تجربتي مع الله.. بلسان الدكتور علي كنعان
صاحبة الجلالة _ إعداد : وسام النمر
علاقة الإنسان بالله سبحانه ليست علاقة عقاب على المعاصي فقط كما يظن البعض , فقد ورد في الحديث القدسي: «رحمتي سبقت غضبي» .
وورد الكثير من آيات الله في القرآن التي تدل على عفوه ومغفرته سبحانه , سنورد بعضها لأنها كثيرة..
قوله سبحانه : ( ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .
( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ) .
( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
( إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً ) .
( فإن الله كان عفواً قديراً ) .
( وليعفوا وليصفحوا آلا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) .
كتبت كتاباً في الاقتصاد الإسلامي فتشكلت عندي قناعة أن الله هو القوة المطلقة يمتلك العدالة المطلقة ويحمي من يعمل الخير
الخير الذي لم أُكافأ عليه حصل الأولاد عليه وبشكل مؤكد
يقول الدكتور علي كنعان عن علاقته بالله سبحانه - وهو مدير عام سابق للمصرف الصناعي وأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق : نشأتُ في بيئة فلاحية مُحافِظة ، ودرست في الكتاتيب عند عدد من المشايخ ، فتبلورت لدي فكرة الخوف من الله ، الخوف من هذه القوة الخفية التي لا نستطيع رؤيتها وقادرة على كل شيء , وحتى تنال الرضى من الله عليك فعل الخير ومساعدة الآخرين ، والتعاون والتكافل في الحارةِ والمدرسة , وكنت من زوار المساجد والاستماع الى الدروس العلمية وكان أستاذي خلال هذه المرحلة العلامة الشيخ مصطفى طه رحمه الله , وكان يتابعني منذ الصغر حتى أصبحت أستاذاً جامعياً , لكنني في مرحلة الشباب تأثرت بالفكر المادي الشيوعي ودرست بعض الكتب آنذاك ومما زاد من هذا التوجه دراستي في ألمانيا الشرقية التي كانت شيوعية خلال الفترة 1984-1985 , وبعدَ مُباشرةِ العمل بالجامعة خلال سنوات التسعينات قرأتُ كتاباً في الاقتصاد الإسلامي وأعجبت به ، وتابعت بعد ذلك الدراسة في الاقتصاد الإسلامي ووصلت منها إلى إعادة العلاقة مع الله إلى سابق عهدها وكان الشيخ مصطفى طه يدعم هذا التوجه, ويؤكد الدكتور علي قائلاً : كتبت كتاباً في الاقتصاد الاسلامي وتشكلت عندي قناعة أن الله هو القوة المطلقة يمتلك العدالة المطلقة ويحمي من يعمل الخير ويساعد فاعلي الخير من الحوادث والأزمات , ثم حملت شعاراً يقول : افعل الخير بغض النظر عن الشخص الذي تساعده افعله لوجه الله تعالى ولا تنتظر الجزاء من الأفراد , لا يضيع مع الله شيئاً ..
وخلال فترة العمل في الجامعة وفي دوائر الدولة اختبرت هذه الفكرة وتأكدت من مصداقيتها , وحاولت في الزواج أن أطبق هذا الشعار ونجحت لأن زوجتي تحمل نفس الشعار والأولاد أيضاً وحاولنا تعليمهم أن الله يحميك إذا فعلت الخير وإذا فعلت الشر يعاقبك اليوم أو غداً وبالفعل سار الأولاد على نفس المبدأ ..
وهذه العلاقة مازالت مستمرة "المساعدة وفعل الخير وإبعاد الأذى عن الاخرين" , والله يعاقبني عندما أوجه الأذى للأخرين ويبعد الشر عني عندما أساعد الآخرين , ولدي الخوف الكبير من هذا الاختبار لأنه تحقق معي في عدة مواضع , كما أن هذا الشعار انتقل للأولاد , أي الخير الذي لم أُكافأ عليه حصل الأولاد عليه وبشكل مؤكد .