سكبة رمضان.. "عيش وملح" بين القاطنين والوافدين
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
سورية لوحة متكاملة أي قطعة تخرج من إطارها فهي جرح دامي
قام عدد كبير من أبناء مدينة شهبا بإطلاق فعالية (سكبة رمضان) احتفاء بقدوم الشهر الفضيل، وبهدف بث رسائل متعددة الاتجاهات لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج.
فالطعام الذي يعد بأيدي الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم (بيتي أنا بيتك) ليس هدفه تقديم وجبة طعام للعائلات المهجرة والنازحة بفعل النزيف السوري المستمر، فهو طبق عيش وملح وطريقة قديمة اعتاد عليها الناس في بث الشعور بالمحبة والإلفة بين مكونات المجتمع الواحد.
صاحبة الجلالة حضرت إحدى أيام سكبة رمضان التي اعتاد هؤلاء الشبان على القيام بها منذ بداية الأزمة والتقت الشاب سامر دنون أحد المنظمين للفعالية الذي قال: "قصة سكبة رمضان ليست متعلقة بوجبة طعام أو صدقة.. القصة تشبه إلى حد ما محاولة العصفور أبو الحن (مغرد الشتاء الوحيد) عندما سمع أن السماء سوف تطبق على الأرض، استلقى ورفع أقدامه صوب السماء ليساهم بمنع حدوث الكارثة".
ويتابع .. الموضوع ليس هدفه الأكل الشرب بل هو رسالة من خلال مساهمتنا في ذلك من أجل التكافل والحب وبناء السلام، فالحجر الذي تم تدميره في كل سورية يمكن أن نعيد بناؤه بسهولة، ولكن الصعوبة تكمن ببناء العلاقات الصحيحة وصفاء قلوب البشر كل البشر.
المتطوعة ميلانة شرف قالت عن طريقة التوزيع: نستهدف في هذه الفعالية عوائل الأسر النازحة من مختلف مناطق سورية التي حطت رحالها بين أهلها في مدينة شهبا، حيث نقوم بطرق الأبواب للتهنئة بالشهر الفضيل، ونقدم السكبة تعبيراً عن المحبة وأننا في بيت واحد ولا يكمن لأحد أن يلغي هذه العلاقة التي جمعتنا منذ آلاف السنين على هذه الأرض.
ونستهدف كذلك عوائل الشهداء لكي يشعروا أنهم ليسوا وحيدين بالفراق والفقد، ونحن أسرتهم الكبيرة التي تحاول التعويض ولو ببسمة عما فاتهم. ولم يغب عن تفكيرنا أن في المدينة عوائل محتاجة بعد ما أصاب الناس من كوارث نتيجة الغلاء المعيشي.
أحد المشاركين بالفعالية قال إن الهدف أكبر من كل ذلك، فنحن في المدينة وبكل أطيافها ضد من يدعو للتقسيم، وقد اتضحت الصورة التي من أجلها كان هذا الدمار، وبشكل عام نحن نقرأ ما يجري تماماً، فليس كل مكونات الشعب السوري موالي، وليس كله معارض، وهناك في جميع الطوائف من يعارض ويوالي، ولم يطلب أحد التقسيم يوماً أو يريده، لأن سورية لوحة متكاملة أي قطعة تخرج من إطارها هي جرح دامي، ولا أحد ينسى أو تناسى الجولان ولواء اسكندرون.. ولذلك تأتي رسالتنا البسيطة هذه لكي نذكر من يحاول أن ينسى أن سورية وشعبها واحد، والمحبة والسلام سوف يعمان على كل بقعة فيها.