الموسم الفائت، بشكل كامل، حيث بدأ منسوب المياه بالتحسن إثر انتهاء موسم الري الصيفي نهاية تشرين ثان الفائت، وتوقف استنزاف العروق المائية المغذية للبحيرة، حيث تتشارك البحيرة فيها مع عشرات الآبار الارتوازية المخالفة.
وأكد مدير الموارد المائية في المحافظة المهندس محمد خير العودة أن نسبة امتلاء البحيرة قاربت 100 بالمئة، مشيرا إلى أهمية عودتها إلى الحياة، بعد أن جفت للمرة الأولى في تاريخها، حيث تشكل بيئة طبيعية وسياحية متكاملة، وإحدى أهم المعالم السياحية في المحافظة.
وقال العودة لـ "صاحبة الجلالة" إن مساحة البحيرة تتجاوز الـ 12 دونما، فيما تصل مساحتها مع الحرم الخاص بها إلى 100 دونم، وهي تتغذى من عروق ومسيلات مائية بعيدة بعضها يمتد إلى منطقة اللجاة أو الصنمين أو سهل جبل الشيخ، ولا تعاني من نقص التغذية بقدر ما تعاني من الري الجائر والآبار المخالفة القريبة من محيطها.
وقدر العودة متوسط نسبة الهطول المطري في المحافظة، حتى تاريخه، بأكثر من 60 بالمئة من المعدل السنوي، ونسبة امتلاء السدود السطحية بأكثر من 70 بالمئة، علما بأنه يوجد 16 سدا في المحافظة، تزيد طاقتها التخزينية الإجمالية على 92 مليون متر مكعب.
وكانت "صاحبة الجلالة" نشرت، في وقت سابق، حول تراجع منسوب البحيرة للصيف الفائت بنسبة تزيد على 70-80%، وفقا لتقديرات السكان المحليين، ما أثار مخاوفهم على مستقبلها بوصفها إحدى مناطق الجذب السياحي، وخزان كبير للكائنات الحية، وفي مقدمتها الأسماك، كما أنها مصدر دخل لمئات الأسر، سيما خلال الصيف، فضلا عن أنها تغذي عديد المناطق بمياه الشرب والري.
وبررت المديرية، يومها، المشكلة بكثرة الآبار الأرتوازية، والتعدي الجائر على حرم الينابيع المغذية للبحيرة، التي بدأت مسلسل التراجع منذ عام 1992، لتصبح موسمية، بمعنى تتجمع شتاء، وتجف صيفا، والأمر ذاته حدث للبحيرة الجارة (زيزون)، التي تراجع منسوبها وغزارتها على نحو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
يذكر أن هناك أكثر من 3000 بئر ارتوازية مخالفة، حفرت في المحافظة، خلال سني الأزمة، أغلبها في مركز حوض اليرموك، أسهمت في ضعف تغذية المياه الجوفية، المصدر الرئيس لهذه الينابيع، علما بأن متوسط الهطول السنوي للحوض يتجاوز 315 مم، لكن ما يصل منه إلى المكامن الجوفية لا يشكل سوى ثلث استجرار مياه الشرب والري، ما خفض منسوب هذه المكامن بنحو 16م.