بعد أن تنبأت صاحبة الجلالة بأن اختطافه قد يكون بداية الحل
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
رفضت عائلة الشيخ توفيق السوس الانصياع لرغبة الخاطفين بدفع فدية مالية وقدرها 20 مليون ليرة سورية مقابل فك احتجازه، وكذلك رفضت الانصياع لرغبة المجتمع المحلي بإتباع ظاهرة الخطف المضاد، والتزمت بموقفها هذا طوال فترة الاختطاف التي امتدت لثلاثين يوماً، ليعود إلى منزله سليماً معافى.
وكان الشيخ البالغ من العمر سبعين عاماً قد اختطف قبل وصوله إلى بلدة الثعلة غرب السويداء في آخر نيسان الماضي على يد مجهولين أثناء عودته مساء إلى منزله.
وفي حديثه لصاحبة الجلالة عن تفاصيل الثلاثين يوماً التي قضاها مخطوفاً، قال السوس أنه تم اعتراضه من قبل شخصين مسلحين يقودان دراجة نارية أجبراه على الصعود معهما في منطقة تدعى "القرام" جنوب شرق بلدة الثعلة، وساقوه إلى منطقة مجهولة لم يعرفها من قبل، وخلال هذه الفترة لم يتعرض لأي تعنيف جسدي أو لفظي. وقد قضى فترة الشهر بعيداً عن أهله وأبنائه غير مكبل ولا مهان، إلا أنه لم يتمكن من معرفة مكان احتجازه لأنه كان معصوب العينين أثناء اختطافه.
ويتابع سرد قصة عودته بالقول: لقد استطعت مغافلة سجاني والهرب منه في تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، وبعد مسير دام أكثر من ساعتين ونصف الساعة، وصلت إلى منطقة فيها راعي أغنام، فسألته متوجساً عن اسم المكان الذي نحن فيه لأتبين أنني في منطقة اسمها "المسيكة" إلى الغرب من قرية لبين في الريف الغربي للسويداء، وقد استضافني صاحب أحد البيوت من العشائر وأكرمي إلى حين وصول أخو صهري "سعيد المحيثاوي" القاطن في بلدة لبين الذي قام بإيصالي إلى المنزل.
وأكد ابنه كريم عن ورود عدة اتصالات خلال هذه الفترة من الجهة الخاطفة للتفاوض معهم، وتخفيض الفدية المالية والتي كان آخرها 8 مليون ليرة سورية، إلا أن العائلة رفضت رفضاً تاماً دفع أي مبلغ مالي، متحملين بذلك جميع المخاوف والضغوطات والتهديدات، وغير مبالين بالانتقادات والآراء المتعارضة حول موقفهم من الحادثة.
وتجدر الإشارة إلى أن صاحبة الجلالة قد تنبأت أن حادثة خطف الشيخ السوس قد تكون إحدى الحلول الممكنة لوقف سلسلة الخطف والخطف المضاد بين محافظتي درعا والسويداء، وقطع دابر العصابات المشتركة بين الجهتين، فهذه العائلة البسيطة المتواضعة عانت الكثير في ظل غياب الأب، وقد تسلحت بالصبر والجلد مؤمنة بعودته حتى آخر لحظة، دون أن ترد الإساءة بمثلها، ودون أن تصغي لمن يريد الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.