نور الذكر وعمق الفكر وسعت الصدر وروح العصر.. تحدد علاقة المسلم بدينه ودنياه
إعداد : وسام النمر
من نماذج العلاقة مع الله سبحانه قصة صغيرة حدثت مع الشيخ المحدث بدر الدين الحسني المتوفى سنة 1935 م في دمشق , علم الشيخ ببيت فيه بنات الليل في دمشق يعملون به فيما لا يرضي الله , وفي رمضان استشعر الشيخ أن وضعهم المالي قد تراجع نظراً إلى عودة الناس لربهم في رمضان شهر التوبة فأرسل لهم النقود الازمة ليعيشوا منها مكتفين ولا يكون لهم حاجة بعمل الليل , وعندما وصلت النقود إليهم قال لهم المُرسِل : هذه النقود من الشيخ البدر وهو يطلب منكم الدعاء , فذابوا خجلاً من الشيخ وكانت بداية التوبة والرجوع إلى الله على يد الشيخ البدر وصولاً للنتيجة الأكبر وهي زيادة توطيد علاقة الشيخ بالله سبحانه بسبب هداية البنات ..
الدكتور سفير الجراد يقول عن علاقته الخاصة مع الله سبحانه , وهو مدير البحث العلمي وحواد الحضارات والأديان في وزارة الأوقاف ومدير مؤسسة القدس الدولية : انطلقت بالعلاقة مع الله سبحانه من شعار جداً دقيق عندما كنت في بلدي دير الزور سمعت أحد الدعاة الكبار يقول على المسلم أن يتميز بميزات أربع ألا وهي نور الذكر وعمق الفكر وسعت الصدر وروح العصر فهذه الشعارات الأربع شكلت لدي نظرية دقيقة عن علاقة المسلم في دنياه وآخرته من هذه الشعارات الأربع انطلقت في ميادين البحث المعرفي والعلمي وصولاً لمرحلة من البحث العرفاني فلما وصلت إلى دمشق أول جانب عرفاني استطعت أن أتتلمذ عليه هو على يد سيدي الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله إلى جانب الجانب العرفاني كان لديه اطلاع واسع معرفي فنهلت من الجانب المعرفي ومن الجانب العرفاني وصولاً لمرحلة متقدمة فأصبحت أدون مدونات تساعد الداعية المعاصر كيف يكون معاصراً أي يجمع بين جدلية الحداثة والأصالة وكل هذا مبني ضمن منظومة واحدة هي منظومة خُلُق الإسلام القويم باعتبار الشعار الذي أنطلق منه مع علاقتي مع الله أن الباري عز وجل لن يسألنا عن كثرة الأقوال الفقهية وكثرة المدارس الحديثة وكثرة المدارس التفسيرية وصولاً إلى كثرة المدارس الأصولية في أصول الفقه إنما سيسألنا عن ماذا عملنا الجانب الخدمي في حياة المسلمين أين هو ؟ هذا اعتبرته منهج كامل ومقدم على أي جانب آخر خذمة عموم المسلمين ما استطعنا إليه سبيلا , والخدمة المعرفية أيضاً من خلال المؤلفات والمحاضرات والمشاركات في المؤتمرات العالمية التي قمت بها نظهر الصبغة التي نجمع فيها ضمن جدلية الحداثة والمعاصرة ضرورة حتمية لبناء شخصية المسلم المعاصرة , وأسأل الله سبحانه أن أكون من الذين قبلهم ورضي عنهم.