تجربتي مع الله الشيخ محمد خير الطرشان
إعداد : وسام النمر
من نماذج العلاقة مع الله سبحانه موقف الحسن البصري بالأحداث السياسية في دولة بني أمية , وهو أحد أعلام الإسلام ، كان متحفظاً على الأحداث ، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء ، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدي إلى الفوضى والاضطراب، وفوضى ساعة يُرتكبُ فيها من المظالم ما لا يرتكب في استبداد سنين , كما قال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء). فقال: هوِّن عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟
فضيلة الشيخ محمد خير الطرشان لصاحبة الجلالة:
سأبقى في هذا المقام عبداً بين يدي سيده
فضيلة الشيخ محمد خير الطرشان يقول عن علاقته الخاصة بالله سبحانه , وهو معاون مدير معهد الفتح الإسلامي في المَجْمَع وخطيب جامع العثمان بدمشق : الإنسان المؤمن ليس له تجارب مع الله سبحانه وتعالى المؤمن عبد والعبد أسير لسيده , لذلك الأفضل أن يُقال : تحدث عن حالك مع الله , كيف كان حالك مع الله ؟وكيف هو الآن ؟
أما حالي مع الله سبحانه وتعالى فشأني التقصير وشأنه العفو وشأني الذنب وشأنه المغفرة يعاملنا بعفوه ونعمائه ونتعبد الله بالالتجاء والدعاء وأداء الواجبات وإقامة الفرائض ما استطعنا إلى ذلك من سبيل , أما كيف أجد نفسي في طريق السلوك إلى الله سبحانه وتعالى فهذا مالا أستطيع أن أصفه بدقة لكن يمكن أن أحدد ذلك بمعالم مختصرة فأولها : أنا كمؤمن بالله تعالى سلكت طريق العلم ووفقني الله سبحانه للاستقامة والاستمرار على هذا الطريق حتى وجدت آثار ذلك توفيقاً وسداداً وهداية لذلك أقول إن الله تعالى أمدني بإمداده , فالمدد منه سبحانه ويكفي أنه أفاض علي بنعمة الايجاد ثم الامداد فأوجدني من عدم ثم أمدني بنعمه وعطاياها وسجاياه الكريمة , فكنت عبداً في مقام العبودية ولازلت وسأبقى في هذا المقام عبداً بين يدي سيده مطيعاً خادماً مؤتمراً بالأوامر منتهياً عن النواهي ما استطعت إلى ذلك من سبيل , وقد عرفت توفيق الله سبحانه لي بسر الطاعة وسر الالتجاء إلى الله والتضرع إليه , وخاصة في أوقات الخلوات والسحر وفي الأماكن التي هي مظنة استجابة الدعاء كمكة المكرمة والالتصاق بالملتزم عند الحجر الأسود وقرب باب الكعبة وفي حجر اسماعيل, وفي موطن أرض عرفة المباركة , هناك عرفت معنى استجابة الدعاء وتحقيق الأمنيات فقد أجرى الله على لساني ابتهالاً وتضرعاً وجدت آثاره وثماره في حياتي العملية , أسال الله تعالى أن يجعلني وإياكم من عباد الله الصالحين السالكين إلى طريق الحق والهداية والاستقامة .